سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب جمهوريون يحذرون بوش من تراجع التأييد لسياسته داخل الحزب الجمهوري . الديموقراطيون في الكونغرس يربطون تمويل الحرب بالتقدم السياسي والعسكري في العراق
أكد الديموقراطيون في مجلس النواب الاميركي انهم سيمضون قدما في مشروع قانون جديد لتمويل الحرب على العراق، رغم تهديد البيت الابيض باستخدام حق النقض الفيتو ورد الفعل الفاتر من مجلس الشيوخ على المشروع الذي سيقسم تمويل العمليات القتالية الى مبالغ محددة، وينص على اجراء تصويت في تموز يوليو على سحب القوات. الى ذلك، حذر مشرعون جمهوريون الرئيس جورج بوش من أنه سيخسر المزيد من التأييد في الحزب إذا لم تتحسن الأوضاع سريعاً في العراق. ووعد زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد وهو ديموقراطي، بأن"قانون مجلس النواب سيتغير". وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو ان بوش سيستخدم الفيتو ضد المشروع اذا وصل الى مكتبه. وكان القادة الديموقراطيون يسعون الى تمرير مشروع قانون التمويل الجديد في وقت متأخر ليل أمس، لكنهم سيحاولون أيضاً قياس مدى التأييد للمشروع وقال بعض المساعدين ان التصويت قد يؤجل الى اليوم أو الاسبوع المقبل. ووفقاً للمشروع يمكن لبوش الحصول على 42.8 بليون دولار دفعة مقدمة. وبعد تلقي المجلس تقارير من البيت الابيض عن تقدم الحرب في تموز يصوت الكونغرس في أواخر الشهر ذاته على إمكان توفير 52.8 بليون دولار أخرى لمواصلة الحرب في العراق حتى أيلول سبتمبر أو استخدام الأموال لسحب معظم القوات في نهاية هذا العام. ويريد بوش المبلغ كاملا لتمويل العمليات القتالية على الفور، من دون شروط. وقال وزير الدفاع روبرت غيتس للجنة في مجلس الشيوخ ان فكرة التمويل على مرحلتين ستسبب كوابيس للبنتاغون في ما يتعلق بالموازنة. وأضاف ان"مشروع القانون يطلب مني أن أدير وزارة الدفاع كزورق صغير وأنا أحاول قيادة أكبر ناقلة عملاقة في العالم". ووفقاً للمطلعين على بواطن الامور في المعارضة فإن قادة الديموقراطيين في مجلس النواب ماضون في المصادقة على مشروع القانون وهو الاجراء الذي قد يمنحهم موقفاً تفاوضياً أقوى بعد أن يقر مجلس الشيوخ اجراء مختلفاً، ربما الاسبوع المقبل. وقال السناتور بن نيلسون وهو ديموقراطي عن ولاية نبراسكا ان مجموعة مكونة من الحزبين من أعضاء مجلس الشيوخ، وكثير منهم وسطيون، تجتمع في لقاءات مغلقة في محاولة للخروج بمشروع قانون لتمويل الحرب يمكنه جذب غالبية قوية من المجلس المكون من 100 عضو. وبدلا من المشروع المطروح حالياً سيحاول نيلسون الذي يعارض تحديد مواعيد نهائية لسحب القوات من العراق تخصيص 2.3 بليون دولار لتمويل اعادة البناء في العراق للمساعدة في تحسن استقرار البلاد. وفي هذه الاثناء كونت السناتور اولمبيا سنو، وهي جمهورية عن ولاية مين، فريقا مع السناتور ايفان بايه وهو ديموقراطي عن ولاية انديانا، لتقديم مشروع قانون يمكنه أن يضع حدا للعمليات القتالية الاميركية في العراق في حدود نيسان ابريل عام 2008 اذا فشل العراق في الوفاء بالاهداف العسكرية والسياسية التي تؤدي الى استقرار البلاد. وعادت سنو هذا الاسبوع من زيارة للعراق قالت خلالها انها وجدت"الاخبار الجيدة مختلطة لكن الاخبار السيئة تبعث على الانزعاج العميق". وبدأ الجمهوريون المتوترون من الانخفاض الحاد في شعبية الحرب والرئيس هذا الاسبوع الحديث عن اطار زمني في أيلول سبتمبر أو تشرين الاول اكتوبر لتحقيق نجاح في العراق أو المطالبة بخطة جديدة. وبثت شبكة"ان بي سي"في برنامج اخباري مسائي ان أحد عشر جمهوريا من الكونغرس عقدوا اجتماعاً خاصاً مع بوش وكبار مستشاريه يوم الثلثاء في ما وصفه أحدهم بأنه"حوار صريح"حول وضع الحرب في العراق. وأضافت أن الوفد الذي رأسه مارك كيرك عن ولاية ايلينوي وتشارلي دينت عن ولاية بنسلفانيا قال لبوش"نحتاج الصدق. نحتاج الامانة"وان البيت الابيض فقد صدقيته. ووفقاً لتقرير البرنامج الاخباري في المحطة رد بوش بأنه لا يريد ترك ملف الحرب لرئيس آخر، خصوصاً لرئيس ديموقراطي، ما يوضح ادراكه مدى خطورة الموقف. وقال ناطق باسم البيت الابيض انه لن يعلق على ما قد يكون بوش قاله أو لم يقله للنواب. وزاد توني فراتو إن"الرئيس يلتقي بانتظام مع أعضاء من الكونغرس ويطلب منهم الادلاء بآرائهم ونصيحتهم الصريحة. هذه المحادثات تقوي علاقتنا داخل حزبنا وتصقل سياساتنا وتحقق فهما أوضح لمواقفنا". الى ذلك، أفادت صحيفة"نيويورك تايمز"ان مجموعة من الجمهوريين المعتدلين الاعضاء في مجلس النواب حذروا بوش خلال اجتماع خاص عقد هذا الاسبوع في البيت الابيض من ان الاوضاع في العراق يجب ان تتحسن سريعاً وإلا سيخسر المزيد من التأييد داخل الحزب الجمهوري. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مشاركين في الاجتماع الذي عقد الثلثاء الماضي ان 11 نائباً جمهورياً معتدلاً في مجلس النواب تحدثوا مع بوش بصراحة غير معتادة خلال الاجتماع الذي دام أكثر من ساعة وأبلغوه ان تأييد الجمهوريين للحرب في العراق آخذ في الانهيار.