نقلت وسائل اعلام في روسيا أمس معلومات حول تسلم سورية الدفعة الاولى من منظومات دفاع صاروخي روسية متطورة من طراز"بانتسير"في اطار صفقة تقضي بتزويد دمشق نحو 36 نظاما من هذا الطراز، لكن مصدراً رفيعاً في المؤسسة العسكرية اكد ان بلاده"لن تبدأ قبل نهاية العام الحالي بتصدير هذه الصواريخ"وان الدفعة الاولى منها"لن تذهب الى سورية بل الى دولة الامارات العربية المتحدة". وبحسب معطيات نشرتها امس صحيفة"نيزافيسيمايا غازيتا"الروسية، فإن موسكو زودت دمشق أخيراً عشرة انظمة صاروخية من هذا النظام الفائق التطور، وهي الدفعة الاولى في اطار ما وصفته بأنه"صفقة موقعة بين البلدين وتزيد قيمتها على 900 مليون دولار"، وكان الحديث عن هذه الصفقة برز بشكل قوي قبل شهور، واثار قلقاً اسرائيلياً واميركياً عميقاً. وبحسب مصادر روسية فإن تل أبيب وواشنطن حاولتا ممارسة ضغوط على موسكو منذ شهور لعدم تنفيذ أي اتفاقات عسكرية مع دمشق بحجة ان الاخيرة تقوم بتزويد"حزب الله"في لبنان بالسلاح الروسي المضاد للطائرات والمدرعات، وهو ما دفع وزير الدفاع انذاك سيرغي ايفانوف نائب رئيس الوزراء حاليا الى التأكيد على ان بلاده"لم تتلق طلبا رسميا سوريا لشراء هذه الصواريخ". وعلى رغم ذلك اكدت صحيفة"نيزافيسيمايا غازيتا"امس نقلا عن مصادر عسكرية لم تسمها ان دمشق بدأت بالفعل بتسلم هذه الانظمة التي ستتمركز لتعزيز حماية اجواء العاصمة السورية. وقالت إن الاتفاق بين البلدين ينص بحسب مصادر مختلفة على تسليم دمشق خلال الفترة القادمة عدداً اجمالياً من هذه الانظمة يراوح بين 36 وخمسين، واستندت الصحيفة الى معطيات مسؤول رفيع في المجمع الصناعي العسكري أكد ان روسيا وقعت عقودا مع ثلاث دول عربية لبيع نظام"بانتسير"ذكر منها الجزائروالامارات من دون ان يشير مباشرة الى الدولة الثالثة. ويعد نظام"بانتسير"واحداً من اكثر الانظمة الصاروخية تطوراً في العالم، وهو لم يدخل بعد الى الخدمة في سلاح الجو الروسي، ما يعني انه اذا صحت معطيات الصحيفة فإن سورية ستكون اول بلد في العالم يستخدمه. وتعني"بانتسير"الدرع، بحسب الترجمة عن الروسية، وتسمى ايضا"اس ايه 22"بحسب مصطلحات حلف شمال الاطلسي. وهو نظام يشتمل على منصة راجمات صاروخية قادرة على حمل 12 صاروخا موجها من طراز"زينيت"، ومجهزة لاطلاق اربعة صواريخ في وقت واحد على الهدف بغض النظر عما اذا كانت منصة الاطلاق ثابتة او متحركة على ناقلات خاصة. والنظام مزود بمحطة رادار قادرة على رصد الاهداف المتحركة من بعد يزيد على 35 كيلومترا، اضافة الى مدفعين مضادين للجو من عيار 30 ملم لضرب الاهداف القريبة. وتشير معطيات عسكريين روس الى ان نظام"بانتسير"قادر على اصابة اهدافه بدقة بالغة على مسافة تراوح بين 1.2 الى نحو عشرين كيلومتراً وعلى ارتفاعات تراوح بين 5 الى 15 ألف متر، وتتعامل المنظومة مع أهداف تبلغ سرعتها القصوى 1000 متر في الثانية. ورفضت مؤسسة"روس ابورون اكسبورت"المسؤولة عن صادرات روسيا من السلاح التعليق على معطيات الصحيفة، لكن مصدراً رفيع المستوى في المجمع الصناعي العسكري الروسي نفى صحة المعلومات الواردة وابلغ وكالة"انترفاكس"الروسية ان موسكو لن تبدأ بتصدير هذا الطراز من الانظمة الصاروخية قبل نهاية العام الحالي، مشيراً الى ان هذا النظام ما زال يخضع للتجارب العسكرية الاخيرة. وبحسب المسؤول فإن سورية لن تكون اول بلد يتسلم هذه الانظمة، لأن الدفعة الاولى منها ستباع الى دولة الامارات التي وقعت اخيراً عقدا تزيد قيمته على 800 مليون دولار لشراء خمسين نظاما صاروخيا من هذا الطراز، ورجح ان تتسلم أبوظبي الدفعة الاولى من الصواريخ المباعة وهي 12 نظاما مع نهاية العام، على ان تتسلم الباقي على دفعتين خلال العامين القادمين. واللافت في حديث المسؤول الروسي انه لم ينف صحة توقيع الصفقة مع سورية لكنه ركز على تواريخ التسلم فقط. ولفت خبراء روس الى ان المسؤولين العسكريين الروس يتحدثون بصراحة عن العقود العسكرية الموقعة مع دولتي الجزائروالامارات لكنهم يتحاشون التعليق على مسائل التعاون العسكري بين روسيا وسورية. وبحسب احد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع فإن ذلك سببه حساسية الوضع في المنطقة وكون سورية تعد من"الدول التي تحيطها مشكلات عدة".