رحبت بلغراد وموسكو بإخفاق مجلس الأمن في إقرار المشروع الغربي، الخاص بإقليم كوسوفو، واعتبرته الحكومة الصربية انتصاراً لتعاونها مع الأصدقاء الروس، فيما تقرر عقد اجتماع مجموعة الاتصال المؤلفة من: الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، الأربعاء المقبل في فيينا، بعد إحالة قضية الإقليم إليها. ووصف رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا في بيان نقله تلفزيون بلغراد أمس، ما حصل في مجلس الأمن، بأنه"انتصار للتعاون بين روسيا وصربيا من أجل الدفاع عن العدالة الدولية وصون سلامة أراضي جمهورية صربيا"، مؤكداً أن"فشل مشروع القرار الغربي الهادف الى استقلال كوسوفو ونقل القضية الى مجموعة الاتصال، يوفر الحقوق الدولية الكاملة لبقاء قرار مجلس الأمن 1244 الصادر في حزيران - سيونيو 1999 الذي يعتبر كوسوفو إقليماً متمتعاً بحكم ذاتي واسع ضمن أراضي جمهورية صربيا". وأشار كوشتونيتسا، الى أن"مجموعة الاتصال لا تستطيع إعطاء القرار النهائي لمستقبل كوسوفو، لأنه من حق مجلس الأمن وحده، وتنحصر مهمتها بالمحادثات الجديدة والطريقة التي ستتم بموجبها". وأشادت موسكو بإحالة الملف الى مجموعة الاتصال، مبدية استعدادها"للعمل في شكل بنّاء"مع شركائها في المجموعة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية:"نعتبر أن إلغاء التصويت على مشروع القرار، نتيجة منطقية لموقفنا الفاعل الهادف الى تأمين الظروف المساعدة لتمديد المحادثات والتوصل الى اتفاق بين بلغراد وبريشتينا". وزاد:"نحن واثقون بأن قرار مجلس الأمن 1244 يبقى قائماً، ومستعدون للعمل البنّاء والفاعل مع نظرائنا في مجموعة الاتصال توصلاً الى تسوية فعلية لمسألة كوسوفو". وكانت الصيغة الأخيرة من مشروع القرار الغربي في شأن الإقليم التي عرضت على مجلس الأمن، تدعو الصرب والألبان الى إجراء محادثات أخيرة تحت رعاية مجموعة الاتصال والاتحاد الأوروبي، وعلى مدى 120 يوماً من أجل"تحديد ما إذا كان يمكن ايجاد نقاط التقاء بين الطرفين الصربي والألباني". ورفضت روسيا وصربيا المشروع المقترح، لأنه يشتمل في جوهره على قبول خطة الوسيط الدولي مارتي أهتيساري التي توفر للإقليم الانفصال عن صربيا والاستقلال. وإزاء تهديد روسيا باستخدام حقها في النقض الفيتو لمنع إقرار المشروع، تخلت الدول الراعية، وقال المندوب الفرنسي لدى الأممالمتحدة جان مارك دو لا سابلييه للصحافيين:"نأسف لاستحالة إنضاج هذا القرار في مجلس الأمن، ومن هنا سنعلق المباحثات في شأنه، ونعيد إطلاقها في إطار مجموعة الاتصال ومع الطرفين الصربي والألباني". وعن سبب عدم دعوة رعاة مشروع القرار الى التصويت وإرغام روسيا على استخدام حق النقض، قال المندوب البريطاني إيمر جونز باري:"لا نريد إحداث ضجة ربما تكون لها عواقب على المنطقة، علينا أن نتحلى بالمسؤولية". ويرى مراقبون، أن أمام ألبان كوسوفو طريقاً أخرى هي إعلان الاستقلال، ثم الطلب من الأممالمتحدة الرحيل ودعوة الاتحاد الأوروبي للإشراف على تطبيق الاستقلال، لكن إعلاناً أُحادياً قد يؤدي الى خسارة الدعم السياسي والمالي الأوروبي لكوسوفو، إضافة الى أن الاتحاد ليس موحداً تجاه هذه القضية، كما أن صرب الإقليم سيعلنون رفضهم للاستقلال وتمردهم على حكومة الألبان، ما يوفر لبلغراد فرصة التدخل مستغلة عدم وجود اعتراف للأمم المتحدة باستقلال كوسوفو واستمرار مفعول القرار 1244، ما سيجعل منطقة البلقان في وضع خطر جديد. وكان رئيس حكومة كوسوفو أغييم تشيكو دعا أول من أمس الجمعة الى إعلان الاستقلال من جانب واحد في 28 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بسبب فشل مجلس الأمن في إقرار استقلال الإقليم.