اعلن زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ان الاعضاء سيقترعون هذا الاسبوع على نص جديد يتضمن منح تمويل جزئي للعمليات العسكرية الاميركية في العراق يكون بديلاً عن النص الذي سبق واستخدم الرئيس جورج بوش الفيتو ضده، مشيراً الى ان الديموقراطيين يريدون وضع اطار زمني لسحب القوات من العراق لكنهم قد يعرضون على الرئيس جورج بوش سلطة تأجيل المواعيد النهائية. واوضح ريد ان مجلس الشيوخ سيضع اللمسات الاخيرة على هذا النص بعدما يدخل فيه مشروع قانون سبق وأقره مجلس النواب الاسبوع الماضي. ويتضمن مشروع القانون الافراج فقط عن 43 بليون دولار من اصل نحو مئة بليون يطالب بها البنتاغون لباقي السنة المالية حتى ايلول/سبتمبر تم اقراره الخميس الماضي بأكثرية 221 صوتا ضد 205 في مجلس النواب. ويتضمن ايضا الافراج عن الشريحة الثانية في تموز يوليو المقبل في حال تمكنت ادارة بوش من تأكيد ان المسؤولين العراقيين قاموا بما طلبه منهم الشعب الاميركي. وقال ريد"على مجلس الشيوخ ان ينتهي من مسألة التمويل هذا الاسبوع". وسيبت المجلس ايضا تدبيراً آخر لمعاقبة الحكومة العراقية من خلال خفض عدد القوات الاميركية اذا لم تحترم بعض الاهداف السياسية والاقتصادية، ما من شأنه على الارجح إبعاد التهديد باستخدام الفيتو من البيت الابيض. وأضاف ريد، الذي خلص قبل أسابيع الى ان أميركا خسرت حرب العراق،"لم نفقد رؤيتنا لحقيقة أن الشعب الاميركي توصل الى ان سياسة الرئيس في العراق فشلت ونحن نطالب بسبيل جديد للمضي قدماً". وفي محاولة مرة أخرى لجس نبض مجلس الشيوخ في ما يتعلق بوضع مواعيد نهائية للتدخل الاميركي في حرب دخلت عامها الخامس ألحق ريد تعديلين على مشروع قانون لا صلة له بالموضوع يتعلق بموارد المياه يناقشه مجلس الشيوخ حالياً. ويحد أحد التعديلين من التدخل الاميركي تدرجاً اعتباراً من مطلع السنة المقبلة عن طريق حظر تمويل القتال بعد 31 آذار مارس. والثاني يدعو لبدء سحب القوات اعتباراً من هذا العام وتحديد هدف لاستكمال ذلك بحلول 31 آذار من العام المقبل. لكن ريد قال إن بامكان بوش التخلي عن المواعيد النهائية. من جهته، اعتبر السناتور راسل فينغولد ان التصويت سيُشكل لحظة حاسمة لمجلس الشيوخ. وقال في بيان ان"الشعب الاميركي يستحق ان يكون لديه مجلس شيوخ مستعداً لاعلان ما اذا كان سينهي هذه المهمة في العراق ام لا ويعيد نشر جنودنا البواسل بأمان". وذكرت مصادر نيابية ان التصويت يمكن ان يجري اليوم الاربعاء. وكان ريد اجرى خلال الايام القليلة الماضية مشاورات مع كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري وفي البيت الابيض في محاولة للتوصل الى تسوية حول مشروع قانون جديد لتمويل العمليات العسكرية في العراق يكون مقبولاً من الطرفين. وأقر ريد الجمعة بأنه"لن يكون من السهل"الاتفاق على مشروع قانون جديد. واكد البيت الأبيض ان الرئيس سيستخدم حق الفيتو على مشروع القانون هذا في حال تقديمه الا انه اعلن انفتاحه على تضمينه الاهداف التي يتوجب على الحكومة العراقية القيام بها، وجدد معارضته مشروع قانون يشمل مواعيد نهائية لسحب القوات الاميركية من العراق قائلاً انه يوجه رسالة خاطئة للقوات وللحلفاء وللأعداء. وقالت دانا برينو المتحدثة باسم البيت الابيض"تحديد الموعد النهائي لمغادرة ساحة القتال ليس الرسالة التي يتعين علينا توجيهها لأي من هؤلاء"وأكدت ان"الرئيس يعارض مثل هذه البنود". ومع تزايد عدد الجمهوريين في الكونغرس الذين بدأوا يشككون في سياسة الرئيس في العراق تبنى بوش فكرة أن يلحق بمشروع القانون قائمة من"المعايير"لقياس التقدم الذي يحرزه العراق في تحقيق الاستقرار في البلد الذي يشهد أعمال عنف منذ الغزو عام 2003. وكان بوش رفض في الاول من أيار مايو مشروع قانون يتعلق بتمويل القوات الأميركية في العراق وأفغانستان قدره 124 بليون دولار يتضمن نصاً يحدد البدء بسحب القوات من العراق في موعد لا يتعدى الاول من تشرين الاول أكتوبر المقبل.