قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الميجر جنرال اهارون زئيفي فركش ان سورية لا تزال مصرة على دعوتها الى استئناف المفاوضات مع اسرائيل ما يؤكد ضرورة اغتنام هذه الفرصة، مضيفاً ان التصريحات الأخيرة للرئيس السوري حول استعداده العودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل تسببت في تصدع في "الجبهة الشمالية" التي تواجهها اسرائيل خصوصاً بين سورية من جهة، وحزب الله وايران من جهة ثانية و"عليه يجب انتهاز هذه الفرصة أيضاً". وتابع، وهو يستعرض المستجدات الأمنية في المنطقة على مسامع لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ان سورية تنشط بناء على أربعة اهداف استراتيجية وضعتها الأول و"الأهم بالنسبة الى الرئيس الأسد" تعزيز نظام حكمه ثم الأوضاع الاقتصادية الصعبة ثم مواصلة التدخل في شؤون لبنان وآخرها استعادة هضبة الجولان. وزاد ان الضغوط الاميركية على دمشق أخذت تؤثر في مواقفها. وقال المسؤول العسكري انه لاحظ من تصريحات الأسد انه استعمل تعبير التطبيع "على رغم انه غير مقبول عادة لدى الزعماء العرب" كما انه لم يعد يعتبر العودة الى حدود العام 1967 خطاً أحمر وواصل بث الرسائل عن رغبته في السلام حتى بعد الرد الاسرائيلي الفاتر على دعوته الى استئناف المفاوضات، وعلى رغم قصف الطيران الحربي الاسرائيلي قرية عين الصاحب قرب دمشق. لكن فركش عاد واتهم الاسد بمواصلة دعمه الارهاب "لعدم تنازل النواة الصلبة في السلطة عن الجولان ولاعتقادها ان دعم الارهاب مصيري للسياسة السورية ومن دونه لا يمكنها أن تتبوأ مكانة متقدمة في الحلبة العربية والدولية". في سياق متصل أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية في خبرها الرئيسي امس ان الرئيس الاسد ابلغ السيناتور الاميركي الديموقراطي بيل نلسون، السبت الماضي استعداده الشروع في المفاوضات "من نقطة الصفر" على رغم انه يفضل استئنافها من حيث توقفت في عهد رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ايهود باراك. ونقلت الصحيفة عن نلسون تأكيده ان الأسد كرر موقفه هذا مرتين أو ثلاثا. وقال ان الأسد أوضح له ان المنطق يقضي باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها وعدم هدر الوقت على مفاوضات تبدأ من الصفر "إذ لا يستحسن تجاهل التفاهمات التي تحققت لكن إذا أصر الاسرائيليون على بدئها من الصفر فلن أعارض". وكانت القناة الثانية للتلفزة الاسرائيلية نقلت عن قريبين من رئيس الحكومة ارييل شارون قوله ان اسرائيل ستطرح في المفاوضات مطالب اقليمية جديدة في الجولان المحتل "حتى في حال استجابت سورية لكل الشروط الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات" وذلك بزعم ان من غير المعقول ان تقبل اسرائيل بالعودة الى الوضع الذي كان قبل احتلال الجولان "حين كان يطلق السوريون النار على بلدات اسرائيلية".