يسعى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى التوصل الى اتفاق يسميه الاسرائيليون "اعلان مبادئ" ويسميه الفلسطينيون"اتفاق اطار"قبل موعد مؤتمر السلام المزمع عقده في نيويورك في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتقول مصادر متطابقة ان اتصالات تجري بين الجانبين للتوصل الى اتفاق في هذا الشأن قبل موعد المؤتمر، مشيرة الى ان عباس واولمرت سيعقدان ثلاثة اجتماعات قمة، على الاقل، قبل الموعد المذكور للبحث في العقبات التي تظهر في الاتصالات. وكان اولمرت عرض التوصل الى"اتفاق اعلان مبادئ"اخيرا قبيل زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وتقول مصادر مطلعة ان اولمرت عرض الاقتراح على عباس عبر قناة اتصال غير معلنة بينهما قبل ان يعلنه عبر وسائل الاعلام. ورغم ان عباس رفض الاقتراح في حينه، الا انه عاد وقبله مشترطا ان يتضمن"خطة تفصيلية واضحة المعالم والطريق، وسقفا يحدد النتيجة النهائية له". وعقب لقائه الرئيس حسني مبارك اول من امس، اعلن عباس انه يقبل التوصل الى"اتفاق اطار"للتسوية السلمية مع اسرائيل قبيل موعد مؤتمر السلام. وفي محاولة للتمييز بين الموقفين الفلسطيني والاسرائيلي من هذا الاتفاق، قال عباس:"نريد قبل الاجتماع الدولي ان نتوصل الى اتفاق اطار قابل للتطبيق، فإعلان المبادئ غير مطلوب لأن لدينا منه الكثير، فنحن نريد اتفاق اطار يلزم الجانبين اجراءات محددة". وفي رغبته استبدال"اتفاق الاطار"ب"اتفاق اعلان المبادئ"، يحاول عباس عدم تكرار تجربة اتفاق اعلان المبادئ الشهير"اوسلو"الذي قضى الجانبان عشر سنوات من المفاوضات الحثيثة من دون ان يتوصلا الى اتفاق لتفسير بنوده الشديدة الغموض. وقال ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المساعد الابرز للرئيس عباس:"ما نحن في حاجة اليه هو اتفاق اطار لتطبيق مبادئ التسوية، اتفاق على خطة تفصيلية لتطبيق تلك المبادئ". واضاف:"لسنا في حاجة الى اتفاق اعلان مبادئ، لأن مبادئ التسوية موجودة في مبادرة السلام العربية، وفي خريطة الطريق، وفي مبادرة الرئيس جورج بوش، وفي القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية". وجاء اقتراح اولمرت التوصل الى"اتفاق اعلان مبادئ"بعد تعرضه الى ضغوط دولية ومحلية واسعة للتقدم في المفاوضات عقب سيطرة"حماس"على السلطة في قطاع غزة. ويرى مراقبون في اسرائيل ان اولمرت عرض هذا الاقتراح لأنه في وضع لا يؤهله التوصل الى اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. ورغم ان الفلسطينيين غير متفائلين بقدرة المفاوضات الثنائية مع اسرائيل على التوصل الى حلول لقضايا الوضع النهائي مثل الدولة واللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود والمياه، الا انهم لا يرفضون عرضا للتفاوض طالما طالبوا به. ويُتوقع ان تنقل العملية السياسية الجديدة الجانبين من مرحلة المواجهة المسلحة الى مرحلة التعاون بشكله الواسع"امنياً واقتصادياً من دون ان توصلهما الى الحل النهائي والكامل. ويبدو الفلسطينيون مستعدين لمثل هذا الانتقال بسبب فشل الانتفاضة المسلحة، وما رافقها من انهيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية تحت الضربات والاجراءات الاسرائيلية غير المسبوقة في مستواها التدميري.