يسعى خصوم الرئيس جورج بوش الديموقراطيون في الكونغرس هذا الاسبوع لاقرار تمويل على مراحل للعمليات العسكرية في العراق، بعد اسبوع على فشلهم في فرض جدول زمني لسحب القوات من هذا البلد، فيما أظهر استطلاع جديد ان غالبية الاميركيين يؤيدون تحديد موعد للانسحاب من العراق. واعلنت الرئاسة الديموقراطية لمجلس النواب الثلثاء انها ستطرح للتصويت اليوم الخميس مشروع قانون ينص على صرف ستين بليون دولار فقط من اصل مئة بليون يطالب بها البنتاغون لتمويل عملياته في العراق وافغانستان خلال العام 2007. وسيكفي هذا المبلغ لتغطية النفقات العسكرية حتى نهاية آب اغسطس، على ان يطلب من بوش في تموز يوليو عرض النجاح الذي يتم تحقيقه في العراق قبل ان يصرف الكونغرس القسم المتبقي من الاموال وقدره اربعون بليون دولار. واوضح زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب ستيني هوير ان هذا سيسمح للكونغرس"بإعادة تقويم التقدم الذي ينجز في العراق على المدى القريب". غير ان البيت الابيض يرفض بشدة تقسيط التمويل على هذا النحو ووصف هذا الطرح بأنه"ادارة سيئة لأنه يحرم العسكريين امكان القيام بتوقعات"، مبدياً قلقه حيال"الرسالة"التي سيوجهها اقرار هذا التمويل لحلفاء الولاياتالمتحدة. من جهته، رأى زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر ان على الديموقراطيين"الا يعاملوا الجنود كأولاد يتلقون نفقات شخصية كل شهر". إلا ان مستقبل مشروع القانون هذا غير محسوم بعد اذ ليس من المؤكد ان مجلس الشيوخ سيتمكن من اقراره بنصه الحالي. وشدّد زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد الثلثاء على عجزه عن تمرير اي مشروع قانون حول العراق من دون الحصول على عدد ولو ضئيل من اصوات الجمهوريين، الامر الذي يبدو صعباً الآن. وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل"إما ان نمول العسكريين او ان لا نمولهم، وبالتالي اعتقد ان النص لن يحصل على تأييد العديد من الجمهوريين، بل لن يحصل على تأييد اي منهم اطلاقاً". وعلى رغم كل ذلك، ارتاح الديموقراطيون لرؤية بوادر الاستياء تزداد في صفوف حلفاء البيت الابيض الجمهوريين، واعتبر ريد انه"من الواضح انهم يريدون هم ايضا تغييرا في توجه الحرب في العراق". وكان بوينر حذّر الاحد من انه"حين نصل الى فترة ايلول سبتمبر وتشرين الاول اكتوبر سيسأل البرلمانيون الجمهوريون كيف تسير الامور في العراق. وسيسألون عن الخطة البديلة ان لم يكن الوضع جيدا". ويعتقد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس ان النتائج الاولى للاستراتيجية الجديدة التي اعلنها بوش في كانون الثاني يناير وتقوم على ارسال تعزيزات الى العراق ستظهر في ايلول. وينتشر حاليا نحو 146 الف عسكري في العراق ومن المقرر تعزيز هذه القوات لتصل الى 160 الفا في حزيران يونيو. كما اعلن البنتاغون الثلثاء انه اصدر اوامر الى عشرة الوية قتالية بالانتشار ما بين آب وكانون الاول ما سيسمح بإبقاء التعزيزات على حجمها حتى نهاية السنة اذا اقتضى الامر. وتجري المناقشات في الكونغرس بعد اسبوع على فرض بوش الفيتو الرئاسي على مشروع قانون اول حول تمويل العمليات العسكرية في العراق وافغانستان حتى نهاية السنة. ورفض بوش النص بسبب ربطه التمويل بجدولة الانسحاب على ان يبدأ في تشرين الاول كحد اقصى. ويدعو البنتاغون الى الاتفاق في اسرع وقت على نص جديد بين الكونغرس والادارة لتجنب انقطاع الاموال عن القوات. ويأمل الديموقراطيون في التوافق على قانون بحلول نهاية الشهر. في غضون ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن ستة من بين كل عشرة أميركيين يؤيدون تحديد جدول زمني لسحب القوات من العراق على رغم أن غالبية واضحة تتوقع اندلاع حرب أهلية هناك في حال انسحاب القوات الاميركية العام المقبل. كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته صحيفة"يو.اس ايه توداي"و"معهد غالوب"أن غالبية الاميركيين يتوقعون حدوث هجمات ارهابية تستهدف الولاياتالمتحدة بغض النظر عن انسحاب القوات الاميركية من العراق في 2008.