قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الجمعة ان الممرضات البلغاريات الخمس المتهمات بإصابة مئات الأطفال الليبيين بفيروس"أتش. آي. في."المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز سُجنوا لفترات أطول مما يجب ويجب السماح لهن بالعودة الى بلغاريا. وألغت المحكمة العليا في ليبيا نهاية العام الماضي أحكاماً بالإعدام صدرت عام 2004 ضد الممرضات وطبيب فلسطيني بعد أن وجه اليهم الإتهام باصابة 426 طفلاً ليبياً بالفيروس المسبب ل"الإيدز". وتوفي نحو 50 طفلاً من بينهم، وهي قضية أثارت غضباً بين أسر الضحايا. وتنتظر الممرضات المحتجزات في السجون في ليبيا منذ عام 1999، محاكمة جديدة تبدأ في 11 أيار مايو المقبل. وأيّدت واشنطن منذ فترة طويلة بلغاريا والاتحاد الاوروبي قائلة إن الممرضات بريئات. وقالت رايس للصحافيين بعد توقيع اتفاق لإقامة ثلاث قواعد أميركية في بلغاريا:"إننا نعمل مع أشخاص من أوروبا ومع الحكومة الليبية أيضاً. ونعتقد في شدة ان الممرضات البلغاريات احتجزن أطول مما ينبغي". وقالت:"هذه قضية إنسانية. حان الوقت بالنسبة اليهن للعودة الى بلدهن، ونأمل في أن يحدث هذا قريباً". وتقول بلغاريا وحلفاؤها إن الممرضات تعرضن للتعذيب للاعتراف، ويقول خبراء عالميون في الإيدز ان انتشار الفيروس في مستشفى بنغازي حيث يعملن وقع قبل وصولهن. واقترحت طرابلس الإفراج عن الممرضات إذا دُفعت تعويضات الى الأطفال وأسرهم التي طالبت بمبلغ 4.4 بليون يورو 5.47 بليون دولار. ورفضت بلغاريا سداد هذا المبلغ قائلة إنه سيكون بمثابة اعتراف بالذنب. لكن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وليبيا وبلغاريا اتفقت على تأييد اقامة صندوق مساعدات وتبحث في سبل مساعدة الضحايا وأسرهم. وقال مسؤولون بلغار الخميس إنهم يأملون في حل القضية بحلول أيلول سبتمبر أو قبل ذلك. وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أعرب إثر لقائه رئيس الوزراء البلغاري سيرغي ستانيشيف مساء الخميس، عن أمله"في الإفراج عن الممرضات ... خلال الأسابيع المقبلة وكذلك عن الطبيب الفلسطيني". وقال"آمل ذلك، ولكن ليس لدي أي مؤشر". وزار دوست بلازي ليبيا في كانون الثاني يناير الماضي لاقتراح معالجة الأطفال الليبيين المصابين بالإيدز في فرنسا، وهو مشروع بدأ تطبيقه، وتمكن خلال الزيارة من لقاء الممرضات والطبيب المسجونين.