بدأت المحادثات المباشرة بين الصرب والألبان برعاية الترويكا الدولية في شأن مستقبل إقليم كوسوفو، وذلك في ضاحية بادن القريبة من العاصمة النمسوية فيينا أمس. وتستمر المحادثات ثلاثة أيام، وشهدت في مستهلها تلويحاً باستخدام القوة من جانب الطرفين لتحقيق أهدافهما. وقال رئيس حكومة كوسوفو المنتهية ولايته اغيم تشيكو ان"الشعب الألباني في كوسوفو مستعد للمقاومة من أجل تحقيق استقلاله، إذا واصلت صربيا رفضها الاعتراف به". وأضاف:"كوسوفو وطننا، ونحن مستعدون لمواجهة كل التحديات من أجله، لأن لا مكان آخر نلجأ اليه، ونحن نعلم ان تحقيق الاستقلال لن يحصل بسهولة". في المقابل، قال رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا:"نحن ندرس مجالات الرد بحزم على نية الألبان إعلان استقلال الإقليم من جانب واحد"، مؤكداً ان"الصرب متحدون ويقفون يداً واحدة من أجل صيانة وحدة أراضي جمهورية صربيا". وأضاف:"نشارك في المحادثات الجارية بإيجابية وثقة بأن موقفنا صائب ويمكننا الدفاع عنه بكل حزم وقوة". وقال كوشتونيتسا:"أوعزت الى كل هيئة حكومية صربية بوضع خطط خاصة لمواجهة استقلال الإقليم، وسيتم تنفيذ هذه الخطط حال إعلان الألبان الاستقلال". وأشارت وسائل الإعلام في بلغراد أمس، الى أن جمهورية صربيا ستقطع علاقاتها مع أي دولة تعترف باستقلال كوسوفو الذي ينوي الألبان إعلانه من جانب واحد. وعلى رغم هذه التصريحات المتشددة من الصرب والألبان، فإن وولفغانغ ايشينغير الممثل الأوروبي في الترويكا الدولية الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي التي ترعى المحادثات، أكد"وجود آمال قوية بتحقيق تقدم مثمر نحو الاتفاق. روسيا تتهم الغرب في موسكو، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يغذي النزعات الانفصالية في كوسوفو، متهماً زعماء الإقليم الالبان بممارسة الابتزاز لتحقيق هذا الهدف. ونسبت وكالة الأنباء الروسية"نوفوستي"إلى لافروف في حديث لمجلة "إيتوغي"المحلية، قوله إن"التغاضي واللامبالاة من جانب شركائنا الغربيين تجاه انتهاك قرار مجلس الأمن 1244 في شأن كوسوفو من جانب ألبان كوسوفو، وعدم قيامهم باتخاذ خطوات باتجاه الضغط للتطبيق الكامل للقرار ألهمت الاتجاه النفسي باتجاه استقلال كوسوفو". واتهم الغرب ب"الانصياع للابتزاز والقول إنه إذا لم نمنح كوسوفو الاستقلال، فهذا سيؤدي إلى اندلاع العنف". وشدد لافروف على أن"تهديدنا بالعنف والاضطراب إذا رفضنا اتخاذ بعض القرارات، فهذا منحى خطر ومراوغ سيترك أثراً بعيد المدى يتعدى كوسوفو". وكرر لافروف موقف موسكو بأنه"إذا اعترف الغرب بكوسوفو كدولة مستقلة، فإن روسيا ستتصرف وفقاً للقانون الدولي"، مضيفاً:"يمكن أن أضمن حدوث ذلك". وحددت الأممالمتحدة العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، موعداً نهائياً لإنهاء هذه المفاوضات في فيينا، لكن زعماء كوسوفو يهددون بإعلان الاستقلال من جانب واحد في كانون الثاني يناير 2008 إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع بلغراد في شأن الوضع القانوني النهائي للإقليم ضمن هذا التاريخ، الأمر الذي ترفضه روسيا ويدعمه الغرب.