يعد قبر الامبراطور الأول للصين الذي اكتشفه فلاح في العام 1974، إبان حفره بئر مياه، أحد أروع الاكتشافات الأثرية في التاريخ. وغالباً ما يوصف الموقع بأنه نسخة مصغرة عن الصين، ليس بسبب حجمه الشاسع فحسب، بل لعدد الأغراض الموجودة فيه. ومن المتوقع أن تستمر عملية التنقيب والحفر فترة طويلة، لأن أربعة خنادق من المقاتلين وقالب القبر الفعلي لم تخضع بعد للتنقيب. وأصبح ينغ زينغ ملكاً لمحافظة كين الصين القديمة في الثالثة عشرة من عمره، عام 221 ق.م. وبحلول العام 246 ق.م. وحّد ينغ ولايات الصين السبع المتناحرة وبات يعرف بملك كين شيهوانغدي وسرعان ما أعلن نفسه أول امبراطور على كين. وبدأت خطط إعمار قبر الامبراطور الأول بعد تربعه على العرش، لكنها لم تكتمل حتى وافته المنية. ولعل هذا سبّب فراغ أحد خنادق المقاتلين، فالموت لم يتلاءم مع طموحات الامبراطور الذي ظن أنه حكم الكون، لذلك أنشأ جيشاً من التماثيل لحراسته في حياته الآخرة وجمعاً من لاعبي الخفة والموسيقيين للترفيه عنه. وغالباً ما يعتبر هذا الاكتشاف، الأعجوبة الثامنة من عجائب العالم. فقد عثرت عمليات التنقيب المستمرة منذ أواخر السبعينات على زهاء سبعة آلاف مقاتل متأهبين لقائدهم الذي أعلن نفسه امبراطوراً للصين والكون. وحتى يومنا هذا لم تشمل عمليات التنقيب والحفظ سوى ألف جندي. ويعرض في المتحف البريطاني 10 مقاتلين و10 تماثيل أخرى كاملة، بما في ذلك صبيان اسطبلات ولاعبو خفة وموسيقيون. وسيتسنى لزوار غرفة القراءة في المتحف البريطاني في لندن طوال الأشهر السبعة المقبلة التمتع برؤية الجنود وجهاً لوجه. وعندما يقف المرء أمام هؤلاء المقاتلين الرائعين لا يسعه سوى تخيل منظر سبعة آلاف منهم. ويسعى الجو السائد في غرفة القراءة إلى إعادة إحياء جو خنادق الموقع في الصين. وتمثل الحلقة الزمردية التي تصل كامل المعرض امبراطورية الصين إبان حكم كين. وأجمل التصاميم في الغرفة، جدار أسود قائم في شكل مستقل يتضمن أنواراً صغيرة مستوحاة من القبر الأصلي الذي يزعم أنه احتوى لآلئ في جدرانه تمثل مواقع النجوم في الكون.