استمر السجال الإعلامي وتبادل الاتهامات بين حركتي "فتح" و "حماس" امس، اذ عقدت حركة "حماس" مؤتمراً صحافياً رداً على المؤتمر الصحافي الذي عقده متحدثان باسم "فتح" اول من امس. وعرضت حركة "حماس" صوراً تظهر آثار كدمات وتعذيب وجروح على عناصر من القوة التنفيذية وحركة"حماس"تقول انهم عذبوا على يد عناصر من حركة "فتح" وذلك رداً على الصور التي عرضتها"فتح"اول من امس لجثامين العقيد محمد غريب ومن قتلوا معه في الهجوم الذي نفذته القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية وكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس"على منزله. وكما قدمت حركة"فتح"رواية لجريمة اغتيال غريب أول من امس قدمت"حماس"في مؤتمر صحافي عقدته امس روايتها التي تتناقض مع رواية"فتح"، كما هي العادة في اطار الصراع الدموي على السلطة بين فريقي الرئاسة وحركة"فتح"من جهة وفريق الحكومة وحركة"حماس"من جهة أخرى. وقال النائب عن حركة"حماس"مشير المصري ان الاحداث بدأت بعدد من عمليات اطلاق النار من جانب نشطاء من"فتح"ومن منزل غريب نفسه، وان الحركة تجاوزت الأمر، قبل أن يتم اطلاق النار من منزل غريب ووزير الاسرى السابق القيادي في"فتح"سفيان أبو زايدة الكائنين في منطقة الفالوجا في مخيم جباليا على سيارة تابعة للقوة التنفيذية اثناء مرورها من امام منزل غريب، ما ادى الى مقتل المواطن احمد الشوربجي واحد عناصر القوة التنفيذية ايمن صبح، واصابة سبعة مواطنين آخرين. واضاف ان المسلحين اطلقوا النار ايضا على منزل النائب عن حركة"حماس"يوسف الشرافي المقابل لمنزل غريب في حين استمر اطلاق النار. وأوضح ان"القوة التنفيذية حاصرت المنزلين غريب وأبو زايدة وطلبت منهم عبر مكبرات الصوت لأكثر من نصف ساعة بتسليم"القتلة"، لكن المسلحين رفضوا واستمر اطلاق النار، فاضطرت القوة لاقتحام المنزل وكان من المؤسف وقوع قتلى واصابات". وشن المصري هجوماً لاذعاً على الرئيس محمود عباس ورجل"فتح"القوي محمد دحلان من دون ان يسميهما بالاسم. واعتبر انه"ليس غريباً على من يرتمي في احضان اميركا والاحتلال ويتآمر معهم ويتلقى اسلحتهم واموالهم ان ينفذ اهدافهم ويلصق التهم والاباطيل من اجل تحقيق اهداف سياسية وحزبية يحلم بها عرابو البيت الابيض على هذه الارض". ورأى ان"القوة التنفيذية تلاحق من جبهتين هما الاحتلال الاسرائيلي ومن الانقلابيين في حركة"فتح"في اشارة الى تيار يقوده دحلان تطلق عليه"حماس"التيار الانقلابي. وأعرب المصري عن استهجانه"عمليات التعذيب الوحشية والغريبة التي لا يتعرض لها المجاهدون حتى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ويتعرض لها فقط من يختطفون على أيدي هؤلاء المرتزقة"وهو الامر نفسه الذي تتهم به"فتح"حركة"حماس". وعرض المصري صوراً لبعض نشطاء حركة"حماس"اختطفوا من جانب نشطاء من"فتح"وبدت على أجسادهم آثار تعذيب. وقال المصري ان نشطاء"فتح""استخدموا النار وقضبان حديد واعقاب سجائر وضرباً مبرحاً وشتماً وسباً للذات الالهية وتطاولوا على الشهداء". وكانت حركة"حماس"اتهمت دحلان بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء اسماعيل هنية قبل اقل من شهر أثناء عودته عبر معبر رفح الحدودي من جولة خارجية. وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين الحركتين في وقت شهدت فيه العلاقات والصدامات بين الفريقين ذروة غير مسبوقة بعدما اطلق دحلان تهديدات في حق قادة"حماس"في مهرجان لحركة"فتح"في غزة السبت الماضي. ورد الناطق باسم كتلة"حماس"البرلمانية الدكتور صلاح البردويل على تصريحات دحلان في صحيفة"هآرتس"العبرية التي افردت النسخة الانكليزية منها ثلاث صور على صفحتها لدحلان. واعتبر البردويل ان ما قاله دحلان ل"هآرتس""يأتي في سياق الخطاب الذي القاه دحلان امام عشرات الآلاف من انصار"فتح"خلال احياء الذكرى 42 لانطلاقتها"السبت الماضي. واتهم البردويل دحلان بأنه"يخوض معركة اعلامية لمواصلة حملة التشويه ضد حركة"حماس"وتخريب الحكومة"، معتبراً ان"هذه الحيل والألاعيب لن تنطلي على"فتح"ولا"حماس". ميدانياً، تمكن قياديون من الجبهتين"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"من اقناع حركتي"فتح"و"حماس"بإخلاء سبيل المخطوفين لدى الحركتين. واطلقت حركة"فتح"في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الاربعاء سراح تسعة من نشطاء"حماس"في حين اطلقت الاخيرة سراح اثنين من"فتح". الى ذلك، وقعت اشتباكات مسلحة بين عناصر من حرس الرئيس ومسلحين من"حماس"ليل الثلثاء - الاربعاء اسفرت عن جريحين.