يحرص التلفزيون المغربي بقناتيه الأولى والثانية، على متابعة فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كل سنة بوتيرة مثيرة للإعجاب، بدءاً من لحظة الافتتاح إلى لحظة الاختتام وتوزيع الجوائز وإسدال الستار. وهذا ما يحصل هذا العام ايضاً إضافة الى متابعة القناة التلفزيونية، ميدي 1 تي في هذه السنة، بشكل احترافي جميل. ولا عجب في ذلك، فهذا المهرجان السينمائي الدولي يستقطب أرفع النجوم السينمائية العالمية والعربية كما تكون النجوم السينمائية المغربية حاضرة فيه بكل عنفوانها. ونظراً لهذا الاهتمام التلفزيوني المغربي بهذا المهرجان المغربي السينمائي الكبير، فإن الجمهور المغربي يصبح متتبعاً لكل فقراته، وعارفاً بأهم اللحظات القوية التي تجرى فيه. ويتحول بذلك المهرجان من فضاء مراكش ليشمل فضاءات المدن المغربية كلها. وهو أمر رائع وجيد ونتمنى أن يشمل كل المهرجانات السينمائية المغربية الأخرى، حتى يصبح الفعل السينمائي حاضراً في التفكير لدى عامة الناس الذين قد لا تسعفهم ظروفهم على الحضور مباشرة إلى فضاء المهرجانات السينمائية. هكذا تتبع المشاهد المغربي على شاشة التلفزيون المغربي مباشرة الافتتاح الرائع الذي قدم في مراكش هذه السنة خصوصاً وأن المهرجان يعيش سنته العاشرة، ويحتفل فيها بالسينما الفرنسية، مستحضراً من خلالها ظهور الفن السينمائي في حد ذاته مع الإخوة لوميير وامتداد الفن السينمائي الفرنسي إلى حدود الآن عبر أهم محطاته السينمائية من خلال الاحتفاء بأهم الأفلام السينمائية الفرنسية. هكذا تم إحداث برامج تلفزيونية حوارية لمتابعة هذا المهرجان السينمائي من طريق تقديم فقراته وإجراء حوارات مع الحاضرين فيه من منظمين ومخرجين وممثلين وبعض النقاد السينمائيين المتابعين لأشغاله. فنجد على سبيل المثال أن القناة التلفزيونية ميدي 1 تي في، في المراسلة التي تنجزها حول المهرجان قد ركزت على تقديم بعض اللقطات من حفل الافتتاح وعلى تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها هذه السنة الممثل والمخرج الأميركي جون مالكوفيتش. كما تمت الإشارة إلى التكريم الذي حظي به أحد عرابي هذه التظاهرة السينمائية الفنية الكبيرة، ويتعلق الأمر بالمخرج والمنتج الفرنسي الراحل دانييل توسكان دوبلونتيي أول مدير للمهرجان، وتم في هذا الصدد تسليم النجمة الذهبية للمهرجان لأرملته السيدة ميليتا توسكان دو بلونتيي، المديرة الحالية للمهرجان. وأجرت مبعوثة القناة حواراً مع الناقد نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان، أوضح فيها أهمية هذا المهرجان والدور الكبير الذي يلعبه في عملية الانفتاح السينمائي المغربي على السينما العالمية كما أشار في حديثه هذا إلى مسابقة الفيلم القصير للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي ستنظم لأول مرة لفائدة طلاب المعاهد ومدارس السينما بالمغرب واعتبرها بذرة سينمائية مهمة لأنها تساعد على اكتشاف المواهب السينمائية وتمنحها التشجيع الجدير بها وتلج بها إلى عالم الفن السينمائي بكل قوة. الأمر ذاته قامت به القناة التلفزيونية الأولى حيث واكبت أشغال المهرجان وأجرت حواراً بالمناسبة مع الصايل، مع الناقد السينمائي محمد بكريم، كما قدمت حفل الافتتاح لمشاهديها بشكل احترافي بديع، وهو أيضاً ما قامت به القناة الثانية « دوزيم». أبعد من ذلك، نجد أن التلفزيون المغربي من خلال قنواته هذه، استطاع أن يجعل هذا الحدث السينمائي الكبير يصل إلى المشاهدين ويجعلهم يتفاعلون معهم، وكأنهم يعيشون في أجوائه. تم التركيز أيضاً في مختلف المراسلات التلفزيونية المقدمة لحد الآن، على الممثلين المغاربة وأخذ انطباعاتهم حول المهرجان، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الممثل محمد بسطاوي والممثل محمد بنبراهيم والممثل جاد المالح، دون أن تنسى الكاميرا متابعة تفاعل الجمهور المغربي مع نجوم السينما المغربية والعربية والعالمية، حيث بدا في بعض الصور التلفزيونية المقدمة نجوم السينما المغربية مثل الممثل رشيد الوالي والممثل سعيد الناصري والممثل حميدو بن مسعود على سبيل المثال لا الحصر. وظهر من بين الممثلين المصريين الحاضرين على سبيل المثال لا الحصر أيضاً، كل من النجم السينمائي حسين فهمي والنجمة يسرا، عضوي لجنة التحكيم. والنجمة داليا البحيري، هذا طبعاً إلى النجوم السينمائية العالمية مثل الممثل والمخرج الأميركي جون مالكوفيتش إضافة إلى نجوم السينما الفرنسية التي تشهد هذه الدورة تكريماً خاصاً بها. طبعاً هناك متابعات أخرى للمهرجان قدمها التلفزيون المغربي لا يمكن الوقوف عندها كلها، سواء التي تم تقديمها باللغة العربية أو تلك التي تم تقديمها باللغة الفرنسية، ولكن تجدر الإشارة إلى أن كل هذه المتابعات وغيرها قد منحت للمهرجان امتداداً قوياً في المكان بحيث أصبح حاضراً في كل بيت، ومتابعاً من لدن الجميع خصوصاً أولائك الذين يهتمون بالفن السينمائي بمختلف تجلياته الفنية القوية.