يبدو واضحاً أن كثيرين من المخرجين السينمائيين المغاربة أغرموا بالمجال التلفزيوني، ويسعون الى ترك بصماتهم الفنية فيه، خصوصاً بعد نجاح معظم الأفلام التلفزيونية التي قاموا بإنجازها، ما مكنهم من تحقيق حضور فني واتساع جماهيري مميزين. هكذا بدأنا نراهم يخوضون التجربة تلو الأخرى، ما منح الأفلام التلفزيونية المغربية ألقها الخاص، حتى وإن تفاوتت، بطبيعة الحال، نوعية أو قيمة هذه الأفلام المقدمة من فيلم الى آخر، تبعاً للموضوعات المعالجة فيها من جهة وتبعاً أيضاً لطريقة عرضها وكيفية تجسيدها من لدن الممثلين. في هذا الصدد نرى كيف أن الخرج كمال كمال قدم فيلم"سيد الغابة"وهو من تمثيل كل من عبدالله ديدان، ماجدولين إدريسي، محمد بسطاوي، محمد خيي، رفيق بوبكر. كما نرى المخرج سعد الشرايبي وقد قجم فيلم"تمزق"من تمثيل كل من محمد مروازي، هدى الريحاني ومحمد بسطاوي. وقدم نور الدين دوكنة، وهو مخرج شاب، فيلم"طرايف أصدقاء". وليس الأمر جديداً إذ نعرف انه قد حُققت في السابق مجموعة من الأفلام التلفزيونية سواء في القناة الأولى أو الثانية، يمكن ذكر بعضها كفيلم"فطومة"الذي قام بإخراجه الممثل والمخرج السينمائي حميد باسكيط والذي شارك فيه كل من محمد مجد وسعيدة باعدي وطارق البخاري وسعاد صابر، وفيلم"كاتب تحت الطلب"للمخرج لطيف لحلو والذي لعب البطولة فيه كل من أسماء الخمليشي وسعيد باي ومهدي الوزاني وفيلم"سعيدة"للمخرج عبدالمجيد رشيش والذي لعبت بطولته آمال الشابلي. تشجيع إضافة الى هذه الأفلام التلفزيونية المغربية التي أتينا على ذكرها، هناك أفلام أخرى حظيت بالنجاح الجماهيري الذي تستحقه، سواء تلك التي قدمت باللغة العربية الدارجة المغربية أو التي قدمت باللغة الأمازيغية مباشرة أو تمت دبلجتها إليها، وهو ما شجع المخرجين السينمائيين خصوصاً، على متابعة تحقيق مثل هذه الأفلام التلفزيونية التي ركزت في الغالب على تقديم قضايا اجتماعية عامة في إطار حكائي محكم الصنع يعتمد على طرح المشكلة الاجتماعية في شكل قصصي متسلسل عبر مجموعة من الأحداث المتنامية، مع التركيز على الصراع الدرامي بين الشخصيات، وهو ما حقق لها النجاح المنتظر. هذا النجاح هو الذي في رأينا سيدفع كثيرين من المخرجين السينمائيين الى مواصلة الاهتمام بالفيلم التلفزيوني والرغبة في إنجازه. من ضمن الأفلام التلفزيونية المغربية الأخيرة التي تقدم حالياً في شهر رمضان، فيلم"أبو أمل"للمخرج هشام عين الحياة، وهو من تمثيل ماجدولين الإدريسي وعبدالصمد مفتاح الخير وسامية أقريو ونجاة الوافي، وخصوصاً فيلم"الخطاطيف تعود دائماً"للمخرجة السنيمائية المغربية نرجس النجار. ونرجس النجار معروفة منذ سنوات بكونها المخرجة التي قدمت للسينما المغربية فيلماً مثيراً للجدال، تابعه المشاهد المغربي كما النقد المغربي بكثير من الحفاوة وحمل عنوان"العيون الجافة"، وقد حققت به شهرة واسعة ضمن المخرجين المغاربة الجدد. كما قدمت فيلماً آخر هو"انهض يا مغرب"الذي واصلت فيه مسارها السينمائي المميز. الفيلم التلفزيوني الجديد الذي حققته النجار يتحدث عن قصة حب تربط شابة جميلة من أسرة غنية بمدربها سائس الخيل، مع الإشارة طبعاً الى مجموعة من المشاكل التي تتعرض لها هذه الفتاة سواء مع أسرتها أو مع المحيط العام بتقاليده ونوعية العلاقات الاجتماعية السائدة فيه، خصوصاً حين يريد أبوها تزويجها بأحد الأغنياء للحفاظ على مظهر الأسرة ومكانتها الاجتماعية المرموقة. تجسد دور هذه الفتاة الممثلة أسماء الخمليشي إحدى نجمات السينما المغربية بامتياز، الى جانب كل من منى فتو وفاطمة خير وسهام أسيف وثريا العلوي وسواهن من الممثلات الأخريات. وهذا هو الدور التلفزيوني الثاني الذي تلعبه أسماء بعد دورها المميز في الفيلم التلفزيوني"كاتب تحت الطلب"للمخرج لطيف لحلو، والذي خلّف صدى طيباً في ساحة النقد التلفزيوني المغربي، وبعد مجموعة من الأدوار السينمائية المعروفة التي بوأتها مكانتها داخل الحقل السينمائي المغربي. ويبدو هذا الدور مناسباً جداً لهذه الفنانة الشابة، خصوصاً أنها تجسد فيه دور فتاة من عائلة راقية، تحب الرياضة وتسعى الى التعبير عن ذاتها انطلاقاً منها. وهي صفات تتناسب مع مؤهلات الفنانة أسماء الخمليشي. ومن المتوقع أن تقدم هذا الدور بكثير من النجاح. أما بالنسبة الى دور سائس الخيل فيجسده الفنان والممثل المغربي المعروف يونس ميكري، الذي نجح في الأدوار السينمائية والتلفزيونية التي لعبها، وأظهر من خلالها موهبة تمثيلية كبيرة تماثل موهبته الموسيقية التي طبقت الآفاق كما يقال عادة. ومن بين الأفلام التلفزيونية التي لعب فيها دور البطولة فيلم"الفراشة السوداء"وفيلم"الحوت الأعمى"من إخراج المخرج التلفزيوني حسن غنجة، وهما فيلمان بوليسيان حققا نجاحاً كبيراً سواء على مستوى المشاهدة أو المتابعة النقدية. هذا الى مشاركته في مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية من بينها فيلم"علي، ربيعة، والآخرون"للمخرج أحمد بولان وفيلم"لعبة الحب"للمخرج إدريس شويكة وفيلم"حجاب الحب"للمخرج عزيز السالمي وسواها من الأفلام السينمائية المغربية. يشارك أيضاً في هذا الفيلم التلفزيوني المغربي للمخرجة نرجس النجار، والذي تقدمه القناة التلفزيونية الثانية دوزيم ضمن برامجها لشهر رمضان، الممثل المغربي المعروف محمد عفيفي الذي سبق أن قدم أدواراً مهمة سواء على خشبة المسرح أو على شاشتي التلفزيون والسينما، ومجموعة من الممثلين المغاربة المميزين، ما سيجعل من هذا الفيلم التلفزيوني المغربي، إضافة نوعية الى هذا النوع من الأفلام التلفزيونية الذي أصبح ينافس الفيلم السينمائي شيئاً فشيئاً ويحظى برضى الجمهور الواسع.