اتخذ البرلمان الصربي في بلغراد قراراً يؤكد أن إقليم كوسوفو جزء من أراضي جمهورية صربيا ويحذرون من مغبة اعتراف أي دولة باستقلاله من دون الرجوع إلى الأممالمتحدة، فيما أعلن المشرف الدولي على محادثات الوضع النهائي لكوسوفو مارتي أهتيساري انتهاء مهمته في وقت رفضت روسيا أن تكون خطته التي توفر الاستقلال أساساً للمفاوضات في شأن الإقليم الصربي. ووافق البرلمان الصربي، في جلسة حضرها الرئيس بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا، بغالبية كبيرة، على قرار وضعته الحكومة"يؤكد أن كوسوفو إقليم داخل أراضي جمهورية صربيا، اعتماداً على دستور البلاد والوثائق الدولية، ويرفض أي محاولة لاستقلاله ويحذر الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من عواقب أي اعتراف من جانب واحد باستقلال كوسوفو على استقرار منطقة البلقان". ويطالب القرار السلطات الصربية"بالرد السريع والحازم والإجراءات المناسبة لردع أي خطر تتعرض له وحدة أراضي جمهورية صربيا وسيادتها". حضر جلسة التصويت 232 نائباً من أصل 250 عضواً في البرلمان الصربي، وأيد القرار 217 نائباً من أحزاب الائتلاف الحكومي الثلاثة، إضافة إلى المعارضة الرئيسة، المتمثلة بالراديكاليين والاشتراكيين، وعارضة 12 نائباً راديكالياً وألبانياً، وامتنع ثلاثة نواب من الأقلية الهنغارية عن التصويت. ووصف الرئيس تاديتش قرار البرلمان، بأنه"يمثل وحدة الشعب الصربي تجاه قضيته المصيرية في كوسوفو، ويتماشى مع الوثائق الدولية ومعايير الاتحاد الأوروبي وقرار مجلس الأمن 1244 الصادر في حزيران ? يونيو 1999 الذي يعتبر كوسوفو إقليماً صربياً". وأكد، أن قرار البرلمان الصربي"سيكون النهج الذي يسلكه الوفد الصربي المفاوض مع ألبان كوسوفو والمجتمع الدولي". وأعرب رئيس الحكومة كوشتونيتسا،عن ارتياحه لقرار البرلمان"الذي يؤكد إفشال خطة أهتيساري محلياً، بعدما أخفقت في مجلس الأمن وأصبح أهتيساري نفسه من الماضي، وأن كوسوفو سيبقى إقليماً صربياً مهما كانت مصاعب الدفاع عنه، وأي اعتراف أحادي الجانب باستقلاله سيكون بمثابة اعتداء على سيادة صربيا". وذكر تلفزيون بلغراد أمس، أن مارتي أهتيساري"أعلن انتهاء مهمته، وأكد أن لا الأممالمتحدة ولا مجموعة الاتصال الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا طلبتا منه مواصلة المفاوضات في مواجهة رفض روسيا المستمر للاستقلال وإبعاده عن المحادثات الجديدة". لكنه"أبدى استعداده للقيام بدور استشاري، إذا طُلب منه ذلك". وسبق أن انتقد أهتيساري موقف صربيا"التي لم تقم أي تنازلات من أجل الاستقلال، ولم تبد رغبة في التسوية". وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن"أساس المفاوضات داخل مجموعة الاتصال، لا يمكن أن يكون خطة أهتيساري، لأنها لم تحظ بتأييد أثناء عرضها في مجلس الأمن". وأوضح، أن"الخطة تفترض أن استقلال كوسوفو حتمي، وهو ما ترفضه روسيا". في غضون ذلك، حذر بوريسلاف ميلوسيفيتش، سفير يوغوسلافيا السابق في روسيا، شقيق الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، من خطورة استقلال إقليم كوسوفو.