اعتقلت القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة اسماعيل هنية عدداً من نشطاء حركة"فتح"في مدينة غزة، من بينهم أمين سر الحركة في حي الدرج وسط المدينة، واعتدت عليهم بالضرب المبرح. ونقل عدد من المعتدى عليهم الى مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في حي تل الهوا غرب المدينة. وبدت على اجسام اكثر من عشرة من المعتقلين اثار ضرب وتعذيب وكدمات. وقالت مصادر محلية ل"الحياة"ان عشرات من عناصر القوة التنفيذية دهموا حي الدرج والتفاح وسط مدينة غزة فجر امس واعتقلوا نحو 15 فتحاوياً، من بينهم امين سر الحركة في حي الدرج حمدان العمصي"ابو اياد"وآخرون من عائلات اشتيوي والكتناني والملاحي و الحسنات والترك ومرشد وغيرهم. واضافت المصادر ان القوة التنفيذية نقلت المعتقلين الى مقر قيادة الاجهزة الامنية سابقاً المعروف باسم"السرايا"للتحقيق معهم قبل أن تطلقهم بعد نحو ست ساعات. واشارت الى انه تم تعذيب المحتجزين والاعتداء عليهم بالضرب والشتائم والسب اثناء التحقيق معهم حول تنظيم صلاة الجمعة في باحة الجندي المجهول اول من امس والمسيرة التي تلتها، وفرقتها القوة التنفيذية بالقوة، واعتدت خلالها على عدد من الصحافيين واعتقلت ثلاثة منهم. واكدت ان المحققين هددوا المحتجزين بعذاب أشد في حال ادلوا بتصريحات لممثلي وسائل الاعلام او المنظمات المحلية الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان. وقالت ان القوة التنفيذية ارغمت المحتجزين على التوقيع على تعهد بغرامة مالية قدرها ثلاثة الاف دينار اردني في حال شاركوا مرة أخرى في أي مسيرة أو نشاط لصالح حركة"فتح"، في اجراء غير قانوني يهدف الى الضغط على المواطنين لثنيهم عن المشاركة في أي احتجاجات على ممارسات القوة التنفيذية وانتهاكها لحقوق الانسان وقمع الحريات العامة. وتراجعت شعبية حركة"حماس"منذ سيطرتها على القطاع بسبب ممارسات القوة التنفيذية وكتائب القسام الذراع العسكرية للحركة ضد المواطنين. ودأبت القوة التنفيذية في اعقاب سيطرة الحركة على القطاع بالقوة في الرابع عشر من حزيران يونيو الماضي على اعتقال نشطاء من حركة"فتح"لساعات أو ايام واطلاقهم. وشكا معظم المعتقلين من انهم تعرضوا لتعذيب شديد اثناء التحقيق معهم. وقالت منظمات فلسطينية تعنى بالدفاع عن حقوق المواطنين انها وثقت هذه الانتهاكات لديها. واضافت انها حصلت على شهادات مشفوعة بالقسم من ضحايا الاعتقال والتعذيب، والتقطت لهم صوراً تظهر اثار كدمات وتعذيب شديد على اجسامهم، الامر الذي ينفيه باستمرار الناطقون باسم القوة التنفيذية. وتقول مصادر حركة"فتح"ان القوة التنفيذية"اختطفت"اكثر من 400 فتحاوي منذ احكمت حركة"حماس"قبضتها على القطاع قبل اكثر من شهرين. واضافت ان حركة"فتح"ستنشر أسماء جميع المعتقلين والمناطق التي يقطنون فيها. ورجحت مصادر حقوقية ان يكون معظم هؤلاء المعتقلين قد افرج عنه بعد ساعات أو ايام، مشككة في وجود مثل هذا العدد من المعتقلين في سجون القوة التنفيذية في الوقت الراهن. الى ذلك، اكد الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو رفض الحكومة الاعتداء على الصحافيين من جانب القوة التنفيذية اثناء تغطيتهم المسيرة التي تلت صلاة الجمعة لنشطاء"فتح"، وقال ان كل المعتدين من عناصر القوة سيحاسبون. وطالب النونو في مؤتمر صحافي عقده امس في غزة بوجوب"التفريق بين حرية العمل السياسي والتجمع والتظاهر، وبين التجمع من اجل الفوضى والاخلال بالنظام العام"في اشارة الى المسيرة التي تخللها القاء عدد من المشاركين فيها حجارة على"السرايا"وترديد هتافات وصفوا فيها حركة"حماس"بأنهم"شيعة"، وهو وصف يثير استمرار اطلاقه استياء غالبية الفلسطينيين وهم من السنة. وشدد على ان الحكومة"تحترم الحريات العامة وحرية العمل السياسي لكل الفصائل بما فيها حركة"فتح"". من جهة أخرى، شنت القوة التنفيذية هجوماً لاذعاً على عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي بسبب انتقاده الشديد للاعتداءات على الصحافيين والمسيرة الفتحاوية اول من امس. وفي سابقة غير معهودة، اقدمت القوة على نشر بيان على موقعها ومواقع اخرى لحركة"حماس"على الشبكة العنكبوتية هاجمت فيه المجدلاوي الذي"لم يخف حنينه لزمرة دايتون"وهو الوصف الذي تطلقه القوة وحركة"حماس"على تيار عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"محمد دحلان وحكومة تسيير الاعمال برئاسة سلام فياض. واثار البيان وما ورد فيه من ألفاظ ومغالطات استياء قيادة الجبهة الشعبية وانصارها والنخب السياسية والمجتمعية في القطاع، خصوصا وان المجدلاوي مشهود له بالدفاع عن الحريات العامة وحقوق الانسان ويلتزم موقف الجبهة الشعبية السياسي الذي ربما يكون اكثر تطرفاً من برنامج حركة"حماس".