حولت الكتل الاسمنتية، التي تحيط بالأسواق والدوائر الحكومية والأحياء المهمة التي يسكنها المسؤولون، مدينة الحلة، مركز محافظة بابل في الجنوب، الى ما يُشبه الثكنة العسكرية بعد أربعة أعوام من الاحتلال كانت بابل تصنف خلالها ضمن المدن الاكثر أمناً قبل ان تدفع مخاوف المسؤولين من نشوب اشتباكات على غرار مدن الجنوب الاخرى الحكومة المحلية الى نصب نقاط التفتيش ونشر الحواجز العسكرية. وقال اللواء قيس المعموري قائد شرطة بابل ل"لحياة"إن"نشر الكتل الاسمنتية والحواجز هو المرحلة الأولى من خطة أمنية جديدة طويلة المدى، جرى إعدادها بعد حوادث التفجير الأخيرة في الحلة". وكانت المدينة شهدت سلسلة هجمات انتحارية طاولت مراكز تجمع المتطوعين والاسواق خلال الشهرين الماضيين. وباشرت الأجهزة البلدية، التابعة للحكومة المحلية في الحلة، حملة واسعة لإحاطة الأسواق والمباني الحكومية بالكتل الإسمنتية، بكلفة مليوني دولار دفعتها القوات الأميركية العاملة في محافظة بابل، لتأمين الحماية اللازمة لتلك الأماكن من السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية. لكن أصحاب المحلات التجارية احتجوا على هذه الإجراءات، لا سيما نشر الحواجز الإسمنتية، لشعورهم بأنها ستضيق عليهم في عمليات البيع والشراء. وكانت المدينة شهدت جدلاً واسعاً في الفترة الاخيرة تناول نية المجلس المحلي ابدال اسم محافظة بابل ب"الحلة"ما اعتبر انه مخطط يرتبط بضغوط خارجية فيما برزت قضية الاضطراب الامني في مدن شمال بابل كأبرز التحديات الامنية التي تواجه الحكومة. واكدت المصادر الامنية في المحافظة ان الكتل الاسمنتية وجدت اساساً لصد هجمات المسلحين الذين يوجدون بكثرة في مدن مثلث الموت، شمال المدينة، لكن مراقبين يشيرون الى مخاوف من امتداد اضطرابات مدن جنوبالعراق، والمواجهات المندلعة بين احزاب وفصائل هناك، الى بابل التي يفرض المجلس الاعلى الاسلامي، بقيادة عبدالعزيز الحكيم، سيطرته على المناصب الرسمية فيها فيما يحظى تيار الزعيم الشيعي الشاب بأرضية شعبية واسعة. وقال محافظ بابل مسلم المسلماوي ل"الحياة"إن"مدينة بابل هادئة وآمنة ولا توجد فيها اضطرابات امنية على غرار بعض مدن الجنوب لولا المناطق الشمالية من المدينة التي تسيطر العناصر الارهابية على بعض مناطقها". وتقطن مدن شمال بابل غالبية سنية فيما يتركز الشيعة في مركز مدينة الحلة والضواحي الجنوبية. وذكرت مصادر امنية في محافظة بابل"ان طائرات اميركية قصفت امس مواقع للمسلحين في منطقة مويلحة بمحاذاة خط النفط في قضاء المسيب التابع للمحافظة". وتركز القصف، الذي استمر لساعات على مناطق ريفية"يُحتمل وجود المسلحين فيها"، ولم يعرف ما اذا كان القصف حقق اصابات في صفوف المسلحين. وقالت الشرطة المحلية امس ان دورية اميركية قتلت مدنياً عراقياً اثناء مروره بسيارته قرب وسط مدينة الحلة. واكد مصدر في الشرطة ان الدورية اطلقت النار على مواطن آخر صادف مروره بالقرب منها في شارع 40 وسط الحلة واردته قتيلاً في الحال. سامراء وفي سامراء حسم أبو فرح من اهالي المدينة أمره وقرر الاستعانة بمستشفى تكريت العام مدعياً المرض ليحصل على إجازة شهرية قابلة للتمديد من الدائرة الحكومية التي يعمل فيها بعدما وجد نفسه أما خيارين لا ثالث لهما إما أن ينفذ التعليمات الصادرة إليه من"دولة العراق الإسلامية"، أو ينفذ التعليمات التي تصدر إليه من دائرته الحكومية التي تتحكم فيها عناصر وزارة الداخلية. وقال أبو فرح، الذي يعمل في دائرة، رفض ذكر اسمها خوفاً من الانتقام،"إنه تلقى أوامر مشددة من دولة العراق الإسلامية، التي تحكم قبضتها على دوائر سامراء، بأن يتولى إدارة أحد الأقسام بعدما هرب مدير القسم وترك العمل خوفاً على حياته من العناصر التابعة للدولة الإسلامية التي رفض تنفيذ تعليمات قيادتها، ومن مغاوير وزارة الداخلية الذين قرروا إلقاء القبض عليه لعدم انصياعه لأوامرهم". واضاف:"وجدت نفسي في مأزق فإن نفذت أوامر دولة العراق الإسلامية سأعرض نفسي للمساءلة من قبل مغاوير الداخلية وإن خالفت أوامر القاعدة سأكون عرضة لانتقام عناصرها وفي الحالتين أصبحت هدفاً سهلاً". وقال موظف آخر إن"موظفي دوائر سامراء، التي أعلنها"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"دولة إسلامية، يعانون من المشكلة نفسها، ف"القاعدة"تعتبر دوائر المدينة تابعة لدولتها المفترضة والموظفون ملزمون بتنفيذ تعليماتها بينما تفرض مغاوير وزارة الداخلية الموجودة في المدينة بكثافة، سيطرتها وتتعامل مع الدوائر باعتبارها مؤسسات خاضعة لمحاسبة الحكومة. وأشار مدير احدى الدوائر الرئيسية في تكريت الى أن"الفرع التابع في سامراء أغلق أبوابه منذ شهور وأن موظفيه يتلقون الرواتب في المساكن بعدما صدرت إليهم تعليمات من دولة العراق الإسلامية الناشطة في المدينة بمغادرة الدائرة وعدم الدوام فيها". ويضطر اهالي سامراء إلى مراجعة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، لإنجاز المعاملات الخاصة بهم بعدما أغلقت دوائر سامراء أبوابها وتحملت دوائر مدن الجوار مثل تكريت، والدور العبء الإضافي لتسيير المعاملات لا سيما الدوائر الخدمية مثل السفر والجنسية، والقضاء وغيرها. وقال الشيخ خالد أحد شيوخ مدينة سامراء إنه"يضطر إلى سلوك طرق فرعية داخل الأزقة للوصول إلى دائرة القائمقامية في المدينة خوفاً من استهدافه من قبل عناصر"القاعدة"او من مغاوير وزارة الداخلية المنتشرين بكثافة في الشوارع الرئيسية". واضاف أن"مراجعة أية دائرة رسمية في سامراء أصبحت محفوفة بالمخاطر". وتعاني شوارع سامراء حسب أحد أبنائها من تجمع النفايات والقمامة بسبب تحكم عناصر"القاعدة"التي تصدر تعليمات بعدم تنظيف هذا الشارع أو ذاك لزرع ألغام أرضية تستهدف مغاوير الداخلية أو القوات الأميركية.