هددت طهران بشن غارات انتقامية على اسرائيل اذا أقدمت على "خطوة مجنونة" بمهاجمة الأراضي الايرانية، الأمر الذي سارع البيت الابيض الى اعتباره"استفزازاً لا يساعد"في تسوية أزمة الملف النووي الإيراني. وقال مارك ريغيف الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة"فرانس برس"في القدسالمحتلة: نسمع كثيراً للأسف تصريحات تنم عن كراهية وعدوانية من القادة الايرانيين، واسرائيل كما المجتمع الدولي، تأخذ هذه التصريحات بجدية". وتزامن التصعيد الإيراني مع إرسال طهران إشارات لافتة الى الجانب الأوروبي، بإمكان اتباع مسار جديد يؤدي الى حلحلة الأزمة. وبرزت في هذا السياق محادثات مفاجئة للمسؤول السابق عن الملف حسن روحاني أجراها في برلين مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير. كذلك أجرى سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني اتصالاً هاتفياً بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، لدرس احتمال استئناف المفاوضات بينهما، بحثاً عن حل راجع ص 8. في المقابل، أعطت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس انطباعاً بانزعاج ادارتها من محاولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية نزع فتيل الازمة عبر اتفاق ثنائي مع طهران، يبدد الغموض في شأن برنامجها النووي ويطمئن دول الغرب الى طابعه السلمي. ووجهت رايس انتقادات شديدة الى المدير العام للوكالة محمد البرادعي الذي حذر من اللجوء الى القوة ضد إيران، قبل استنفاذ الخيارات الأخرى. واعتبرت الوزيرة ان"الديبلوماسية ليست من مهمات الوكالة"، وذكّرت بأن البرادعي يعمل تحت سلطة الأممالمتحدة. وأضافت ان"دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو إجراء عمليات تفتيش، وتقديم تقارير عن النشاطات والتأكد من احترام الاتفاقات التي وقعتها الدول". ودعا نيكولاس بيرنز مساعد الوزيرة المجتمع الدولي الى التعاون مع واشنطن، لاقناع إيران بالموافقة على إجراء محادثات جديدة حول ملفها النووي. وقال بيرنز بعد محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في أنقرة أمس، ان"الولاياتالمتحدة تنتهج استراتيجية ديبلوماسية سلمية تجاه إيران". ونعتقد بأن افضل طريقة هي ان تعمل الولاياتالمتحدة مع العديد من الدول الأخرى، الأوروبية وروسيا والصين، لاقناع إيران بأن الديبلوماسية والمفاوضات هي الطريقة التي يجب انتهاجها". واعتبر ان"مسؤولية إيران ان تختار المفاوضات". وفي خطوة تصعيد إيراني، قال الجنرال محمد علوي مساعد قائد القوات الجوية"في حال ارتكاب النظام الاسرائيلي اي حماقة سيكون بمقدور القاذفات الايرانية الرد بمهاجمة اسرائيل". وردت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو قائلة ان"كلاماً كهذا غير مفيد وغير بناء، ويكاد ان يكون استفزازياً". وأضافت ان"اسرائيل لا تسعى الى الحرب مع جيرانها، ونريد ان تضطلع ايران بواجباتها بموجب قرارات مجلس الأمن". في برلين، اعتبر مراقبون زيارة روحاني"بداية تغيير في تعاطي إيران مع الازمة النووية"، ولاحظوا انها تأتي عشية اجتماع ممثلين للدول الست المعنية بالملف النووي الايراني في واشنطن غداً، للبحث في تشديد العقوبات على إيران. واكتفى الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن ياغر بالاشارة الى ان لقاء روحاني الذي يعتبر من المعتدلين، مع شتاينماير، كان"غير رسمي، وتناول مسائل ثنائية ودور ايران في المنطقة، وبالطبع الخلاف النووي". في الوقت ذاته، رحّب وزير الدولة في الخارجية الألمانية غيرنوت إرلر بتوضيح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير موقف بلاده وتأكيده انها لا تسعى الى شن حرب على إيران، مشيراً الى ان برلين"مستعدة للموافقة على سلة إضافية من العقوبات ضد طهران إذا واصلت رفضها وقف تخصيب اليورانيوم". في المقابل، واصلت طهران حملتها على تصريحات كوشنير، ووصفتها بأنها تنم عن"عمل هواة في السياسة وليس محترفين"، فيما أكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران ان بلاده لا تعد اي خطة عسكرية ضد ايران، معتبراً ان التهكنات في هذا المجال هي من باب"الأوهام".