يعاني سكان غزة من نقص حاد في الكهرباء مع انقطاع التيار لليوم التالي بشكل مستمر تقريبا عن مناطق شمال القطاع ووسطه وجزء من جنوبه بسبب توقف محطة توليد الطاقة عن العمل لعدم تزويدها بالوقود الصناعي الفيول مع تبادل الاتهامات بين الحكومة الفلسطينية وحركة"حماس". وشهدت اسواق غزة اقبالا على شراء المولدات الصغيرة التي انتشرت في الشوارع وعلى اسطح المنازل حيث كسرت بضجيجها هدوء الليل كما تهافت السكان على شراء الشموع والمصابيح التي تعمل بالغاز او البطاريات. وقالت ام جبر 40 عاما من مدينة غزة:"الكهرباء قطعت عنا منذ اكثر من 24 ساعة. اليوم قطعوا الكهرباء والمياه وغدا سوف يقطعون الهواء ... هناك حصار ووضع اقتصادي صعب وخلافات بين فتح وحماس والجميع يتقاذف المسؤولية ولكن عليهم ابعاد المواطن عن مشاكلهم". واضافت"فسد معظم الطعام ونحن لا نجد حتى ماء للشرب". وقال ابو محمد 65 عاما وهو صاحب سوبر ماركت في حي الشجاعية:"نحن في وضع يرثى له. لقد دمرونا. جميع المثلجات في المحل فسدت والوضع لا يتحمل هذا الضغط على الناس في ظل وضع اقتصادي مترد اصلا". واكد رفيق مليحة المدير العام لشركة توليد الكهرباء"ان الازمة ما زالت قائمة ولم يصلنا أي شيء حتى هذه اللحظة ولا ارى أي حل للمشكلة فنحن اغلقنا المحطة حتى يتم تزويدنا بالوقود ولا نعرف متى سيتم ذلك". وفي بروكسل حذرت ناطقة باسم المفوضية الاوروبية الاثنين من ان الاتحاد الاوروبي لن يستأنف تمويل عمليات تسليم الوقود الى قطاع غزة اذا ما فرضت"حماس"ضريبة على فواتير الكهرباء. وقالت انتونيا موشان للصحافيين:"تفيد معلوماتنا ان حماس تعتزم فرض ضريبة على فواتير الكهرباء في قطاع غزة وهذا سيمنعنا من مواصلة تمويل امدادات الفيول لانتاج الكهرباء". ويمول الاتحاد الاوروبي امدادات الفيول الى قطاع غزة في اطار نظام موقت تقرر لتفادي تقديم تمويل مباشر لحركة"حماس"التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران يونيو. واعلنت السلطة الفلسطينية بعد اقالة حكومة"حماس"الغاء ضريبة القيمة المضافة في قطاع غزة ولا سيما على الكهرباء غير ان حكومة"حماس"المقالة استمرت في جباية هذه الضريبة، ما يبرر - بحسب احد كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية - تجميد التمويل الاوروبي. من جهته، قال المهندس سهيل سكيك القائم باعمال المدير العام لشركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة ان"ازمة انقطاع الكهرباء التي بدأت منذ يوم الخميس الماضي ما زالت قائمة". واوضح سكيك:"نحن نأخذ من اسرائيل 120 ميغاواط تغطي 50 في المئة من استهلاك القطاع". واضاف:"بعد ان تم اصلاح واعادة تشغيل المحطة بعد تعرضها للقصف الاسرائيلي قبل بضعة اشهر، اصبحت تغطي الان حوالي 25 في المئة من مساحة القطاع. كان لدينا عجز، وكنا نقطع الكهرباء يوما في الاسبوع ولكن الان بعد توقف المحطة بالكامل اصبحت الازمة كبيرة جداً وخارجة عن السيطرة". واشار سكيك الى ان"الكهرباء مقطوعة عن بعض المناطق منذ اكثر من 24 ساعة واليوم سنقوم بوضع برنامج للتقنين بحيث يكون الانقطاع فقط لثماني ساعات". ونفى سكيك ان تكون اموال رسوم الكهرباء تذهب الى الحكومة المقالة قائلا ان"حسابات شركة توزيع الكهرباء موجودة لدى البنوك في قطاع غزة وليس لشركة التوزيع سيطرة عليها ويتم تحويل العائدات مباشرة الى شركة التوليد وجزء من هذه المبالغ يذهب الى مصروفات الشركة من رواتب وصيانة الشبكة". وابدى سكيك استغرابه"من موقف الاوروبيين"واكد"اننا نواجة أزمة حقيقية واذا استمرت خلال الايام القادمة ستصل الامور الى ما لا يحمد عقباه على اعتبار انه اذا استمر انقطاع المياه لفترات طويلة سيكون لذلك تأثير مباشر على المواطن اضافة الى المستشفيات ومياه الصرف الصحي". وقال"ان الازمة الحالية تعتبر اسوأ من الازمة التى تعرضنا لها الصيف الماضي خصوصاً ان هذا الصيف زاد الطلب على الكهرباء بسبب موجة الحر التى تشهدها المنطقة وارتفاع درجات الحرارة". من جهته قال سامي ابو زهري الناطق باسم حركة"حماس"ان"قيادة السلطة في رام الله تتحمل مسؤولية كاملة عن انقطاع التيار الكهربائي في غزة بممارسة دور التحريض للاحتلال وللاتحاد الاوروبي لمنع تزويد القطاع بالوقود الخاص". واضاف ابو زهري ان"الاحتلال اعلن قبل يومين انه سيزود قطاع غزة بالوقود وتوقف بسبب هذا التحريض اذ تأكد لنا انه جرت اتصالات من رام الله بالعديد من المسؤولين في شركة الكهرباء بغزة ابلغوا ان المسألة مسألة ايام". وتابع ابو زهري"نحن امام تواطؤ رخيص من قبل جماعة رام الله". وكان وزير الاعلام الفلسطيني رياض المالكي دعا الاحد في مؤتمر صحافي عقده في رام الله"الشعب الفلسطيني في كل بيت في قطاع غزة الى ان يخرج الى الشارع ويقول لحركة حماس انت مسؤولة عن هذه الجريمة". وازمة انقطاع التيار الكهربائي كان لها تأثيرها على مستشفيات قطاع غزة وعلى المرضى. وقال طبيب في مستشفى الشفاء:"توجد في المستشفى مولدات ... ولكن لا يخلو الامر من المخاطر بسبب وجود انقطاع لمدة طويلة اثناء العمليات الجراحية فهذا امر من الممكن ان يؤدي الى قتل المريض بسبب توقف آلات التخدير والتنفس الصناعي في غرف العمليات الجراحية وغرف العناية المركزة". واضاف الطبيب الذى فضل عدم ذكر اسمه ان هذا الوضع"يعرض المرضى لخطر الوفاة والتلف الدماغي وغير ذلك".