دانت قوى وفصائل وهيئات فلسطينية عدة قيام عناصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية باعتقال عدد من نشطاء حركة"فتح"بينهم قياديان في اقليم شمال قطاع غزة في الحركة. واستنكرت هذه الجهات بشدة اقدام القوة التنفيذية على اعتقال المصور التلفزيوني لوكالة"رامتان"المستقلة للانباء الزميل رائد الكفارنة واحتجازه نحو ساعتين قبل أن تطلق سراحه وتتوعده باستدعائه مرة أخرى خلال الأيام المقبلة. وبدا لافتا التنديد الصارم الصادر عن كتلة الصحافي الفلسطيني وهي اطار نقابي في نقابة الصحافيين تابع لحركة"حماس". ووصفت الكتلة الاعتداء على الكفارنة بأنه"حادثة مستهجنة"وشددت على"رفضها الكامل كل الممارسات وعمليات استهداف العاملين في الحقل الاعلامي مهما كانت الأسباب وتحت أي مسميات". وقالت مصادر محلية ل"الحياة"ان القوة التنفيذية اعتدت بالضرب على عشرات المشاركين في حفلة زفاف أحد ابناء عائلة نعيم في بلدة بيت حانون شمال القطاع المنتمين لحركة"فتح". واضافت المصادر ان افراد عائلة نعيم وهم اقارب وزير الصحة في حكومة هنية الدكتور باسم نعيم كانوا يرددون اغنيات تمجد أحد قياديي كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة"فتح"سميح المدهون الذي قتلته عناصر من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة"حماس"، في الرابع عشر من حزيران يونيو وهو اليوم الذي سيطرت فيه حركة"حماس"على القطاع بعد الحاق هزيمة عسكرية بحركة"فتح"واجهزة الأمن التي تهيمن عليها. واشارت الى ان عناصر القوة اعتقلوا نحو 20 شابا من بينهم قياديان في قيادة حركة"فتح"المحلية في المنطقة. وقالت ان القوة اطلقت النار في الهواء عندما خرجت مسيرة نسائية شاركت فيها امهات وشقيقات المعتقلين وأخريات إلى جانب رجال وشبان للاحتجاج على اعتقالهم والمطالبة بإطلاقهم واعتدت بالضرب عليهم ما ادى الى اصابة عدد منهم بجروح متفاوتة. ونقل المصور الكفارنة مشاهد من هذه الاحداث عبر فضائية فلسطين المؤيدة للرئيس محمود عباس وحركة"فتح"وتبث من رام الله. وجاء بث المشاهد التي التقطها مصور وكالة"رامتان"بموجب اتفاق عمل سابق بين الفضائية والوكالة. وندد عدد من الفصائل والقوى ومنظمات حقوق الانسان بهذه الاعتداءات. وطالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها امس ارسلت نسخة منه الى"الحياة"قيادة حركة"حماس"ب"الزام القوة التنفيذية بالتوقف عن قيامها بممارسات مسيئة وضارة بمصالح شعبنا"، مشيرة الى تصاعد وتيرة هذه الممارسات في الفترة الاخيرة. واعتبرت الجبهة الشعبية ان"استمرار الاعتقالات وترويع المواطنين أمر مرفوض"، مستنكرة اعتقال الكفارنة. ورأت المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان لها ارسلت نسخة منه الى"الحياة"ان اعتقال الكفارنة"يمثل مساساً بحرية الرأي والتعبير ونقل الحقائق ومحاولة التأثير في الاحداث وتوجيهها لخدمة أحد طرفي الصراع السياسي القائم". وطالبت المبادرة"بضرورة توفير الحماية للمواطنين والصحافيين من الاعتداءات وعدم المساس بحقوقهم وحرياتهم الشخصية". واعتبر حزب الشعب في بيان تلقت"الحياة"نسخة منه ان هذه الاحداث تؤكد ان"القوة التنفيذية ماضية قدماً في ممارساتها في حق المواطنين في محاولة لفرض الحكم العسكري على شعبنا الفلسطيني". وقال عضو المكتب السياسي للحزب وليد العوض ان"هذه الممارسات تحمل رسائل مرفوضة تهدف الى زرع الرعب في قلوب المواطنين في محاولة لفرض الأمر الواقع الذي تحاول حماس تكريسه في قطاع غزة". وطالبت جبهة التحرير العربية القوة التنفيذية ب"وقف سياسة العنف والاعتقال السياسي ضد المواطنين في قطاع غزة". ونددت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان بالاعتداءات على المواطنين في حفلة الزفاف وقالت في بيان ارسلت نسخة منه الى"الحياة"ان ما حصل"يشكل انتهاكاً خطيراً للحق في التجمع السلمي وحرية الرأي"، مستنكرةً اعتقال المصور الكفارنة الذي يعتبر"انتهاكاً لحرية العمل الصحافي"وطالبت القوة التنفيذية بالتوقف عن انتهاكاتها لحقوق الانسان". من جهتها، نفت القوة التنفيذية ان تكون الاعتقالات تمت على خلفية سياسية وقالت في بيان امس ان بعض المشاركين في حفلة الزفاف المقامة بالقرب من احد المراكز التابعة للقوة التنفيذية"بادروا الى اطلاق النار وإلقاء الحجارة في اتجاه موقع للقوة التنفيذية ... ما دفع الى التوجه الى المكان والتحري عن الفاعلين واعتقال عدد من المسلحين الذين اخلوا بالأمن العام"، مشيرة الى ان"التحقيق جار معهم في اطار ان لا احد فوق القانون". واضافت القوة انها لن تسمح"بعودة ماضي الانفلات الامني"قائلة ان صبرها"آخذ في النفاد تجاه هذه الفئة الخارجة عن القانون واخلاق شعبنا". وشددت على انها لن تسمح للابواق الفاسدة ان تشوش على أمننا في قطاع غزة وستفرض الأمن بقوة القانون وانها لن تعتقل أحداً على خلفيات تنظيمية وان اعتقالها الاشخاص الذين اعتقلوا كان لأسباب تتعلق بانتهاك القانون والأمن العام فقط وليس كما صورهم البعض على أنهم من كوادر فتح".