شهدت مدينة عدن، العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن، أمس تظاهرة سلمية شارك فيها بضعة آلاف من العسكريين المتقاعدين الذين ينتمون الى المحافظات الجنوبية والشرقية، تعبيراً عن مطالبتهم الحكومة ووزارة الدفاع بحقوقهم المتمثلة في الرواتب التقاعدية المنصفة وإلغاء احالة العسكريين الى التقاعد وعودتهم إلى وظائفهم ووحداتهم العسكرية والأمنية، ومنحهم كل حقوقهم المادية والمعنوية بما في ذلك رتبهم العسكرية المستحقة، حيث يتهمون السلطات الحكومية بارتكاب مخالفات وتجاوزات للقانون ضدهم وممارسة الظلم على خلفية الحرب"الانفصالية"صيف العام 1994. وكان المتقاعدون العسكريون في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن شكلوا قبل شهور جمعية خاصة تتولى متابعة حقوقهم لدى السلطات الحكومية. وهددت الجمعية قبل أسابيع بتنظيم عرض عسكري للمتقاعدين بزيهم الرسمي في ميدان النصر في عدن يوم 7 تموز يوليو الموافق أمس، حيث تم اختيار أمس تزامناً مع ذكرى انتهاء حرب الانفصال العام 1994 بانتصار الوحدة والشرعية الدستورية. وخرج المتظاهرون أمس بزيهم المدني بعد تحذير السلطات العسكرية والأمنية من ارتداء الزي العسكري للأغراض التي تتنافى مع القانون، ومنها التظاهرات. وجرت التظاهرة في أجواء أمنية مشددة، غير أن بعض الشعارات التي رددها المتظاهرون تجاوزت المطالب الحقوقية لتغلب عليها الطائفية والمناطقية والشتائم وأُخرجت التظاهرة عن طبيعتها الحقوقية بحيث تحولت الى تظاهرة سياسية خرجت عن القواعد والتقاليد المتعارف عليها. وكان الرئيس علي عبدالله صالح أصدر قرارات باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة بترقية 493 ضابطاً من بين المظاهرين في وقت سابق الاسبوع الماضي وإعادة 637 ضابطاً وعسكرياً الى الخدمة بالإضافة الى تسوية حقوق جميع المتظلمين وإنصافهم بحسب القانون. وحذر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مما وصفه بالمزايدات التي تقوم بها شخصيات حزبية بهدف تسييس مطالب العسكريين المتقاعدين في المحافظات الجنوبية والشرقية، وخلق ما وصفها ب"البلبلة"وزعزعة السكينة العامة للمجتمع، معتبراً مطالب العسكريين المتقاعدين حقوقية ومشروعة لا اعتراض عليها طالما هي في إطار الممارسة الديموقراطية والدستور والبحث عن الحقوق المكتسبة. وكانت السلطات الأمنية في عدن احتجزت عدداً من المتظاهرين ثم أطلقت سراحهم بعد تعهدهم بعدم خروج التظاهرة عن مسارها السلمي. وفرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول ساحة المهرجان الذي اقامه المتظاهرون وطالبوا بحقوقهم كاملة قبل ان يرددوا الشعارات والشتائم النابية.