سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خوجة إلى باريس للقاء سعود الفيصل والحريري ... ولا موعد لزيارة كوشنير بيروت . الأكثرية تتخوف من تعطيل انتخابات الرئاسة والجيش يرفض استسلاماً مشروطاً في "البارد"
طغت المخاوف من عدم إمكان انتخاب رئيس جديد للبنان في موعده الدستوري خلفاً للرئيس الحالي اميل لحود الذي تنتهي ولايته في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل على المواقف التي صدرت امس عن قادة الأكثرية في البرلمان، خصوصاً الرئيس السابق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب امين الجميل ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع، فيما أعلن النائب بطرس حرب انه سيقدم ترشيحه رسمياً للرئاسة في الأسبوع الأخير من شهر آب اغسطس الجاري، ويعلن برنامجه الانتخابي، مشيراً ايضاً الى ان قوى 14 آذار تتجه لتسمية مرشح واحد للرئاسة. راجع ص7 وتزامنت مواقف قادة الأكثرية في شأن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية مع توجه سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان عبدالعزيز خوجة ليل اول من امس الى باريس للقاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري على ان يعود في الساعات المقبلة الى بيروت. وعلمت"الحياة"ان السفير خوجة سيطلع الوزير سعود الفيصل على نتائج جولته الاستطلاعية على رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وعدد من القيادات في الأكثرية في محاولة للتقريب بين الأطراف اللبنانيين من اجل التوصل الى مخرج للأزمة الراهنة. ومعلوم ان الجولة الاستطلاعية للسفير خوجة جاءت في اعقاب الاتصال الذي أجرته طهرانبالرياض متمنية على كبار المسؤولين السعوديين معاودة المساعي المشتركة للبلدين في اتجاه لبنان، والتي كانت توقفت بسبب عدم قدرة القيادة الإيرانية على اقناع القيادة السورية بتقديم التسهيلات للأطراف اللبنانيين للتوصل الى حل لأزمتهم، في ضوء تفاهم العاصمتين السعودية والإيرانية على سلة من الأفكار تعتبرانها بمثابة قاعدة تأسيس لمرحلة جديدة في لبنان تقود حتماً الى التوافق على تسوية. وفي هذا السياق، قالت مصادر نيابية ووزارية في الأكثرية ل"الحياة"ان الموقف السعودي من لبنان ثابت لجهة الحفاظ على استقراره وتهدئة الأوضاع فيه، وأن قطع السفير خوجة إجازته الى بيروت لاستكشاف حقيقة ما كانت أبلغت طهران الى الرياض من ان الظروف باتت مواتية اليوم لاستئناف مساعيهما المشتركة يؤكد ذلك. وأكدت المصادر أنه لم يطرأ أي جديد على موقف المعارضة باستثناء ما طرح الرئيس بري من أفكار متقدمة قياساً إلى مواقف حلفائه، لكنها لم تقترب من حدود إقراره بمبدأ التلازم بين تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات الرئاسة في موعدها. وأعربت المصادر عينها عن خشيتها من لجوء طهران، من خلال الحرص الذي أظهرته على استئناف مساعيها المشتركة مع الرياض من اجل إنقاذ لبنان، الى تمرير مناورة بهدف اتاحة الفرصة لدمشق لكسب المزيد من الوقت. ولفتت ايضاً الى ان استكشاف الموقف الإيراني على حقيقته كان ضرورياً في ضوء السياسة التي أخذت تتبعها طهران في انفتاحها على الجهود العربية والأوروبية المساعدة للبنان. وقالت ان طهران، ولاعتبارات خاصة بها، وتحديداً في معالجة أزمة ملفها النووي وكسب تأييد المجتمعين العربي والأوروبي لوجهة نظرها، أخذت تتصرف وكأنها تقوم بدور مساعد للبنان، على رغم انه ما زال محصوراً بعدم إحباط المساعي حيال لبنان سواء كانت عربية أم دولية، لكن نجاحها يتطلب الاحتكاك المباشر بدمشق لما لها من مصالح حيوية في لبنان. وعلى هذا الصعيد، كشفت مصادر نيابية ل"الحياة"ان بري الذي ما زال يتواصل مع السفير خوجة كان أبلغ السفير المصري في لبنان حسين ضرار تأييده من حيث المبدأ، الدعوة الى عقد مؤتمر دولي عربي - إقليمي لإنقاذ لبنان في القاهرة أو الرياض أو باريس، معتبراً ان نجاحه يتطلب الحصول من الولاياتالمتحدة الأميركية على تعهد بدعمه. وأكدت المصادر نقلاً عن بري ان اللبنانيين محكومون بالتوافق على رئيس الجمهورية الجديد وأن لا مانع لديه من فتح الباب امام التداول في أسماء المرشحين، مشيرة ايضاً