انتعشت امس الآمال في إيجاد حل نهائي لأزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين ال21 الذين اختطفهم مقاتلو "طالبان" في ولاية غزني الافغانية، في ضوء ما أُعلن بعد الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين ممثلي الحركة ووفد كوري جنوبي، وإعلان"طالبان"إطلاق سراح امرأتين رهينتين مريضتين أ ف ب بحسب ما أعلن الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد. راجع ص 8 وكانت المحادثات بين الجانبين بدأت أول من أمس بعد ضمانات تلقتها"طالبان"من الحكومة الأفغانية، ومن الأممالمتحدة بحسب مصادر أخرى، بعدم التعرض لوفد الحركة أو ملاحقته. والتقى الطرفان في مبنى الهلال الأحمر الأفغاني في غزني. ونقلت سيارات الصليب الأحمر الدولي في أفغانستان وفد"طالبان". وفي حين أكد قاري محمد بشير أحد الناطقين باسم"طالبان"عضو وفدها الى المفاوضات، إصرار الحركة على الإفراج عن مقاتليها الأسرى لدى الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية في أفغانستان. لم يكشف الوفد الكوري عن خطواته للإفراج عن الرهائن. غير أن مصادر إعلامية أفغانية تحدثت ل"الحياة"عن فدية مالية ضخمة يتوقع أن تدفعها حكومة سيول ل"طالبان"مع تعهّد كوري ببناء مدارس ومستشفيات ومرافق عامة يمكن أن تفيد السكان المحليين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة. من جهة ثانية، ينتظر ان يكون الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف توجه الى كابول للمشاركة اليوم في الجلسة الختامية ل"مجلس السلام"القبلي المشترك جركا المنعقد في العاصمة الافغانية، بعدما كان اعتذر عن حضور الافتتاح مكتفياً بانتداب رئيس وزرائه شوكت عزيز. وتأتي مشاركة مشرف استجابة، على ما يبدو، لمساعي الولاياتالمتحدة لرأب الصدع المتزايد بين حليفيها مشرف ونظيره الافغاني حامد كارازاي. ورأى محللون باكستانيون في"الجركا"انتصاراً لحكومة مشرّف الذي انتزع اعترافاً ضمنياً من حكومة كابول ووجهاء أفغانستان ب"خط ديوراند"الحدودي الفاصل بين البلدين، واعتراف الحكومة الافغانية بأن ممثلي القبائل الباكستانية هم باكستانيون بخلاف ما كانت تتعامل به الحكومات الأفغانية المتعاقبة منذ عهد الملك ظاهر شاه، والتي كانت تعتبرهم امتداداً أفغانياً في الأراضي الباكستانية. وفي نيويورك رويترز، قالت رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو امس إنها تأمل بالعودة الى باكستان بحلول منتصف تشرين الاول اكتوبر المقبل للمشاركة في الانتخابات التي قد تتحالف فيها مع الرئيس مشرف. لكنّ بوتو أضافت ان اي تعامل مع مشرف يعتمد عليه في اتخاذ خطوات مسبقة لبناء الثقة بحلول نهاية الشهر الجاري، مثل رفع الحظر على تولي ساسة شغلوا منصب رئاسة الوزراء في السابق فترة ولاية ثالثة، وهو ما يجعلها مستبعدة من شغل المنصب. وقالت بوتو:"أود العودة الى باكستان في اقرب وقت ممكن لكن الجنرال مشرف ما زال يعارض عودتي الآن. انه مستعد لعودتي الى البلاد لكن التوقيت لا يزال محل نزاع بيننا". وكان وزير باكستاني أعلن أمس ان الرئيس مشرّف لا يؤيد عودة بوتو قبل الانتخابات النيابية المقررة هذه السنة أو في مطلع 2008.