في وقت يطرح أركان الدولة العبرية شروطاً على سورية لاستئناف المحادثات معها، تصر مصادر صحافية إسرائيلية على أن اتصالات سرية جارية بين البلدين منذ فترة، بل أن"تحسناً ملموساً"طرأ على هذه المفاوضات"التي ارتقت درجة وتجاوزت مرحلة جس النبض"، كما كتبت صحيفة"معاريف"في عنوانها الرئيس أمس. واعتمدت الصحيفة في خبرها على"أوساط سياسية وديبلوماسية مطلعة على سير الاتصالات"، وعلى الرسالة التي حملها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط مايكل ويليامز وجاء فيها أن"سورية مستعدة لقطع العلاقات مع إيران وحزب الله والتنظيمات الإرهابية أو تعليقها في حال أثمرت المفاوضات مع إسرائيل نتائج ملموسة". وذكرت الصحيفة أن المسؤول الأممي سبق أن التقى اولمرت قبل شهر في نيويورك وأطلعه على نتائج زيارته إلى دمشق وأنه عاد بانطباع مفاده أن سورية جادة في رسائلها السلمية. وأشارت إلى ان الرقابة العسكرية في إسرائيل منعتها من نشر تفاصيل إضافية. وتابعت أنه لم يتضح ما إذا كانت الاتصالات السرية"نضجت إلى درجة استئناف المفاوضات علناً أو التوصل إلى اتفاق سلام"، على رغم أن الجانبين يتحدثان عن"أفكار خلاّقة"مثل تأجير الجولان السوري المحتل لإسرائيل لفترة طويلة. وأضافت"معاريف"أن الاتصالات السرية تتناقض والادعاءات الإسرائيلية بأن دمشق تتجاهل تصريحات أولمرت الأخيرة عن استعداد الدولة العبرية للتفاوض، كما أن هذه الاتصالات تناقض تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أول من أمس عن استبعاد استئناف الاتصالات مع سورية. وكان أولمرت أعلن مساء أول من أمس خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي في تل أبيب أن الرئيس السوري بشار الأسد معني بمفاوضات مع الولاياتالمتحدة ورئيسها جورج بوش بدل التحدث مباشرة إلى إسرائيل. وأضاف أن تل ابيب لا تريد الحرب مع السوريين"وكذلك سورية، لكن ذلك لا يعني عودة إلى طاولة المفاوضات". وكرر أن إسرائيل على استعداد لاستئناف مفاوضات مباشرة"لكن من دون شروط مسبقة". وفي سياق متصل، أعرب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق أهارون زئيفي فركش عن تفاؤله حيال احتمال حدوث تطور إيجابي على المسار السوري. وقال في محاضرة أمام"المنتدى الفكري للأمن"في حزب"كديما"الحاكم إن في الإمكان التوصل إلى تسوية مع سورية"في حال قدمت إسرائيل للرئيس الأسد اقتراحاً مغرياً للخروج من محور الشر". وزاد أن سورية عامل رئيس في كل ما يحصل في المنطقة عموماً، وفي لبنان تحديداً،"وهي لاعب مركزي في تحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك في أي تسوية تحققها الولاياتالمتحدة في العراق". وتابع أنه يجب احترام قنوات الاتصال السرية، مضيفاً أنه لا توجد دلائل على أن سورية قد تبادر إلى حرب مع إسرائيل،"لكنها قد تنجر إلى صدام عنيف نتيجة حصول تدهور وتصعيد في المنطقة".