أعلنت وزارة الداخلية الباكستانية أمس، ان عبدالله محسود القائد البارز في "طالبان باكستان" فجّر نفسه باستخدام قنبلة يدوية لدى مهاجمة الجيش مخبئه في منطقة زوب في اقليم بلوشستان جنوب غرب. وشهد الهجوم اعتقال ثلاثة من شركاء محسود الذي لاحقته السلطات منذ عام 2004، حين اتهمته بالوقوف خلف عملية خطف مهندسين صينيين والتي انتهت بمقتل احدهما خلال تدخل الجيش للإفراج عنهما. وأوقف محسود في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية بعد اطاحة نظام"طالبان"نهاية عام 2001، وتزعّم بعد الافراج عنه عام 2003"طالبان باكستان"التي تتخذ من اقليم جنوب وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان معقلاً لها. وأعلن الجيش اول من امس مقتل 35 اسلامياً على الاقل وجنديين في معارك عنيفة اندلعت شمال غربي باكستان، علماً ان المعارك اشتدت بين الناشطين الاسلاميين وقوى الامن منذ اسبوعين في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان بعد اقتحام"المسجد الاحمر"في اسلام آباد وقتل نحو مئة ناشط مؤيد ل"طالبان"فيه. وفي افغانستان، تواصلت المفاوضات الحثيثة لإنقاذ الرهائن الكوريين الجنوبيين ال23 الذين خطفوا في ولاية غزني جنوب الخميس الماضي. وفيما تطالب الحركة بتبادل للأسرى للإفراج عن الكوريين الجنوبيين والمهندس الالماني وأربعة افغان، دعا الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون الى التروي. وقال في اجتماع وزاري:"ارغب بأن تتحلى الحكومة وأسر الرهائن والشعب الكوري بضبط النفس والهدوء في مواجهة هذا الوضع". وأعلن الناطق باسم"طالبان"يوسف احمدي ان الرهينة الالماني الذي يعاني داء السكري"فاقد الوعي في معظم الاوقات، وعلينا نقله من مكان الى آخر على حمالة". ورفضت وزارة الداخلية التعليق على القضية. وقال الناطق باسمها زمراي بشاري:"لا نستطيع القول اذا كنا سننفذ عملية او سنتفاوض، لكننا نعمل على تسوية المسألة". وفي ولاية غزني، صرح قائد الشرطة المحلية علي شاه احمد زاي ان المشكلة التي تعرقل نجاح وساطة الزعماء القبليين والدينيين مع"طالبان"تتمثل في ان مطالب الاخيرة متناقضة، وقال:"حين نوشك التوصل الى اتفاق تغير مطالبها او تقدم اخرى". لكن يوسف أكد ان الحركة تملك"مطلباً واحداً"هو الإفراج عن 23 من ناشطيها، ودعا الى إجراء مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي الكوري الجنوبي الذي رئسه نائب وزير الخارجية شو جونغ بيو ووصل الى كابول الاحد الماضي. ميدانياً، اعادت قوات الامن الافغانية فتح طريق رئيس سريع بعد قتال عنيف مع مسلحي"طالبان"، فيما خلفت اعمال العنف في انحاء البلاد نحو 50 قتيلاً بينهم ستة من عناصر الحلف الاطلسي ناتو. وقتل اثنان من رجال الشرطة و26 من"طالبان"خلال عملية نفذت لتطهير الطريق الرئيس الذي يربط بين ولاية قندهار الجنوبية وولاية اروزجان المجاورة أول من امس. وصرح محمد والي نائب قائد الشرطة بأن الطريق السريع الذي سيطر عليه المسلحون قبل ايام, اصبح"مفتوحاً وآمناً". وفي حادث منفصل، قتل الجنود الافغان 13"ارهابياً"في عملية دهم في قندهار، فيما اعلنت القوات الدولية للمساعدة في ارساء الامن ايساف التابعة للحلف الاطلسي ناتو مقتل ستة من جنودها، ما رفع عدد قتلى الحلف الاطلسي والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في افغانستان الى 118. جنازة ظاهر شاه على صعيد آخر، عززت القوات الافغانية والاجنبية اجراءات الامن في كابول قبل مراسم جنازة ملك الاخير للبلاد محمد ظاهر شاه الذي توفي عن 92 سنة. وتركز انتشار آلاف القوات الافغانية ومئات من قوات حلف شمال الاطلسي وجنود التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في محيط المطار الذي سيستقبل كبار الشخصيات الاجنبية المشاركة في الجنازة الرسمية والتي تقام في تلة تطل على كابول دفن فيها عدد من أعضاء العائلة المالكة. ووصل وزير الخارجية ديفيد ميليباند إلى كابول لإجراء محادثات مع المسؤولين الافغان تهدف الى"تأكيد جدية بريطانيا في دعم الحكومة الأفغانية في تصديها لتحديات الأمن التي تواجهها وإعادة إعمار أفغانستان، وتعلم الدروس من التحديات غير المألوفة والتعقيدات الاستثنائية التي نواجهها". وأشار الوزير البريطاني إلى أن الشيء الثالث هو أنه موجود في كابول ورد المجتمع الدولي عليه وطرق تحسينه. جاء ذلك غداة مناقشة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مع الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر"التقاسم الافضل"لمهمات قوات"ايساف"في افغانستان. وأكد براون التزام بريطانيابأفغانستان، وعدم تحديد موعد لانسحاب قواتها الذين يبلغ عددهم نحو سبعة آلاف حالياً.