الى تمسكه بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية باعتبارها تؤدي الى إنهاء القطيعة وإلى فتح حوار جدي في شأن الاستحقاق الرئاسي. ولفتت الى ان بري جاء في دعوته الى إنقاذ لبنان قبل ان تدهم الجميع التطورات في المنطقة التي تستدعي ان يكونوا متفاهمين، ولو على الحد الأدنى الذي يسمح بتوفير الحماية للبنان من الارتدادات المترتبة على ما يجري في المنطقة. وكررت المصادر قول بري ان تشكيل حكومة وحدة وطنية يستعجل الحوار حول ملف الاستحقاق الرئاسي، ونقلت عنه ايضاً ان قيام هذه الحكومة يقطع الطريق على محاولات تشكيل حكومة ثانية. وأضافت ان بري الذي يتعهد عدم استقالة الوزراء من الحكومة يرغب ايضاً في التفاهم على رئيس توافقي، وبالتالي يرى ان استقالتهم في حال حصولها ستتيح للحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال على رغم انه يصر على ان لا مجال لاستقالتهم. وفي المقابل، قال جنبلاط في خطاب ألقاه ليل اول من امس في احتفال اقامته"منظمة الشباب التقدمي"في قصر الأمير أمين في الشوف انه"خائن في صفوفنا من قد يفكر على طريقته من قريب أو بعيد من فريق 14 آذار بالمساومة او التسوية"، معتبراً انه سيحكم عليه بالإعدام المعنوي والسياسي. لكن جنبلاط لم يسقط في احاديثه مع المدعوين مخاوفه الجدية إزاء استمرار المخطط الهادف الى تقليص الأكثرية في البرلمان سواء من طريق الترهيب أو الاغتيال. وأكد جنبلاط ان موقف المعارضة لم يتبدل وأن قوى أساسية فيها تصر على تشكيل"ما يسمى بحكومة وحدة وطنية لأنها تعتبرها الوسيلة الوحيدة لإلغاء الانتخابات الرئاسية"، مشيراً الى ان هناك من لا يزال يراهن على كسب الوقت من جهة وعلى تحويل الأقلية - أي المعارضة - إلى أكثرية في البرلمان، من خلال خفض حصة الأخيرة بالعودة إلى تنفيذ الاغتيالات ضد النواب الأعضاء فيها. على صعيد آخر، لم يتحدد حتى الساعة موعد عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت على رغم انه كان أكد في زيارته الأخيرة للبنان بأنه سيعود ما بين 15 و18 آب. وذكرت مصادر ديبلوماسية أوروبية في بيروت ل"الحياة"ان مجيء كوشنير يتوقف على نتائج الجولات الاستطلاعية للسفير الفرنسي الجديد في لبنان اندريه باران. وأكدت ان الخارجية الفرنسية سارعت الى تقديم موعد وصول باران الى بيروت الى 18 آب الجاري بعدما كان مقرراً في نهاية الشهر الجاري. وقالت ان لاستعجال مجيئه، علاقة مباشرة برغبة الخارجية الفرنسية في استكشاف الأجواء للتأكد من ان عودة كوشنير ستكون مقرونة هذه المرة بتحقيق تقدم ملموس على طريق تفاهم الأطراف المحليين على تسوية متوازنة للأزمة. وبالنسبة الى احتمال عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى بيروت قالت أوساط عربية ان الأخير لا يزال يتابع التطورات من كثب، وأن لا موعد في الوقت الحاضر لمجيئه الى لبنان، على الأقل قبل عقد الدورة العادية لمجلس وزراء الخارجية العرب في مطلع ايلول سبتمبر المقبل. تطورات"البارد" في هذا الوقت أ ف ب، قال الناطق باسم"رابطة علماء فلسطين"الشيخ محمد الحاج، امس، ان الجيش اللبناني رفض عرضا مشروطاً لاستسلام عناصر تنظيم"فتح الاسلام"الذين لا يزالون يتحصنون داخل مخيم نهر البارد، وأوضح ان"الناطق بإسمهم شاهين شاهين ابلغنا باقتراح استسلام عناصر فتح الاسلام للجنة فلسطينية الأمر الذي رفضه الجيش". واضاف هذا الوسيط ان"شروط الجيش الان باتت واضحة وتتمثل في تسليم المسلحين انفسهم وسلاحهم الى الجيش اللبناني وحل التنظيم نفسه واحالة عناصره الى القضاء مع ضمان اجراء محاكمة عادلة لهم على مبدأ عدم التدخل في شؤون القضاء وعمله". واكد ناطق باسم الجيش لوكالة"فرانس برس"رفض العرض، وقال"ان عناصر فتح الاسلام ليسوا في موقع يسمح لهم بفرض شروط ولا خيار امامهم الا الاستسلام للجيش لسوقهم امام العدالة". واضاف"في المقابل نحن مستعدون لتقديم كل الضمانات لاخراج عائلاتهم من المخيم بشكل سلمي. ليعرضوا علينا آلية ونحن مستعدون للموافقة عليها". وكان الجيش اللبناني قصف امس بشكل متقطع مواقع المسلحين في المخيم، واطلق هؤلاء صاروخين سقطا في سهل عكار على بعد نحو اربعة كيلومترات من المخيم من دون التسبب باضرار.