اكدت وزارة الدفاع الروسية عزم موسكو على تزويد دمشق أنظمة صاروخية متطورة من طراز"ستريليز"مضادة للطائرات على رغم الاعتراضات الاميركية والاسرائيلية، نافية في الوقت نفسه ان تكون المفاوضات الجارية حالياً لإتمام الصفقة تطرقت الى تزويد سورية أنظمة صاروخية هجومية. وعاد ملف التعاون العسكري بين روسيا وسورية الى الواجهة بعدما اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن القلق بسبب النيات الروسية، وقال في لقاء مع الصحافيين انه تسلم الثلثاء رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه فيها أن موسكو تنوي تزويد دمشق انظمة"صاروخية دفاعية". واكد شارون ان تل ابيب"على اتصال مستمر مع القيادة الروسية"في هذا الشأن، وقال انه أبلغ الروس مخاوف اسرائيل من وصول الأنظمة الروسية المتطورة الى ايدي"ارهابيين في لبنان". وكشف انه بحث هذا الموضوع مع بوتين للمرة الأولى منذ عامين وتلقى في وقتها تعهداً من الرئيس الروسي بعدم بيع سورية أنظمة صاروخية محمولة. واشار الى المفاوضات الجارية حالياً بقوله ان"من الأفضل ان لا تتم هذه الصفقة". واللافت ان الاعتراضات الاسرائيلية تزامنت مع حملة واسعة النطاق بدأت قبل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى العاصمة الروسية في الرابع والعشرين من الشهر الماضي. ولفتت مصادر ديبلوماسية اسرائيلية الى ان تل ابيب لا تريد"تأزيم العلاقات مع موسكو بسبب هذا الملف"، لكنها وصفت الصفقة التي تجري المفاوضات في شأنها بأنها"صفقة غير موفقة وتأتي في توقيت ليس ملائماً ومع بلد ليس مناسباً". في غضون ذلك، اكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الروسية ان موسكو ماضية في نيتها بيع دمشق أنظمة صواريخ من طراز"ستريليز"المعروف في المنطقة باسم"الإبرة". وتعد هذه الصواريخ التي تدخل في عداد أنظمة الدفاع الجوي نسخة مطورة عن صواريخ"ايغلا"المحمولة. ولفتت وزارة الدفاع في تأكيد رسمي للمفاوضات الجارية حالياً مع دمشق الى ان الأنظمة الجديدة تركب على ناقلات برية ولا يمكن استخدامها في شكل صواريخ محمولة خلافاً لأنظمة"ايغلا"التي كان احتمال وقوعها في ايدي"حزب الله"أو الفصائل العراقية اثار مخاوف من جانب اسرائيل والولايات المتحدة. ولفت المصدر الى ان أنظمة"الإبرة"لا تدخل ضمن الانظمة الصاروخية التي تحظر الجهات الدولية المختصة بيعها لأي طرف. في الوقت نفسه، اكد المصدر الرسمي في ادارة المعلومات والعلاقات العامة في وزارة الدفاع الروسية امس ان موسكو لا تنوي تزويد سورية أنظمة صاروخية هجومية الطابع، خصوصاً صواريخ"الكسندر ايه"المتطورة التي كانت الحديث عنها أثار ضجة كبرى قبل أسابيع وكاد يسفر عن أزمة في العلاقات بين روسيا واسرائيل. من جهته، ذكر مصدر مسؤول في مجمع"كونستروكتورسك"الذي يصنع صواريخ"ستريليز"ان هذه الأنظمة دفاعية محضة ويمكن تركيبها على ناقلات برية أو بحرية أو جوية، وهي دقيقة جداً في إصابة أهدافها، لكن لا يمكن حملها ونقلها بسهولة ما يدفع الى الاستغراب بشأن الضجة المثارة حولها.