أعلنت صوفيا أمس عزمها إسقاط الديون الليبية المستحقة لديها بعد تسوية قضية البلغار المتهمين بنقل فيروس الايدز إلى مئات الأطفال الليبيين، فيما استنكرت عائلات المصابين إصدار الرئيس البلغاري عفواً عن الممرضات والطبيب، وطالبت بقطع العلاقات مع صوفيا وطرد رعاياها. وأكد رئيس الوزراء البلغاري سيرغي ستانتشاف أن بلاده تنوي إلغاء الديون الليبية المستحقة لها، لكن القرار لم يتخذ بعد. وقال في مؤتمر صحافي أمس إن إلغاء الديون"من الأشكال الممكنة"لمشاركة بلغاريا في صندوق بنغازي الخاص الذي يقدم المساعدة الإنسانية لعائلات الأطفال المصابين بالايدز. وأضاف أن"الحرية وحقوق الإنسان لا ثمن لهما. بلغاريا تتعهد بتقديم مساهمة كبيرة في صندوق بنغازي". وشدد على أن"الأمر لا يتعلق بفدية ولا الاعتراف بذنب الممرضات والطبيب، بل بمساعدة إنسانية لمعالجة الأطفال"المصابين بالايدز. وأضاف من دون توضيح أن"الدين يبلغ نحو 54 مليون دولار. وسندرس احتمالات أخرى كذلك". وإذا شطبت بلغاريا ديون ليبيا المتراكمة من مشتريات سلاح وتكنولوجيا خلال العهد الشيوعي، سيعاد تدوير هذه الأموال في صندوق دولي تأسس لمساعدة أسر أكثر من 400 طفل أصيبوا بفيروس الايدز. وفي طرابلس، دعت أسر الاطفال المصابين ليبيا إلى قطع علاقاتها مع صوفيا وترحيل جميع المواطنين البلغار ووقف التعاون مع الشركات البلغارية. وطالبت الشرطة الدولية في بيان أمس بإعادة اعتقال المتهمين الستة. وأضافت أنها تبدي"إدانتها واستياءها لعبثية واستهتار الدولة البلغارية وإصدار الرئيس البلغاري عفواً عن الممرضات". واعتبرت أن"هذا يؤكد تصريحات الشيخ أسامة بن لادن التي قال فيها إن الغرب يستهتر بدماء المسلمين". وأعلنت وكالة الانباء الليبية أمس أن العقيد معمر القذافي شكر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني"للدور"الذي لعبه في تسوية قضية البلغار. وأشارت إلى أن القذافي اتصل بالشيخ حمد"وشكره على الدور الذي قام به في الجهد الذي بذلته فرنسا لتنفيذ الاتفاق بين مؤسسة القذافي العالمية للاعمال الخيرية والتنمية وبين مفوضية الاتحاد الاوروبي، وفي الدعم الذي حصل عليه الأطفال الضحايا وأسرهم". وأضافت أن الأمير"عبر من جانبه عن سعادته لقيامه بهذا الدور انطلاقاً من الروابط العميقة بين قطر والجماهيرية". وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فتح المجال أمام تكهنات بمساهمة قطر في التعويضات لأسر الأطفال، عندما شكر الدوحة ونفى دفع أوروبا أي أموال للمصابين. ورفض المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي للتنمية التي قادت المفاوضات صالح عبدالسلام، الخوض في طبيعة الدور القطري. وقال ل"الحياة"إن دور الدوحة"كان على المستويين الاجتماعي والانساني، نظراً إلى العلاقات الأخوية التي تربط قطر بليبيا والعلاقات المتينة التي تربطها بفرنسا". ونفى أن تكون المفاوضات التي سبقت الاتفاق على ترحيل البلغار، تطرقت إلى الاحكام الغيابية الصادرة بحق ستة مواطنين ليبيين، دينوا بتفجير طائرة"يوتا"الفرنسية فوق صحراء النيجر. وقال إن هذا الموضوع ثنائي، ولم يثر في إطار قضية الممرضات. وأوضح أن الاتفاق بين ليبيا والاتحاد ينص على"اتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل دخول الصادرات الليبية إلى الأسواق الأوروبية وتقديم أوروبا مساعدات في مجال ترميم الآثار، إضافة إلى تكفل الاتحاد بكلفة الجهود في مجال حماية الحدود الليبية براً وبحراً لمواجهة الهجرة غير المشروعة، والالتزام بمنح تأشيرات شنغن للمواطنين الليبيين الراغبين بزيارة فرنسا ضمن مهلة 24 ساعة".