أ ف ب - قتِل ستة أشخاص في هجوم شنه أربعة انتحاريين من حركة «طالبان» واستهدف محكمة للاستئناف في غزني شرق افغانستان، رداً على إعدام ستة من سجناء الحركة في ايار (مايو) الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية أن أحد الانتحاريين فجر في مرحلة أولى حزامه الناسف عند مدخل المحكمة، ثم اقتحم شركاؤه الثلاثة المبنى وقتلوا في تبادل للنار مع قوات الأمن التي سقط أحد عناصرها إضافة الى خمسة مدنيين، كما جُرح 13 آخرون. وفي حادث منفصل، قتِل مسؤول كبير في الشرطة وجرح أربعة من مرافقيه في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في ولاية بلخ التي تشهد هدوءاً نسبياً. وأول من امس، أعدم مقاتلو الحركة 16 راكباً على الأقل من باصات بولاية قندوز (شمال) واحتجزوا آخرين رهائن. ومنذ رحيل معظم القوات الأجنبية في نهاية 2014 حققت «طالبان» مكاسب كبيرة في أنحاء البلاد. ومُنيت القوات الحكومية والحركة بخسائر ضخمة نتيجة للقتال الدائر بين الجانبين. ونجحت الولاياتالمتحدة في تصفية زعيم «طالبان» في غارة شنتها طائرة بلا طيار في جنوب غربي باكستان، لكن مقتل الملا اختر منصور لم يكن له تأثير ملحوظ على وتيرة العنف. على صعيد آخر، طالب الرئيس الأفغاني أشرف غني وزير خارجيته صلاح الدين رباني بتقديم استقالته، بعدما انتقد الحكومة أمام حشد من أنصاره في مدينة بلخ (شمال)، ووصفها بأنها «فاشلة». واعتبر رباني أن الحكومة لم تقدم أي شيء للمواطنين ولم تفِ بتعهداتها لهم سواء تلك الأمنية أو الاقتصادية، وفشلت في تنفيذ بنود اتفاق الحكومة المشتركة والتنازع على المناصب بين أنصارعبدالله عبدالله المسؤول التنفيذي في الحكومة والرئيس غني. وهو طالب بعقد مجلس «لويا جركا» وإجراء انتخابات عامة وتشكيل حكومة بديلة. وكان غني طالب قبل فترة وزير الداخلية نور الحق علومي بالاستقالة بعدما هاجمت «طالبان» مقر الحرس الرئاسي كابول. ومع تزايد الانقسام الداخلي في صفوف الحكومة الأفغانية يزداد التوتر على الحدود مع باكستان وفي العلاقات بين البلدين، إذ أغلقت السلطات الباكستانية معبر طورخم الحدودي أمام الأفغان غير الحاصلين على تأشيرة مسبقة لدخول باكستان، في مقابل إغلاق السلطات الأفغانية قنصليتها في مدينة بيشاور على خلفية تفتيش الشرطة الباكستانية سيارة القنصل الأفغاني بحجة أن مواكب الديبلوماسيين يجب ان تمر في طريق معين. ووسط هذه الأجواء، أعلن الرئيس الأفغاني السابق حميد كارزاي أنه سيزور إسلام آباد في الأيام المقبلة بناءً على دعوة تلقاها من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. وطالب كارزي كابول وإسلام آباد بالعمل معاً لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وتحسين علاقات البلدين. واعترف الرئيس الأفغاني السابق أن قوى خارجية حاولت ولا تزال تحاول استخدام الأراضي الأفغانية للإضرار بباكستان، لكنه لم يسمح في عهده لهذه القوى بالعمل من داخل أفغانستان.