سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكد أنه لم يغير موقفه من الصحراء الغربية ... وأن منتقدي وقف المسار الانتخابي في الجزائر كانوا سيجدون أنفسهم اليوم أمام "حكومة طالبان" . ساركوزي يعلن دعم بوتفليقة وبن علي مشروعه المتوسطي : لا أؤيد معاهدة صداقة مع الجزائر ... ومسرور للتعاون مع تونس
شرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقاء مع الوفد الصحافي الذي رافقه في زيارته إلى الجزائروتونس التي انتهت صباح أمس، مبادرته حول انشاء"اتحاد متوسطي"، وقال إنه حرص على عرضها على الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي قبلها، خصوصاً أنها أثارت سوء تفاهم حول مسار برشلونة ومسار مجموعة"5+5"، ما استدعى شرحها. وأضاف أن في إمكانه القول إن بوتفليقة والرئيس التونسي زين العابدين بن علي"أصبحا سفيرين لهذه الفكرة باندفاع". وذكر أن العقيد الليبي معمر القذافي أرسل وزيراً الى تونس ليطلع من بن علي عن مضمون المبادرة التي بدا أنها تثير الاهتمام في المنطقة. وأشار الى أن هذه المبادرة تقضي بعدم حصر العضوية في هذا الاتحاد المتوسطي بمجموعة معينة ولا الزامه بخطة مسبقة. وتابع أن الهدف من المؤتمر الذي يعقده قادة دول وحكومات المتوسط في الربع الأول من سنة 2008 مناقشة أربعة مواضيع. وتابع ساركوزي أن الموضوع الأول هو البيئة وجعل البحر الأبيض المتوسط أنظف بحار العالم، مشدداً على أن حماية هذا البحر تستدعي جهوداً من الجميع. وقال إن الموضوع التالي هو انشاء منطقة تنمية مع احتمال انشاء بنك لتنمية المتوسط، في حين ينص الموضوع الثالث على انشاء منطقة أمن لمكافحة الإرهاب والاتجار بالهجرة غير الشرعية، والرابع يقضي بانشاء منطقة حوار بين الثقافات. وذكر ساركوزي أن هناك أفكاراً حول بنية هذا الاتحاد، لكنه يفضل عدم كشفها خشية حرقها. لكنه اضاف أنه ووزير الخارجية برنار كوشنير يأملان في أن تتبلور المبادرة قبل تولي فرنسا الرئاسة الأوروبية في تموز يوليو 2008. وكشف أنه سيستقبل الرئيس المصري حسني مبارك في 2 آب اغسطس المقبل، ويتناول الموضوع معه، وأنه ارسل مستشاره جان دافيد ليفيت إلى تركيا حيث التقى رئيس الحكومة طيب رجب أردوغان وأبلغه أن الاتحاد المتوسطي ليس بديلاً عن أوروبا ولا عن مسار برشلونة. وقال إنه التقى في هذا الإطار قادة أوروبيين وحصل على دعم رئيسي الحكومتين الاسبانية خوزيه لويس ثاباتيرو والايطالي رومانو برودي، مشيراً إلى أن ثاباتيرو كان أبدى تخوفه على"مسار برشلونة". وعن زيارته لكل من الجزائروتونس، أوضح ساركوزي أنه حاول القيام بإعادة تموضع للعلاقات الثنائية مع بوتفليقة على أساس ملموس، وتنظيمها وتجريدها من المشاعر العاطفية. وقال:"لم أكن يوماً من مؤيدي معاهدة الصداقة"بين البلدين، و"لم أتطرق إلى الموضوع، لأنني لاحظت أن الرئيس الجزائري أيضاً ليس من مؤيديها". وقال إنه ناقش المشاريع التي يمكن تنفيذها في قطاع الطاقة والغاز والطاقة البديلة والطاقة النووية المدنية. وأضاف أن بوتفليقة هاجسه الإعداد لمرحلة ما بعد النفط والغاز في الجزائر، لأن موارد البلاد ستدوم لحوالي 40 سنة وتنضب بعد ذلك، وأنه يفكر في مشاريع مستقبلية ويريد مشاركة فرنسا في مشاريع نقل التكنولوجيا. وذكر أنه تقرر أن يعمل وزيرا الخارجية الفرنسي والجزائري على مشاريع ملموسة يعلن عنها خلال زيارة دولة يقوم بها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وعما إذا كان الاتحاد المغاربي كله مهتماً بتطوير الطاقة المدنية النووية، قال إن"هذا الاتحاد لا وجود له لسبب أساسي هو أن الحدود المغربية - الجزائرية مغلقة". وأكد أن لدى فرنسا مشكلة في تجديد عقدها للغاز الجزائريفرنسا تستورد حالياً 10 بلايين متر مكعب من الغاز سنوياً لمدة 25 سنة تنتهي