بدأ ألوف العمال في شركة مصرية كبرى اعتصاماً أمس في مصانعها للمطالبة بحوافز مالية يقولون إن الإدارة لم تصرفها لهم، في أكبر احتجاج عمالي في البلاد منذ نحو 20 عاماً. وعلق العمال المعتصمون في"شركة مصر للغزل والنسيج"في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل دمية مشنوقة على أحد أعمدة البوابة الرئيسية للشركة تمثل رئيس مجلس الإدارة محمود الجبالي الذي يطالبون بعزله وحملوا نعوشاً رمزية له طافوا بها بين المصانع. وقرع العمال طبولاً واستخدموا صافرات في التعبير عن احتجاجهم، ورددوا هتافات منها:"ارحل ارحل يا جبالي"، و"يا اللي عايشين في قصور ونعيم، احنا حياتنا سواد وجحيم". وقال مصدر في الشركة إن الجبالي لم يتوجه إلى مكتبه. وأضاف أن العمال المعتصمين يطالبون بصرف حوافز مالية عاجلة لهم قبل عيد الفطر، وأن تكون جزءاً من حزمة حوافز تشمل زيادة مقابل الوجبة الغذائية اليومية الذي يصرف لهم وزيادة الأجور وصرف بدل سكن. وكان عمال الشركة الذين يصل عددهم إلى 27 ألفاً أنهوا اعتصاماً في كانون الأول ديسمبر الماضي استمر ثلاثة أيام بعد تراجع الحكومة عن إخراج الشركة من لائحة الشركات العامة التي تستحق صرف أرباح سنوية لعمالها. لكن وزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبدالهادي قالت إن السبب في الأزمة كان التباساً في تفسير القرار المنظم لصرف المكافآت والأرباح على العاملين في الشركات العامة. وتظاهر ألوف من عمال شركة أخرى في المدينة هي"شركة النصر للغزل والنسيج والصباغة"، تضامناً مع زملائهم في"شركة مصر للغزل والنسيج". وشهدت مصر خلال الشهور الماضية مئات الإضرابات والاعتصامات العمالية التي لم تجد الحكومة بداً من الاستجابة للمطالب المرفوعة فيها، وغالبيتها تتعلق باحتجاجات على تخصيص شركات عامة.