أكدت إيران أمس أنها لن تتراجع عن برنامجها النووي، ولا سيما استئنافها نشاطات البحوث في مجال تخصيب اليورانيوم التي أثارت استنكاراً دولياً واسعاً، في تصعيد ترافق مع الإعلان عن اجتماع طارئ يعقد في برلين اليوم بين وزراء خارجية الترويكا الأوروبية المانياوفرنسا وبريطانيا، في حضور مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بهدف البحث في الموقف الذي يمكن اتخاذه بعد نزع إيران ختم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن منشأة للبحوث النووية في ناتانز قرب طهران. وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن المجتمعين سيتشاورون في نهاية الاجتماع هاتفياً مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. ورداً على ذلك، أعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام اكبر هاشمي رفسنجاني أمس، أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي وإن كانت النتيجة فرض الأممالمتحدة عقوبات على طهران. وقال رفسنجاني خلال صلاة عيد الأضحى:"إنها مسألة حساسة، لا يمكننا التخلي عن حقنا، ما من إيراني مستعد للتخلي عن ذلك وعليهم أن يعرفوا أننا سنبقى حازمين في هذا الموضوع". وزاد:"سندافع بحكمة عن حقوقنا وإذا تسببوا لنا بالمتاعب، سيندمون على ذلك وإيران ستكون المنتصرة في نهاية المطاف". وقال:"منذ استئناف نشاطاتنا الثلثاء، أطلقت الأوساط السياسية والعسكرية الغربية ضد إيران حملة هجمات ظالمة"، مؤكداً أن برنامج بلاده النووي سلمي وأن طهران"لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، معتبراً حملات"الافتراء"على إيران تمثل حلقة من حلقات"الاستعمار"الجديد الساعي إلى توتير الأمن في المنطقة كما في لبنان وسورية والعراق. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، انه سيبحث مع زميليه الفرنسي والبريطاني ومع سولانا"ما إذا كان لا يزال هناك هامش سياسي لمواصلة المفاوضات مع إيران"، إذ كان مقرراً استئنافها من جديد اليوم. ويأتي ذلك بعدما هدد شتاينماير أول من أمس بوقف المفاوضات مع طهران، بعد إعلان خطوتها استئناف البحوث النووية التي اعتبرت برلين أنها تنتهك الاتفاقات المعقودة بين الجانبين. وعبر وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية غيرنوت ارلر عن انزعاج برلين للقرار الإيراني. ووصف استئناف البحوث النووية ب"الاستفزاز غير المعقول"، مشيراً إلى أنها"خطوة خطرة سترفع من قدرة إيران النووية". وقال إن إيران خرقت اتفاق المفاوضات مع الترويكا الأوروبية الذي ابرم عام 2004 ورفضت كل الاقتراحات التي تقدمت بها إليها لحل الخلاف معها حول الاستخدامات النووية"بحجة أنها غير كافية". وحذر إيران من التقليل من أهمية الرسائل الخمس التي سترسلها إليها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتطلب منها الالتزام بالاتفاق الموقع منها. وينص الاتفاق على ألا تعود القيادة الإيرانية إلى استئناف برنامجها النووي السري الذي اضطرت لوقفه في حينه، ويشمل الحظر البحوث وتخصيب اليورانيوم في منشأة ناتانز ايضاً، على حد تعبيره. ويأتي ذلك بينما أفاد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية:"ندخل في مرحلة من النشاط الديبلوماسي المكثف، ثمة محادثات مكثفة تجرى على مستوى المديرين السياسيين ويتوقع أن تحصل مشاورات متزايدة". واعتبر السفير الأميركي لدى الوكالة الدولية في فيينا غريغوري شولت أن الإيرانيين اظهروا بذلك"استهتارهم بالمخاوف الدولية ورفضهم للديبلوماسية الدولية". وفي فرنسا، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قرار إيران استئناف بعض أبحاثها النووية"تؤثر في شكل خطر"في الجهود الأوروبية من اجل التوصل إلى اتفاق مع طهران. كذلك وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر أسف للقرار الإيراني، مؤكداً أن طهران ترتكب"خطأ كبيراً".