دخلت بطولة كأس أمم آسيا منعطفاً يمكن وصفه بالصعب، وجمهور أكبر القارات في العالم موعود بوداع أو بقاء بعض المنتخبات التي تسمى ب"الحيتان"الكبيرة، وتأتي منتخبات السعودية واليابانوأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران في مقدم المنتخبات الكبيرة بسبب تحقيق بعضها ألقاباً سابقة وتأهلها إلى نهائيات كأس العالم أكثر من مرة. ويمكن أن تودع البطولة منتخبات من العيار المتوسط كالعراق وأوزبكستان، في المقابل لن يخسر منتخب فيتنام شيئاً في حال خروجه من هذا الدور، لأن وصوله اقترن بالمفاجأة على حساب منتخبات كانت الترشيحات تقف إلى جوارها كقطر والإمارات. اليابان يظل أبرز المرشحين للفوز باللقب في حال تخطيه فريق"الكانغر"، وهم منذ أن حققوا لقبهم الأول عام 1992، ظلوا طرفاً ثابتاً في النهائيات، بل إنهم حققوا اللقب في العام 2000، وفي النسخة التي تلتها مباشرة، والمنتخب لم يقدم الكثير مما لديه حتى الآن، لكنه جدير بالوصول إلى أبعد من ثمن النهائي، وسيواجه اليابان موقفاً مفصلياً عندما يلتقي أستراليا. كما يبرز في الدور الثاني المنتخب السعودي أحد المنتخبات التي كانت طرفاً في النهائيات طوال 20 عاماً، و"الأخضر"لفت الأنظار إليه من خلال تشكيلته الجريئة التي تعتمد على الشبان الطامحين إلى استعادة الأمجاد، والعودة بالكرة السعودية إلى زعامة"نصف الأرض"، السعوديون يسيرون بثقة متناهية وحماسة منقطعة النظير، ومدربهم البرازيلي آنغوس يعد أنصار"الصقور الخضر"بالتحليق بكأس البطولة. ومنذ زمن طويل لم يحظ"الأخضر"بهذا الدعم الإعلامي والجماهيري خصوصاً في الداخل. ولا يمكن تجاهل الإزعاج الذي يمكن أن يحدثه لاعبو إيران لبقية الفرق وهم الذين أظهروا شكيمة واضحة في مباريات الدور التمهيدي، خصوصاً عندما قلبوا تأخرهم بهدف أمام أوزبكستان إلى فوز صريح بهدفين، ثم قدموا أنفسهم من جديد أمام الصين عندما بدأوا المباراة بخسارة لافتة بهدفين لكنهم نجحوا في النهاية في تعديل النتيجة. وغير بعيد من الإيرانيين يقف أبناء الرافدين يتحينون الفرصة لتكرار ما فعلوه في الأستراليين بفوزهم المستحق بقيادة مدربهم الجديد البرازيلي جورج فييرا. والعراقيون مرشحون لتخطي فيتنام في حال عدم حدوث مفاجآت. ولا يمكن الحديث عن فرق دور ربع النهائي من دون التطرق إلى الفريق الكوري وهو صاحب السبق في الفوز بالألقاب الآسيوية، لكن المنتخب الكوري يمر بمرحلة انعدام وزن منذ أن حقق المركز الرابع في"مونديال"2002 ، ثم دخل الفريق في سبات عميق، ما جعل البعض يطلق عليه لقب"المنتخب المريض"على رغم أن مدربه الهولندي فيبيريك هدد وتوعد في كل المؤتمرات باستعادة أمجاد الكرة الكورية. ويبدو الفريق الأوزبكي بعيداً عن الأضواء، إلا أنه لا يزال أحد الورثة الشرعيين للكرة السوفياتية التليدة، ولن يجد السعوديون سهولة في تجاوز الفريق الأوروبي الآسيوي إلا باحترام قدرات لاعبيه خصوصاً بعد إقصائهم الصين. الجميع مبتعد عن الترشيحات لكن"الكتاب"يمكن قراءته من عنوانه، فالتوقعات تقف إلى جانب السعودية والعراق وإيران، وتبدو قراءة مباراة اليابانوأستراليا صعبة للغاية.