شكلت الانتخابات البلدية التي شهدتها منطقة عسير توجها موحدا نحو تشكيل ثقافة الاقتراع والتصويت من خلال المشاركة الفاعلة في الترشيح، ونشر الوعي بأهمية المنافسة المقننة للحصول على الكراسي المقننة في المجلس البلدي. وأكد وكيل إمارة منطقة عسير، المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني أن الحكومة لا تألو جهدا في إعطاء المواطن السعودي فرصته بالمشاركة في اتخاذ القرارات، موضحا أن الانتخابات البلدية دليل واضح على سعي الحكومة للأخذ بيد المواطن إلى الرقي المستمر. جاء ذلك بعد أن أدلى الحنيني بصوته ظهر أمس بالمركز الاقتراعي 202 بالساحة الشعبية بمدينة أبها، قائلا: إنني متفائل بثقافة الناخب السعودي وإعطاء صوته لمن يستحق بعيداً عن جميع الانتماءات بعد أن مرّ بالتجربة الأولى في الدورة الأولى. وانطلقت صباح أمس الباكر عبر 61 مركزا اقتراعيا بمدن ومحافظات، ومراكز المنطقة عملية الاقتراع التي استقبلت آلاف الناخبين الذين توزعت أصواتهم على قرابة 700 مرشح جاؤوا في المرتبة الثانية بعد منطقة الرياض، حيث استقبل رؤساء وأعضاء التنظيم في المراكز الناخبين عبر مدن أبها، وخميس مشيط، وأحد رفيدة وسراة عبيدة، وبيشة، ورجال ألمع، وتنومة، والنماص، ومحايل عسير، وبارق، والمجاردة، وغيرها من المدن والمحافظات وسط تنظيم جيد سبقته ورش عمل عديدة لهذه اللجان التي وصلت إلى أدائها اليوم بمستوى متميز . في تثليث والأمواه تدخلت الجهات الأمنية في تنظيم تدافع وتزاحم الأعداد الغفيرة من الناخبين، وشهدت مدينة أبها توافد أعداد من بادية ربيعة، والمغيديين، وآل عيسى ووائلة الذين أتوا بأعداد كبيرة عبر شاحنات النقل ليدلوا بأصواتهم مما يعطي مؤشراً إيجابيا على وعي تلك المجتمعات بأهداف المجالس، وينسحب ذلك أيضا على بادية تهامة شهران، وتهامة قحطان، عبر مراكز الربوعة والفرشة، وبادية شرق المنطقة وغيرها. ومن المتوقع أن يعلن أمين منطقة عسير، المهندس إبراهيم الخليل عبر مؤتمر إعلامي الأسماء المرشحة لعضوية المجالس البلدية في وقت لاحق. وشهدت العملية الانتخابية في نواح متفرقة من منطقة عسير أمس مفارقات تنوعت ما بين العاطفة، والتكتل القبلي، وضعف الثقافة الانتخابية لدى بعض الناخبين. ورصدت "الوطن" أمس وفي عينات اقتراع معينة وتحديدا في المركز الانتخابي رقم 202 في أبها حضور أشخاص لم يسجلوا في فترة قيد الناخبين، ويعتزمون التصويت لبعض المرشحين. هذا ما أكده مراقب المركز، عبدالله بن أحمد الهنيدي الذي أشار إلى أن ذلك يجسد ضعف الثقافة الانتخابية لدى البعض، لافتا إلى أن العملية الانتخابية في المركز سارت بانتظام، ولم ترصد أية تجاوزات حتى الرابعة عصرا. وفي محافظة أحد رفيدة أكد أحد الناخبين تحتفظ "الوطن" باسمه أنه رغم تسجيله في قيد الناخبين، إلا أنه آثر عدم انتخاب أي من المرشحين لقناعته بأنهم لا يمكلون من الصلاحيات في حال ترشحهم ما يتوافق مع برنامجهم الانتخابي، إلا أن إلحاح أحد معارفه دفعه إلى التصويت له، معتبرا أن استجابته كانت تحت تأثير العاطفة فقط. وفي محافظة رجال ألمع رصدت "الوطن" منذ الصباح توافد الناخبين والمرشحين من السابعة صباحا، وتزاحمهم على أبواب المركز الانتخابي رقم 236 في الدائرة الأولى في المحافظة، حيث تراجعت التكتلات القبلية للمرشحين أمام وعي الناخبين بثقافة الانتخاب، أو بإعطاء الصوت لمن يستحقه دون انتماء للقبيلة أو العشيرة. وأكد رئيس بلدية المحافظة حسين علي رجب، ورئيس المركز الانتخابي موسى قصير أن توافد الناخبين والمرشحين قد بدأ من السابعة صباحا، مبينين أن الناخبين الذين وصل عددهم النهائي إلى 2093 ناخبا استقبلوا حسب الأنظمة داخل المركز؛ مما ساعد في انسيابية الناخبين وراحتهم دون أدنى ضغوطات من أي جهة أو من المرشحين أنفسهم. وفي محافظة النماص شهدت مراكز الانتخابات متابعة من رئيس بلدية النماص المهندس سراج بن أحمد الغامدي، إضافة إلى تواجد أمني وتنظيم من بلدية النماص وكذلك رؤساء مراكز الانتخابات وأعضائها، حيث استقبلت المراكز أكثر من 1500 ناخب. وفي تنومة استقبلت مقار الانتخابات البلدية في تنومة وبللسمر صباح أمس الخميس الناخبين، حيث أعدت في مركزي تنومة وبللسمر، فيما توجه 3361 ناخبا إلى صناديق الاقتراع لاختيار 7 مرشحين من أصل 51 مرشحا في 3 مراكز انتخابية في محافظة بلقرن وسط إقبال كبير، وتنافس شديد بين أهالي المحافظة لاختيار الأصلح وفق السيرة الذاتية والبرامج الانتخابية التي أطلقها كل مرشح. وأبدى رئيس المركز الانتخابي بالبشائر مسفر سعد الشمراني إعجابه بتبكير الناخبين وتدفقهم وانتظامهم بطريقة حضارية، لا سيما كبار السن. وفي مركز بارق شهد مركز اقتراع الناخبين في ثانوية اليمامة تدافع الناخبين وسط ازدحام نحو صناديق الاقتراع، حيث أقفلت أبواب المركز الانتخابي، ثم فتحت مرة أخرى. وفي سراة عبيدة سجل في الدائرة رقم 223 بسراة عبيدة في الساعة الأولى من عملية الاقتراع لاختيار أعضاء المجلس البلدي في دورته الجديدة تصويت 105 مقترعين من أصل 1229، و84 من أصل 1092 مقترعا في الدائرة رقم 224 بمركز سبت بني بشر. وفي محافظة المجاردة أدلى ناخبون من المحافظة، ومراكزها والقرى التابعة بأصواتهم في مقر مسرح ثانوية صقر قريش، ولوحظ تزاحم المواطنين أمام البوابتين الوحيدتين المخصصة لدخول المواطنين.