سبدأ الكونغرس عطلته الصيفية نهاية هذا الاسبوع، قبل إطلاقه حملة تشريعية جديدة علنية ضد سياسة إدارة الرئيس جورج بوش في العراق بالتزامن مع صدور تقرير قائد القوات الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الأميركي ريان كروكر في خصوص تقدم الاستراتيجية الأميركية الجديدة في هذا البلد المضطرب أمنياً وسياسياً. فبعد سبعة شهور من فوزهم بالغالبية في الكونغرس مستفيدين من تعاظم استياء الرأي العام من الحرب على العراق، حاول الديموقراطيون قبل بدء العطلة إعلان حصيلة ايجابية لعملهم، على رغم إشارة بعض استطلاعات الرأي الى انخفاض شعبيتهم. ونجح الديموقراطيون في الدفع باتجاه إقرار قوانين في مجالات يعتبرونها أولويات، مثل الصحة والتربية وإيجاد فرص عمل، إضافة إلى تشريع يُحدد مدونة سلوك للنواب. لكنهم لم يحققوا تقدماً كبيراً في اختبار القوة الذي يخوضونه مع الرئيس جورج بوش، وخصوصاً على صعيد وضع جدول زمني للانسحاب من العراق، على رغم ساعات من المناقشات أبرزها جلسة ماراثونية لمجلس الشيوخ استمرت طوال الليل. وكان مجلس النواب تحدى مجدداً الخميس الماضي البيت الابيض عبر اقرار مشروع ينص على منح الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق وافغانستان فترة استراحة توازي الفترة الزمنية التي يمضونها في ميدان القتال. ويعتبر معارضو المشروع، وبينهم البيت الابيض، أن هذا النص يهدف الى ابطاء عمليات تبديل الوحدات المقاتلة. كذلك، صوت مجلس النواب الشهر الماضي على مشروع يطلب سحب القوات الاميركية من العراق في موعد اقصاه أول نيسان ابريل عام 2008، بعدما كان بوش استخدم حق الفيتو ضد مشروع قانون مماثل. وبذلك، يستعد المعسكران الجمهوري والديموقراطي لمواجهة جديدة مع انتهاء العطلة، علماً أن وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ستسلم في أيلول سبتمبر المقبل تقريرها النهائي عن الوضع في العراق تطبيقاً لقانون أُقر في الربيع الماضي. وقال رئيس الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد"سنواصل سعينا إلى تغيير السياسة في العراق"، لافتاً الى أن"هذا الأمر ممكن فقط بمساعدة الجمهوريين". وتساءل ريد"هل سيتعاون الجمهوريون معنا الشهر المقبل أم سيعملون ضدنا، وتالياً ضد إرادة الشعب الأميركي؟". وتوقع النائب الديموقراطي جون مورتا، وهو عنصر سابق في مشاة البحرية ويعتبر"بيضة القبان"في مجلس النواب في الشؤون العسكرية، ومعارضاً شرساً للحرب في العراق، أن"تتخذ المواجهة في ايلول سبتمبر المقبل أبعاداً تاريخية". وشددت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على ستة شهور"ايجابية"، وقالت أول من أمس""انا فخورة جداً بأننا تمكنا من الوفاء بكثير من وعودنا". لكن تقريراً نشره مركز"بيو ريسرتش سنتر"الخميس الماضي أظهر أن غالبية الاميركيين ليست من هذا الرأي، إذ أن 51 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أدلوا بانطباع سلبي عن الكونغرس، فيما أعرب 54 في المئة عن استيائهم من المسؤولين الديموقراطيين. وأورد التقرير أن المسؤولين الديموقراطيين عرضة للانتقاد"لأنهم لم يحققوا كثيراً"وليس لأنهم"فعلوا أي شكل سيئ". وإذا كان 60 في المئة من الاميركيين اعتقدوا بعد انتخابات تشرين الثاني نوفمبر الماضي بأن الكونغرس الجديد سيحقق نجاحات تشريعية، فإن أصحاب هذا الرأي تراجعوا الى 43 في المئة.