أصدر الرئيس الروسي في 14 تموز يوليو قرار انسحاب بلاده موقتاً من معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية بأوروبا، إلى حين موافقة دول"حلف شمال الأطلسي""ناتو" على تعديل بنود هذه المعاهدة الصادرة في 1990، وأخذ التغيرات الطارئة على أوروبا في السنوات الماضية في الاعتبار. والحق ان معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية بأوروبا صادق عليها حلفان، حلف شمال الاطلسي، وكان يمثل 16 دولة، وحلف وارسو، وكان يمثل ست دول، فيها الاتحاد السوفياتي. واتفق الطرفان على تحديد مخزونهما من الأسلحة التقليدية، أي الدبابات والمدرعات والاسلحة المدفعية والطائرات والمروحيات القتالية، والمحافظة على ميزان القوى العسكرية بأوروبا. ولكن ميزان القوى اختل، خصوصاً بعد انضمام حلفاء الاتحاد السوفياتي السابقون من بلدان شرق أوروبا وجمهوريات البلطيق الثلاث إلىپ"ناتو". ولذا، أدخلت روسيا وپ"ناتو"تعديلات مناسبة على معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في 1999. وعلى خلاف دول"ناتو"، صادقت روسيا على المعاهدة المعدلة في 2004. وفي حين التزمت روسيا المعاهدة، حشد حلف شمال الاطلسي مزيداً من الأسلحة بأوروبا. ويفوق، اليوم، مخزون هذا الحلف من الأسلحة بأوروبا ثلاثة أو أربعة أضعاف مخزون روسيا من السلاح التقليدي. ويذهب المحلل السياسي الروسي، فياتشيسلاف نيكونوف، إلى أن روسيا لا تريد إلغاء المعاهدة. فهي علقت مشاركتها في المعاهدة إلى إشعار آخر، لتنبه الاوروبيين الى رفضها بقاء الوضع على حاله. ويقول الجنرال يفغيني بوجينسكي، المسؤول في دائرة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع الروسية، إن روسيا علقت العمل بالمعاهدة، ودرأت، تالياً، عنها شرور شركائها. فهي رفعت القيود عن حركة وحدات جيشها والمعدات العسكرية في شطرها الأوروبي، وأحجمت عن استقبال بعثات التفتيش الأجنبية. ويرى الخبراء العسكريون أن روسيا اضطرت إلى هذه الخطوة لترغم"ناتو"على الأخذ في الاعتبار مصالحها الحيوية. عن "كومسومولسكايا برافدا" و"نيزافيسيمايا غازيتا" الروسيتين ، 16/7/2007