توالت في الأيام الماضية فضائح شركات وجنود أميركيين في العراق متهمين بالفساد. فقد اعلنت وزارة العدل الاميركية أمس ان مجموعة"تكسترون"الاميركية وافقت على دفع 4.65 ملايين دولار لتجنب ملاحقات قضائية بعد اقرارها بأن ثلاثة من فروعها الفرنسية دفعت رشاوي في العراق في اطار برنامج"النفط مقابل الغذاء". يأتي ذلك بعد يومين من اتهام جندي أميركي في نيويورك بالحصول على رشوة في العراق وادانة ضابط وزوجته ميليسا وأخته بتلقي رشاوى بعقود وزارة الدفاع في العراقوالكويت. وذكرت الوزارة انه بين العامين 2000 و2003 دفع موظفون في"ديفيد براون ترنسميشن"و"ديفيد براون انغريناج"و"ديفيد براون غينار بومبس"وكلها مملوكة بالكامل لشركة"تكسترون"، ما مجموعه 600 الف دولار الى الحكومة العراقية لقاء عقود مبرمة في اطار البرنامج. وبشكل عام تم تضخيم عقود الشركة بنسبة عشرة في المئة قبل عرضها على الاممالمتحدة للموافقة عليها. وكان يتم دفع الفارق الى الحكومة العراقية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين. واقرت الشركة امام الحكومة الاميركية بالمسؤولية عن هذا الاحتيال غير ان وزارة العدل تخلت عن ملاحقتها مقابل غرامة بقيمة 1.15 مليون دولار ودفع 3.5 ملايين دولار اضافية كتعويضات للحق المدني. وكان برنامج"النفط في مقابل الغذاء"الذي طبق بين 1996 و2003، يتيح للعراق بيع النفط مقابل الحصول على الغذاء والدواء الذي كان ينقصه بسبب الحظر الدولي الذي فرض عليه اثر غزو الكويت في آب اغسطس 1990. غير ان النظام العراقي كان يربط الحصول على عقود في اطار هذا البرنامج بدفع عمولات سرية بلغت قيمتها عدة ملايين من الدولارات. الى ذلك، قال مدعون ان ضابطا في الجيش الامريكي برتبة كابتن اتهم بقبول رشوة قدرها 50 ألف دولار مقابل توفير معلومات سرية خاصة بعقود عسكرية في العراق. وكان اوستين كي 27 عاما الذي وجه اليه الاتهام الخميس في نيويورك متمركزا في بغداد وأشرف على عقود ادارة الخدمات والامداد التي يمنحها الجيش والبالغ قيمتها مئات الآلاف من الدولارات. ويتهم الادعاء كي بطلب 125 ألف دولار من مالك احدى الشركات مقابل تأمين ارساء عقود على شركته. غير أن مالك الشركة الذي لم يتم تعريفه اتصل بسلطات انفاذ القانون ووافق على مقابلة كي مجددا حتى يتسنى تسجيل محادثتهما. وقال الادعاء"خلال اجتماع لاحق في 11 آب 2007 قال كي لمالك الشركة انه سيمنح صاحب العمل معلومات مفيدة وسرية بخصوص العقود حتى يقدم عرضا أفضل بخصوص عقود الجيش الاميركي مقابل 50 الف دولار". وفضلا عن ذلك اتهم كي، الذي أعيد الى الولاياتالمتحدة الاربعاء، بطلب الحصول على نسبة خمسة بالمئة من أي عقود يقدم للشركة معلومات سرية عنها للفوز بها. وأمرت المحكمة الاتحادية في مانهاتن الخميس بالافراج عن كي بكفالة 500 ألف دولار. ويواجه في حال ادانته بتهمة الرشوة عقوبة قصوى بالسجن 15 عاما. وفي قضية منفصلة دانت هيئة محلفين في تكساس الاربعاء الميجر في الجيش الامريكي جون كوكرهام وزوجته ميليسا وأخته كارولين بليك فيما يشتبه في أنه مخطط لقبول رشاوى تقدر بملايين الدولارات خاصة بعقود وزارة الدفاع في العراقوالكويت. في غضون ذلك، اصبح بامكان الجنود الاميركيين الملاحقين بتهم ارتكاب جرائم في العراق الاستعانة بالانترنت لايجاد وسائل تمكنهم من الدفاع عن انفسهم امام القضاء. ويترافق استمرار ظهور تحقيقات في جرائم يشتبه في ان جنودا اميركيين ارتكبوها في مدن عراقية مثل حديثة او الحمدانية مع عدد كبير من المواقع على الانترنت المخصصة لمساعدة الجنود المتهمين في هذه القضية. ومنذ سنة تم اطلاق حوالى 12 موقع انترنت من قبل قدامى محاربي الجيش الاميركي الذين يعترضون على رؤية جنود يلاحقون بسبب قرارات تتخذ في مناطق حرب. والعديد من هذه المواقع بينها"صندوق الدفاع عن الجيش القتالي"ميليتاري كومبات ديفنس فاند الذي يتخذ بوسطن مقرا له، انشئت من اجل جمع الهبات المخصصة لمساعدة الجنود الذين توجه اليهم التهم من اجل دفع نفقات محاميهم. وقام العسكريون الاميركيون بارتكاب عدة تجاوزات لا سيما اغتصاب وقتل عراقية في الرابعة عشر من العمر وقتل ثلاثة من افراد عائلتها وقتل مدنيين بينهم نحو 20 مدنياً في حديثة غرب العراق ادت الى الحكم على عدد من الجنود بعقوبات سجن صارمة، الا ان الادلة تبدو غير قاطعة من اجل القيام بملاحقات قضائية في حالات اخرى.