يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم وغداً للمرة الأولى أفريقيا جنوب الصحراء، في جولة تشمل السنغال ثم الغابون، البلدان اللذان يرمزان إلى منطقة النفوذ الفرنسية السابقة في القارة السوداء. وفي هذه الرحلة التي وعد بإجرائها بعد توليه مهماته في السادس عشر من أيار مايو، اختار ساركوزي مستعمرتين فرنسيتين سابقتين مستقلتين منذ 1960، بعدما درس زيارة إلى دول أخرى ناطقة بالإنكليزية، مثل جنوب أفريقيا القوة القارية، أو غانا التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأفريقي. وبرّر الناطق باسم الرئاسة دافيد مارتينون زيارة السنغالوالغابون بأنهما"من أفضل شركاء فرنسا في القارة الأفريقية". وتربط علاقات اقتصادية وسياسية وبشرية قوية جداً بين كل من الدولتين وفرنسا التي تنشر هناك اثنتين من قواعدها العسكرية 1100 جندي في السنغال و800 في الغابون. وتذكر السنغال باستمرار على أنها واحدة من الأنظمة الديموقراطية المستقرة النادرة بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، وأنجزت عملية انتقالية ناجحة لدى تولي الرئيس عبدالله واد السلطة في العام 2000. لكن إعادة انتخاب واد في شباط فبراير أثارت انتقادات أكبر أحزاب المعارضة التي قاطعت الانتخابات الاشتراعية في الثالث من حزيران يونيو الماضي. وعلى رغم نسبة نمو بلغت نحو 5 في المئة خلال السنوات الماضية, ما زال أكثر من نصف سكان السنغال، وعددهم 12 مليون نسمة، يعيش تحت عتبة الفقر ما يدفع قسماً كبيراً من الشبان إلى المجازفة بحياتهم بالرحيل إلى الهجرة. أما الغابون، فيضمن له النفط موارد سمحت للرئيس عمر بونغو أونديمبا 71 سنة بالاستمرار في السلطة منذ 1967. ويعد عميد رؤساء الدول الأفريقية الذي تعامل مع ستة رؤساء فرنسيين من الجمهورية الخامسة, من آخر رموز"أفريقيا الفرنسية". وكان ثاني رئيس دولة أفريقية استقبله الرئيس ساركوزي في قصر الإيليزيه بعد توليه مهماته. وأوضح دافيد مارتينون أن الرئيس ساركوزي"يرى أن تلك العلاقة بين فرنسا وأفريقيا يجب أن تقوم على الصراحة والشفافية بين شركاء متساوين ومسؤولين، وأن تكون أيضاً خالية من العقد وفي خدمة مستقبلنا المشترك".