بعد يومين من المفاوضات، افرجت حركة "طالبان" أمس، عن رهينتين كوريتين جنوبيتين من اصل 21 احتجزتهم في ولاية غزني جنوبافغانستان منذ 19 تموز يوليو الماضي. تزامن ذلك مع اعلان الرهينة الالماني رودولف بليشميت ان"طالبان"تريد التفاوض مباشرة مع كابولوبرلين لمناقشة تحريره. وبدت الرهينتان الكوريتان الجنوبيتان كيم جينا 32 سنة وكيم كيونغ جا 37 سنة منهكتين، واجهشتا بالبكاء لدى دخولهما الى سيارة للصليب الاحمر، ثم صرحت احدهما عبر الهاتف بأنها في صحة جيدة مع رفيقتها. ورحب الناطق باسم الخارجية الكورية الجنوبية شو هي يونغ بإطلاق الرهينتين، مجدداً دعوة الخاطفين الى الافراج فوراً عن جميع المحتجزين، علماً ان الحركة التي اعدمت رهينتين اخريين في 25 و30 تموز، تطالب كابول بالافراج عن بعض معتقليها في السجون الافغانية، وهو ما ترفضه كابول. راجع ص8 وتوقع ديبلوماسي في السفارة الكورية الجنوبية في كابول رفض كشف اسمه، حصول مزيد من المناقشات مع"طالبان"، واصفاً الجولات الاربع الاولى التي أجريت منذ يوم الجمعة الماضي، بأنها"جيدة". في المقابل، أكد الرهينة الالماني بليشميت الذي خطفته"طالبان"في جنوبافغانستان في 18 تموز الماضي، ان حياته في خطر، آسفاً لتجاهل كابول والسفارة الالمانية النداءات التي اطلقها الاسبوع الماضي للتفاوض مع"طالبان"في شأن اطلاقه. جاء ذلك في احاديث ادلى بها إلى وسائل اعلام امس. على صعيد آخر، رحبت الحكومة الألمانية ب"النتائج الأولية"لاجتماع المجلس القبلي جيركا الإفغاني - الباكستاني الذي اختتم في كابول أول من أمس، معتبرة إياها"خطوة مهمة"لضمان تطور افغانستان،"في ظل الدعوة إلى فتح حوار مع الاطراف المعارضة وبينها طالبان لإجراء المصالحة الوطنية ومواصلة إعمار البلاد". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ ل"الحياة"إن"برلين تعتبر حكومة الرئيس حميد كارزاي المحاور الشرعي الوحيد، وتعلم بوجود اتصالات حالياً للحكومة مع عناصر طالبان". واضاف:"لا تستطيع كابول تحقيق المصالحة عبر الاستمرار في تجاهل طالبان، ولا بد ان تعمل على جلب عناصر معتدلة في الحركة، مهتمة بإعادة الإعمار". ميدانياً، قتل خمسة من رجال الشرطة الافغانية في هجوم شنه مقاتلو"طالبان"على مركز امني في منطقة سبين بولداك بولاية قندهار جنوب. وأوضح قائد شرطة الولاية سيد اغا ثاقب ان المتمردين انسحبوا تاركين 9 جثث في ساحة المعركة التي استمرت ساعتين، فيما جرح عدد كبير منهم. وفي باكستان، قتل الجيش ثلاثة متشددين موالين ل"طالبان"في اقليم جنوب وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان، فيما استمرت محاولة قوات الامن لإنقاذ 16 جندياً خطفوا الاسبوع الماضي.