ليبرفيل - ا ف ب - رئيس الغابون عمر بونغو اونديمبا عميد القادة الافارقة الذي اعلن مصدر قريب من الحكومة الفرنسية الاحد وفاته عن 73 عاما, كان احد "عمالقة" القارة السوداء محترما لحكمته ووساطاته لكنه واجه انتقادات بسبب علاقاته الملتبسة مع فرنسا وشكوك بالفساد. وكان عمر بونغو الذي يحكم الغابون منذ 41 عاما, احد اهم الوجوده على الساحة الافريقية وحتى الدولية, بقامته القصيرة وشاربيه ونظرته التي تخفيها نظارة سوداء في اغلب الاحيان. وبما انه كان من حكماء افريقيا يسعى الجميع لاستشارته, لم يكن وجود الشخصيات السياسية من كل الجنسيات في ليبرفيل امرا نادرا. وقد قام عمر بونغو بوساطات في اغلب الاحيان في الازمات الافريقية, وآخرها الدور الذي قام به في عملية السلام الجارية في جمهورية افريقيا الوسطى. كما كان وسيطا لابرام اتفاقات السلام في الكونغو برازافيل في 1999 التي سمحت بتهدئة البلاد التي تشهد حربا اهلية وعمل على تسوية النزاع في تشاد. وفي قلب افريقيا المضطربة, سعى بونغو لان يكون ضامن الاستقرار والسلام في الغابون. وتمكن بونغو البارع في التكتيك السياسي كما يعترف له انصاره ومعارضوه على حد سواء, من البقاء في السلطة في ظل نظام الحزب الواحد وكذلك بعد اقرار التعددية في 1990. ويردد ان "الحس السياسي هو فن النسيان". ولد البير برنار بونغو في 30 كانون الاول (ديسمبر) 1935 في عائلة فلاحين في جنوب شرق البلاد واصبح الحاج عمر بونغو بعد اعتناقه الاسلام في 1973, ثم اضاف الى اسمه اوديمبا, وهو اسم ابيه, في 2003. وقد شهد صعودا سريعا اذ لقي تقدير اول رئيس للغابون ليون مبا الذي عينه مديرا لمكتبه ثم نائبا له في 1967. وفي السنة نفسها تولى بونغو الرئاسة خلفا لليون مبا اثر وفاته في 28 تشرين الثاني (نوفمبر). وفي 1968 فرض نظام الحزب الواحد. وبصفته مرشحا وحيدا انتخب رئيسا فس 1973 و1979 و1986 بنسب تأييد قياسية. وفي 1990 وفي مواجهة الاستياء الشعبي وافق على احلال التعددية لكنه احتفظ بالسلطة في اقتراعي 1998 و2005. وحكم بونغو الذي ينتمي الى اتنية تشكل اقلية صغيرة جدا, البلاد بدون اي تساهل مع المعارضة وتولى بنفسه توزيع المسؤوليات الحكومية والادارية بما يضمن توازنات اتنية واقليمية دقيقة. كما برع في توزيع الامتيازات ليضم الى معسكره حتى اقدم واشد منتقديه. واليوم المعارضة لا وجود لها تقريبا وعدد كبير من اعضائها كانوا في الحكومة. وفي السبعينات والثمانين تدفق النفط ما سمح له بتحويل هذا البلد الصغير في وسط افريقيا الى "امارة نفطية". لكن مراقبين عدة يتحدثون عن الفساد, وكذلك الرئيس نفسه الذي انتقد في 2007 "المحسوبية والفساد التي تستشري في السلطات العامة". وطوال الجمهورية الخامسة في فرنسا كان عمر بونغو احد اهم اعمدة "فرنسا الافريقية" حيث اختلطت شؤون الدولة بمجموعات الضغط والشبكات السياسية والمالية. وقد ورد اسمه في قضية مجموعة "الف" التي كانت رمز المخالفات في اطار "فرنسا الافريقية". ومؤخرا توترت علاقاته مع القوة المستعمرة السابقة بينما كشفت قضايا فساد. وتحدثت وسائل اعلام فرنسية عن ممتلكات عقارية كبيرة لاسرته بينما تقدمت منظمة غير حكومية بشكوى الى القضاء الفرنسي تتهم عمر بونغو بامتلاك عقارات فاخرة ممولة باموال عامة مختلسة. وفي نهاية شباط (فبراير), تمت مصادرة حساباته المصرفية في اطار قضية رفعها فرنسي بشأن خلاف يتعلق ب400 الف يورو.