فيما أعرب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مجدلاوي عن سعادته للإفراج عن نائب الأمين العام للجبهة عبدالرحيم ملوح فى إطار إطلاق إسرائيل 255 أسيراً فلسطينياً معظمهم من حركة"فتح"، دعا إلى"عدم المبالغة في هذه الخطوة وتحميلها أكبر من حجمها، فهدايا الإسرائيليين مسمومة". وتمنى مجدلاوي الذي تحدث إلى"الحياة"لو أن هذا الإفراج يكون"جزءاً من جدولة آلية للإفراج عن كل المعتقلين لأن هؤلاء سيظلون ديناً في أعناقنا ولا يمكن لحريتنا أن تكتمل كأشخاص إلا بحرية كل هؤلاء المناضلين المعتقلين"، مشيراً إلى أن"قسماً كبيراً من المحررين لم يتبق من محكومياتهم إلا فترات قصيرة". وأوضح أن ملوح قضى خمس سنوات في المعتقل وكان متبقيا له أقل من عامين للإفراج عنه، لافتاً إلى أنه"حوكم فقط بصفته السياسية والتنظيمية". ورأى أن تكرر الحديث الإسرائيلي عن القيام بهذه الخطوة كبادرة حسن نية لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس"ليس عفوياً، إذ أنها إسرائيل ترغب فى زيادة الخلافات الداخلية فى الساحة الفلسطينية وصب الزيت على نار من خلال تأجيج حدة الصراع بين حركتي فتح وحماس وتغذية التناقضات الداخلية". وقال مجدلاوي"الوصف الإسرائيلي لهذه الخطوة الإفراج عن الأسرى يسيء لأبو مازن على الصعيد الفلسطيني وعلى الصعيدين العربي والدولي لأن هناك قوى دولية تناهض النفوذ الأميركي العملاق"، وتساءل:"كيف يمكن لاستمرار الحصار والإغلاق ووجود حوالي 550 حاجزاً في الضفة الغربية لتقطيع أوصالها أن يساعد أبو مازن ويدعمه ؟ .. هل الإفراج عن ما يزيد على 250 أسيراً مساعدة ؟ يمكنهم في ظرف يوم اعتقال 250 آخرين". واضاف:"هم يعلمون جيداً أن ذلك لا يساعده أبو مازن على الاطلاق بل على العكس تماماً وهم الإسرائيليون يتعمدون ذلك". وزاد:"هدايا الإسرائيليين مسمومة". وعن الصراع بين حركتي"فتح"و"حماس"، تمنى جميل مجدلاوي على نائب الأمين العام للجبهة عبدالرحيم ملوح لعب دور نوعي ومميز في رأب الصدع بين الحركتين، موضحاً أن ملوح شارك مع قيادات المعتقلين الفلسطينيين فى إعداد"وثيقة الأسرى"وثيقة الوفاق الوطني التى باتت مرجعية للعمل الوطني الفلسطيني. وأشار مجدلاوي إلى أن الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية والمبادرة الوطنية الفلسطينية والاتحاد الديموقراطي"فدا"أعدوا بيانا سياسيا مشتركا لحل الأزمة الفلسطينية الراهنة، وسُبل تجاوزها ووقع عليه في القاهرة الاسبوع الماضي ممثلو هذه القوى، ودعوا فيه إلى حشد تجمع وطني فلسطيني واسع للضغط فى اتجاه إعادة الوحدة بين المؤسسات الوطنية والتواصل بين قطاع غزةوالضفة الغربية وعدم السماح بتكريس الفصل السياسي والجغرافي الحالي والدعوة إلى تشكيل حكومة انتقالية يتم التوافق عليها وطنياً. وقال مجدلاوي:"لا يوجد حل أمام الفلسطينيين سوى الحوار لأنه الممر الإجباري أمامنا ولا يجوز أن نستكين لهذه اللحظة بل يجب أن نتخطاها"، مشيرا إلى أن الجبهة الشعبية تحمل الجانبين فتح وحماس المسؤولية عن هذه الأحداث. وقال:"الجبهة تدين الحسم العسكري لحركة حماس في غزة وحذرنا من أنه ستكون له تداعياته البالغة التي تمس القضية الفلسطينية وفتحت الباب واسعاً أمام تدخلات تحيي مشاريع وخيارات كان البعض يراهن عليها"، منتقداً في الوقت ذاته قرارات الرئيس الفلسطيني، وقال:"الجموح السياسي والقرارات الانفرادية لأبو مازن في رده على الحسم العسكري لحماس زادا الأمور تعقيداً وعمقا الأزمة". وحذّر من أن ذلك سيتسبب"في تكريس الانقسام ووجود ذرائع ومبررات لمزيد من الانحدار السياسي ومزيد من الحلول السياسية الأميركية والإسرائيلية". وقال:"اعادونا فتح وحماس إلى ما قبل الثورة الفلسطينية المعاصرة"، مضيفا:"هؤلاء سواء فتح أو حماس ليسوا قدر شعبنا وهذه المعادلة لن نسمح بفرضها عليه". وزاد:"شعبنا عاش أعواماً من دون فتح التي فرضت نفسها على الساحة في العام 1965 أو حماس التي لم تكن موجودة قبل عام 1988". وشدد مجدلاوي على أنه رغم التطورات السلبية الأخيرة في العلاقات بين"فتح"و"حماس"خطاب أبو مازن وتصريحات محمود الزهار إلا أنه"مهما تعقدت العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية فلا يوجد بديل أو خيار سوى الحوار شرط أن تكون هناك مرجعية موحدة تدعو إلى حوار مسؤول لتُعالج هذه الأزمة المستفحلة". وعن الدعوات إلى معاقبة"حماس"قال مجدلاوي:"حماس يجب أن تقاطع بالعزل السياسي وعدم السماح لها بأن تجني ثمار ما اقترفته"، معتبرا أن"ما تسلكه السلطة الآن هو محاولة للتضييق على حماس لتأليب الشارع عليها".