سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العليان ل "الحياة" : الدعم الحكومي لعشائر المجلس سيفجر فتنة داخلية . "مجلس إنقاذ الأنبار" يقلل من أهمية استعراض "القاعدة" وينتظر دعماً حكومياً للشروع في اقتحام الرمادي
قلل "مجلس انقاذ الأنبار"، المنبثق من "مؤتمر صحوة أهالي الأنبار" من أهمية الاستعراض العسكري ل"مجلس شورى المجاهدين"، الذي يرأسه تنظيم "القاعدة"، داخل الرمادي وإعلانه المدينة"إمارة إسلامية"، وسخر من دعوة المجلس الأهالي الى مبايعته. وقال عضو"الانقاذ"الشيخ حميد الهايس في اتصال هاتفي مع"الحياة"ان"المسلحين داخل الرمادي اجبروا أصحاب المحلات والعتالين والباعة الجوالين على الخروج معهم في تظاهرة استعراضية طافت عدداً من احياء المدينة". وأوضح ان هؤلاء"لا يمثلون غير نسبة ضئيلة جداً من اهالي المحافظة، وانهم المسلحين يتمركزون داخل المدينة ويستخدمون المدنيين دروعاً بشرية"، لافتاً الى ان قيادات الجيش والشرطة و"مجلس الانقاذ""اتخذت قراراً بتأجيل اجتياح المدينة". وأكد أن"الاستعراض العسكري الذي نظمته الجماعات المسلحة جاء رداً على اعلان الانقاذ النية لاجتياح المدينة". وزاد، ان"ادعاءات هؤلاء إحكام سيطرتهم على محافظة الأنبار غير صحيح، فهم يسيطرون على أجزاء من مدينة الرمادي فقط، وهذه الأجزاء لا نملك ان نتحرك فيها لأنها في عهدة الحزب الاسلامي ومحافظ المدينة مأمون رشيد". وأشار الى ان"الحكومة ما زالت على موقفها السابق من العمليات التي ننفذها، لكنها لم توفر أي دعم حقيقي غير التصريحات الاعلامية". وشدد على ان"الحزب الاسلامي ومحافظ الأنبار وراء هذا الموقف". وختم الهايس بالقول:"لقاؤنا مع المالكي لم يتم بعد ونحن في انتظار اتصال من مكتبه". من جانبه، أكد خلف العليان، القيادي في جبهة"التوافق"السنّية، اعتراض القوى المنضوية في الجبهة على أي دعم حكومي أو اميركي للعشائر المنخرطة في"مجلس انقاذ الانبار". وشكك في نية وقدرات زعماء عشائر"المجلس"يتقدمهم الشيخ ستار البوريشة على تحقيق اجماع عشائري. وأشار الى ان الزعامات القبلية في الرمادي ومدن الانبار الاخرى"ترفض الانخراط في التشكيلات التي أسسها البوريشة"، وحذر من فتنة داخل الأنبار في حال قدمت الحكومة والقوات الاميركية دعماً لهذا"المجلس". وعن استعراض عناصر القاعدة في الرمادي واعلانها تشكيل"إمارة إسلامية"في المناطق السنية من العراق قال العليان ان"تنظيمات القاعدة تحاول استثمار الفراغ السياسي والأمني في الرمادي". وأضاف ان"بناء قوات أمنية حقيقية متوازنة وفتح باب الحوار مع الجماعات العراقية المقاومة من شأنهما انهاء وجود القاعدة، خصوصاً أن طموحات إمارة العراق تنسجم مع سعي جهات متعددة للتقسيم". لكن الشيخ عبد الستار البو ريشة، زعيم"المجلس"أكد ل"الحياة"أن"جميع شيوخ عشائر الأنبار وضباطاً في الجيش السابق وقيادات الشرطة والجيش في الانبار في اجتماع دائم بانتظار اتصال رئيس الوزراء للاطلاع على موقف الحكومة النهائي من مطالبنا". وقال:"اننا نستعد لخوض معركة مع الارهابيين، ولكننا في انتظار الدعم الحكومي، كوننا لا نمتلك الإمكانات العسكرية والمادية اللازمة لمعركة بهذا الحجم". وزاد ان الحكومة ما فتئت تقول ان"علينا التنسيق مع محافظ المدينة مأمون رشيد كونه منتخباً، ولا نعلم من انتخبه او متى جرت هذه الانتخابات"، وتابع ان رشيد"لا يملك أن يقف في وجههم المسلحين خصوصاً إذا علمت الحكومة ان الاستعراض العسكري الأخير جرى أمام منزله". وأكد البو ريشة ان"مركز مدينة الرمادي يقع تحت سيطرة المسلحين". ولفت الى ان"قيادات مجلس الانقاذ تعمل على هيكلة المقاتلين في انتظار تلقي الدعم من وزارة الداخلية ومجلس الوزراء بالسيارات والأسلحة"، مشيراً الى ان"العشائر المنضوية تحت لواء الانقاذ تطوق مدينة الانبار وتحكم سيطرتها على جميع المنافذ المؤدية اليها، ولكنها لا تمتلك صلاحية دخول المدينة". وزاد ان"العشائر تقاتل منفردة ولا يوجد تنسيق بينها وبين الفصائل المسلحة الأخرى المناوئة لتنظيم القاعدة ومنها كتائب ثورة العشرين والجيش الاسلامي"، لافتاً الى ان"الكتائب من الفصائل المسلحة الوطنية ويمكن التنسيق معها مستقبلاً". وعن الخريطة الجديدة للمناطق التي يسيطر عليها"مجلس انقاذ الانبار"، أكد البو ريشة"نحن نسيطر على مناطق عشيرة البوعبيد غرب الرمادي وحتى مدينة هيت ومن منطقة العنطور عامرية البوعيسى في الحبانية وحتى هيت شرقاً اضافة الى منافذ المدينة بضمنها تلك المؤدية الى سورية والطريق السريع والطريق القديم، وهناك دوريات من شرطة المحافظة تجول في الطريق الواصلة بين هذه المناطق وتعتقل من يتسلل منها وإليها". إلى ذلك، بحث محافظ الانبار مع عدد من شيوخ العشائر العملية الأمنية داخل مدينة الرمادي وغيرها من مدن المحافظة. وقال في تصريح صحافي انه"تم التوصل الى نتائج ايجابية من بينها فتح الحوار لتشكيل لجنة تنسيق من عشرة رجال، خمسة منهم من مجلس المحافظة وخمسة آخرون من شيوخ العشائر". وأوضح ان"عمل اللجنة هو دراسة الاقتراحات المقدمة لإعادة إعمار المحافظة واستتباب الأمن ومكافحة الفساد والقضاء على الجماعات المسلحة". من جانب آخر، قال قائد القوات المتعددة الجنسية في المنطقة الغربية الجنرال ريست ان"قواته نسقت مع شيوخ عشائر الانبار لارساء وضع أمني افضل".