بدأت سورية أخيراً استلام أنظمة دفاع جوي تعد الأكثر تطوراً في الصناعات الصاروخية الروسية، وهي "بانتسير" اي"الدرع". وبلغت الدفعة الأولى من هذه الأنظمة، وهي تصنع في مجمع تولا العسكري، سورية، بحسب المصادر العسكرية. والدفعة جزء من اتفاق أنجز في سبيل تسليح الدفاع الجوي السوري ب50 نظاماً من هذا النوع، تبلغ قيمتها الإجمالية 900 مليون دولار. وقالت مصادر أخرى ان العدد بين 34 و36 نظاماً. وتثير الصفقة مخاوف كثيرين. واتهمت موسكو بالإغضاء عن تسليم سورية"حزب الله"اللبناني أنظمة صاروخية، روسية المنشأ، أظهرت قدرة عالية جداً في حرب تموز، العام الماضي، وأسهمت في تعطيل عشرات الدبابات الاسرائيلية من طراز"ميركافا". وجّه هذا ضربة قوية للاسرائيليين. وتتردد أقوال ان دمشق اتفقت مع الايرانيين على نقل عشرة من الانظمة الصاروخية الروسية التي ابتاعتها الى طهران. ورأى عضو مجلس الامن والسياسة الخارجية، فيتالي شليكوف، أن ما يشاع"سخيف". فالايرانيون"قادرون على شراء ما يريدون من روسيا مباشرة، ومن غير وساطة سورية". ويضمن، تقليدياً، اي اتفاق عسكري فقرة تحظر نقل السلاح، او بيعه، الى طرف ثالث من دون موافقة طرفي الصفقة. ولعل الصفقة مع دمشق نقلة نوعية على طريق توسيع الصادرات العسكرية الروسية الى الشرق الأوسط. ومعلوم ان مسؤولي الوكالة الفيديرالية للسلاح أعلنوا ان ثلاثة بلدان شرق أوسطية اشترت طرازات متطورة من الصواريخ الروسية. وذكروا الإماراتوالجزائر. وعلى هذا، فسورية هي الطرف الثالث الذي لا يحب المسؤولون تناوله صراحة. ودولة الإمارات تستلم قريباً 12 نظاماً صاروخياً من هذا الطراز، من اصل 50 وقع اتفاق بيعها. ويتوقع تركيبها على ناقلات خاصة تتماشى مع الطبيعة الصحراوية للبلاد. وهناك قرائن على ان الاماراتيين قرروا الاتفاق مع شركة"مان"لتوفير العربات المتحركة، اي انهم لا يرغبون في الاعتماد على التقنيات الروسية في هذا المضمار. وأما الجزائر فتتسلم 38 نظام"بانتسير". وهذا جزء يسير من عقد عسكري ضخم وقعته موسكو مع الجزائريين، وتبلغ قيمته الاجمالية نحو ثمانية بلايين دولار. والجدير ذكره ان النظام الصاروخي هذا لم يدرج في خدمة قواتنا المسلحة. فيكون زبائن روسيا العرب اول من يستخدم الانظمة الاكثر تطوراً في السلاح المضاد للجو. وتشاركهم الصين الامتياز هذا. فالصين والبلدان العربية من أكبر مشتري منظومات الدفاع الجوي الروسية. وتقوم روسيا بتحريك ما تصنعه من تقنيات عسكرية في بلدان الشرق الأوسط، وبعض بلدان شمال أفريقيا، وجنوب شرقي آسيا، وأميركا الجنوبية. وتحظى منظومات"س-300 ب م و 2", و"س-300 ف م", و"بوك- م 2 اي"، و"تور- م1"، و"تونغوسكا - م1"، بمعظم طلب مستوردي تقنيات الدفاع الجوي. ويبلغ حجم الطلب على أنظمة الدفاع الجوي الروسية 5.2 بلايين دولار، و5.6 بلايين دولار مع احتساب العقود الموقعة التي لم تدخل حيز التنفيذ بعد. عن فلاديمير غونداروف، "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، 17/8/2007