في 2013، وأن زيارته هذه تبدد التخوف بحيث سيعاد تجديد العقد، وأن هذا الموضوع سيطرح مجدداً خلال زيارة الدولة المقبلة له للجزائر. وعن صحة بوتفليقة، قال ساركوزي إنه"بصحة جيدة وإنه عمل وتحدث معه ساعات طويلة، وكان مستعداً لإطالة الجلسات". ولاحظ ساركوزي أن مشكلة مسار برشلونة أنه يضم 27 دولة أوروبية، وأن طريقة العمل هذه"غير مجدية". فعلّق كوشنير الذي حضر اللقاء في فندق إقامة الرئيس الفرنسي في تونس، بالقول إنه لمس لدى الأوروبيين الذين اجتمعوا الأسبوع الماضي في سلوفينيا"أن الفكرة ليست إعادة اطلاق مسار برشلونة". وعما إذا كانت فرنسا تستعيد موقعها الاقتصادي في الجزائر أمام المنافسة الأميركية والروسية، أجاب ساركوزي:"كوني قمت بأول زيارة خارج أوروبا إلى الجزائر يحمل معنى كبيراً ويرمز الى العلاقات الكثيفة، خصوصاً أنني زرت الرئيس الجزائري باستمرار منذ عام 2002". وعما إذا كان اتصل بسورية حول موضوع"الاتحاد المتوسطي"، قال"لم أجر أي اتصال مع سورية، ولكن هذا الأمر سيطرح نفسه بالطبع يوماً ما، ولكن نحن نتحرك الآن بين الأوروبيين والمغاربة وبقية الدول". وحول قضية الصحراء الغربية وما اذا كان غيّر موقفه لأن المغرب لم يرحب بأن تكون الجزائر المحطة الأولى في جولته، قال ساركوزي انه اطلع على تعليقات صحافية في هذا الشأن، لكن العاهل المغربي الملك محمد السادس تمنى أن تكون الزيارة الأولى له الى المملكة"زيارة دولة". وأضاف ان مثل هذه الزيارات يعد لها وفقاً لاجراءات خاصة. وذكر انه استقبل مبعوثين من العاهل المغربي و"ليست هناك أي مشكلة لا من الجانب الفرنسي ولا المغربي"، مؤكداً أنه لم يغيّر موقفه من قضية الصحراء وأنه قال ذلك لبوتفليقة. وتناول ساركوزي لقاءه مع بن علي وما إذا كان أثار معه موضوع حقوق الانسان، فقال:"تحدثنا مطولاً حول القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، وأنا مسرور جداً للتعاون بين استخبارات البلدين". وأضاف أن"أمن الفرنسيين يمر عبر تعاون الاستخبارات في العالم، وأنا مسرور لمعاودة التعاون بين الاستخبارات الفرنسية والتونسية". وقال إن هناك نجاحاً اقتصادياً حققته تونس منذ نهاية الثمانينات و"هذا البلد يشهد مستوى نمو جيد... وعندما ينجح بلد ما اقتصادياً لا يمكن ادانته، وتونس بلد ينجح، والأمثلة في المتوسط على النجاح في هذا الاطار ليست عديدة، خصوصاً أن ليس لدى تونس موارد نفطية". وأشار الى أنه لم يكن يعرف بن علي وأنه ارتاح"للحوار الصريح والمهم معه والذي تناول كل المواضيع"، مضيفاً"سألتم إذا تحدثت خصوصاً عن حقوق الانسان، فإذا كان السؤال خصوصاً، فالجواب لا". وتابع:"أريد ان أقول لكم انه في اطار مكافحتنا للإرهاب والتطرف، فإن طموحنا ليس أن يتحول النظام التونسي الى التطرف، وكل الذين انتقدوا وفق المسار الانتخابي في الجزائر كانوا وجدوا اليوم حكومة طالبان في الجزائر، ولو حصل ذلك لما كانوا انشغلوا بمسألة حقوق الإنسان، وينبغي الإقرار بذلك". وعبّر ساركوزي عن تقديره لنجاح بن علي على الصعيد الاقتصادي مؤكداً ان هذا"لا يمنع ان أتكلم معه ببعض المسائل مثل مسيرة تونس نحو الديموقراطية". وعن قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني البلغاري، قال ساركوزي ان هذه القضية تحظى بأولوية لدى الديبلوماسية الفرنسية وأنه تناول الموضوع مرات عدة في أكثر من فرصة مع العقيد القذافي. وقال ان كوشنير ايضاً أثار هذا الموضوع، وأنه يفكر في الوقت نفسه بالأسر الليبية التي فقدت اولادها بسبب مرض"الايدز"، وهذا مهم"اذا أردنا حل هذه المشكلة". واضاف انه من الرؤساء الذين تناولوا أكثر ما يكون قضية الممرضات،"لكنني أريد أيضاً أن يقال انني مهتم جداً بكون العائلات فقدت خمسين من أولادها"، وأن ماساة هؤلاء يجب أن تؤخذ في الاعتبار.