على رغم فرض حظر للتجول حتى يوم غد السبت، شهد العراق أعمال عنف واسعة راح ضحيتها أكثر من 30 شخصاً، واستهدف بعضها مساجد سنية. جاء ذلك في وقت أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية اعتقال الحراس المسؤولين عن حماية مرقد الامامين العسكريين في سامراء بعد تفجير مئذنتيه أول من أمس. وقال مدير مركز القيادة الوطنية في الوزارة اللواء عبدالكريم خلف إن"القوات العراقية اعتقلت حراس الضريح بعد التفجير الذي استهدف المئذنتين"، لافتاً الى أن"التحقيقات جارية معهم لمعرفة المتورطين". وأصدر الجيش الأميركي بياناً عن عملية الاعتقال هذه، موضحاً أن المحتجزين هم قائد وحدة الطوارئ و12 شرطياً يتولون حماية الضريح. وأعلنت الشرطة العثور على 25 جثة عليها آثار أعيرة نارية وعلامات تعذيب في أنحاء بغداد أول من أمس. وأفادت القوات الأميركية أن أحد جنودها قُتل خلال عمليات حربية في محافظة الأنبار الثلثاء الماضي. الى ذلك، أعلنت"دولة العراق الاسلامية"، وهي تحالف مجموعات مسلحة يهيمن عليها تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"، في بيان مرفق بشريط مصور على الانترنت أنها قتلت 14 جندياً وشرطياً عراقياً أعلنت خطفهم الاثنين الماضي. وأفادت المجموعة:"بعد انتهاء المدة المحددة التي أمهلتها دولة العراق الإسلامية لحكومة الولاء للصليبيين للاستجابة لمطالبها للإفراج عن منتسبي وزاراتها، قررت المحكمة الشرعية في دولة العراق الاسلامية إقامة حكم الله فيهم". ويظهر الشريط المصور رجلاً ملثماً يُطلق النار على رؤوس العناصر الذين كانوا راكعين على الارض بثيابهم العسكرية، بعدما عصبت أعينهم وكبلت أيديهم. وكانت"دولة العراق الاسلامية"أعلنت الاثنين الماضي أنها خطفت 14 جندياً وشرطياً عراقياً هددت بقتلهم خلال 72 ساعة اذا لم يُفرج عن جميع المعتقلات في العراق. وفي الاسكندرية، أفادت مصادر أمنية أن مسلحين هاجموا ثلاثة مساجد للسنة جنوببغداد وأحرقوها في ساعة مبكرة من صباح أمس. وفي اللطيفية، أعلنت الشرطة العثور على جثة عليها آثار أعيرة نارية وعلامات تعذيب. كما أعلنت أن مسلحين قتلوا مزارعين اثنين وأوقعوا إصابات بثلاثة آخرين قرب بلد. وفي البصرة، أعلنت الشرطة أن أربعة أشخاص قُتلوا وجرح ستة آخرون في هجمات على أربعة مساجد في المدينة أول من أمس. وفي الحلة، قال الملازم في شرطة بابل كامل العماري إن"مسلحين زرعوا عبوات في مسجدي المصطفى في الاسكندرية والبشير في المحاويل". وتابع أن"طفلين وامرأة في المبنى المجاور لمسجد المصطفى أُصيبوا". وكانت مصادر أمنية أعلنت أول من أمس إضرام النار في مسجد سني وتفجير ثلاثة آخرين في بغدادوجنوبها اثر تفجير مئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء. يذكر أن المساجد المستهدفة أول من أمس هي خضير الجنابي في منطقة البياع جنوب غربي بغداد ومسجد الاسكندرية الكبير وحطين وعبدالله الجبوري. وكان المالكي قرر فرض حظر التجول في بغداد اعتباراً من الثالثة بعد ظهر أول من أمس وحتى"اشعار آخر"، إلا أن مصدراً في مكتب رئيس الوزراء أكد أمس أن حظر التجول"سيُرفع السبت المقبل". وانتشرت القوات الامنية العراقية بكثافة على مفاصل الطرق الرئيسية والجسور التي تربط بين جانبي الرصافة شرق دجلة والكرخ غرب دجلة في بغداد. وكانت الحكومة أمرت بهذا الانتشار خشية تجدد أعمال عنف طائفية مماثلة لتلك التي اندلعت اثر تفجير قبة المرقد ذاته في سامراء في 22 شباط فبراير 2006 وأودت بحياة آلاف العراقيين. وفي تكريت، قال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين إن حظر التجول لا يزال سارياً في سامراء منذ عملية التفجير. وأوضح المصدر أن حظر التجول مستمر في سامراء"حيث انتشر عدد كبير من القناصة التابعين لقوات مغاوير الداخلية والقوات الأميركية على أسطح المباني المرتفعة ويطلقون النار على كل ما يتحرك". وأضاف أن"المدينة أُغلقت في شكل كامل من جميع مداخلها، فيما لزم المواطنون منازلهم، وانتشر عدد كبير من قوات الامن في محيط المرقد". وفي غضون ذلك، أفاد شهود أن قذائف"مورتر"سقطت داخل"المنطقة الخضراء"، فيما بقي حظر التجول سارياً في المدينة بعد تفجير مزار شيعي شمال العاصمة. وأمكن مشاهدة أعمدة الدخان الأبيض تتصاعد من وسط المنطقة قرب مبنى البرلمان ومركز المؤتمرات ومركز الاعلام التابع للجيش الأميركي. ويوجد في"المنطقة الخضراء"عدد من وزارات الحكومة والسفارتان الأميركية والبريطانية. ولم تعلق ناطقة باسم السفارة البريطانية على القصف، في حين أفاد شاهد لوكالة"أسوشيتد برس"أن أكثر من عشرة صواريخ سقطت داخل المنطقة. وفي هذا السياق، قُتل صحافي يعمل لدى وكالة أنباء"أصوات العراق"المستقلة في انفجار عبوة مزروعة على جانب طريق في محافظة ديالى شمال بغداد، وهو ثالث شخص يعمل في الوكالة يُقتل خلال الأسبوعين الماضيين. وأفادت الوكالة في بيان أن عارف علي فليح 32 عاماً قُتل عندما كان يؤدي عمله في تغطية الاحداث في ديالى حيث تصاعدت أعمال العنف، فيما يُقاتل مسلحون من تنظيم"القاعدة"وجماعات سنية أخرى ضد القوات الأميركية والعراقية. وأعلنت الوكالة في بيانها أن"أسرة تحرير الوكالة المستقلة للأنباء نعت ثالث مراسل لها يستشهد خلال أُسبوعين وهو الصحافي عارف علي فليح مراسل الوكالة في محافظة ديالى". وأضافت أن فليح"لقي مصرعه في انفجار عبوة جنوب قضاء الخالص خلال أدائه واجبه المهني في تغطية أحد الاحداث الامنية في القضاء". ونفت الوكالة أن يكون عارف هو المستهدف في هذا الانفجار، ورجحت ان يكون الحادث عرضياً.