بدأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، زيارة دولة للجزائر تدوم ثلاثة أيام يُتوقع أن تكرّس "شراكة" بين البلدين وتُتوج بصفقات تبلغ قيمتها بلايين الدولارات. وكان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في مقدم مستقبلي الضيف الفرنسي في مطار الجزائر، وبدا في صحة جيدة. وكان لافتاً غياب وزير قدامى المحاربين محمد الشريف عباس الذي أثارت تصريحاته قبل أيام عن علاقة ساركوزي ب"اللوبي اليهودي"وعن أصوله اليهودية، عاصفة في باريس لم تهدأ سوى بعد تدخل الرئيس الجزائري وتأكيده أن سياسة بلاده الخارجية لا يعبّر عنها سواه أو من يكلّفه بذلك. ويُتوقع أن توقع خلال زيارة ساركوزي للجزائر، عقود قيمتها خمسة بلايين دولار خصوصاً في مجالات الطاقة والطاقة النووية المدنية وقطاع النقل. وسيكون مشروع اقامة اتحاد متوسطي والعلاقات الثنائية والعلاقات المغاربية من بين المواضيع التي سيبحثها الرئيس الفرنسي مع نظيره الجزائري . وأجرى ساركوزي فور وصوله الى العاصمة الجزائرية لقاء مع بوتفليقة في إقامة الدولة بزرالدة، تلاه اجتماع للرئيس الفرنسي مساء مع أرباب عمل وألقى خطاباً أمامهم عن فرص الاستثمار في الجزائر. ويرافق الرئيس الفرنسي أكثر من 100 رئيس ومدير لكبار الشركات الفرنسية. ويرافق ساركوزي في الزيارة بعض أهم الوزراء في حكومته مثل وزيرة العدل رشيدة داتي وهي دائماً في طليعة المرافقين للرئيس الفرنسي حينما ينتقل الى الخارج، ووزير الخارجية برنار كوشنير، ووزيرة المال كريستين لاغارد، ووزير البيئة جان لوي بورلو، وكبار المسؤولين في الجمهورية الفرنسية والقطاعات الاقتصادية. وستبدأ اليوم المحادثات السياسية الفعلية لساركوزي إذ سيعقد لقاء مغلقاً مع بوتفليقة صباحاً، قبل أن يتوسع اللقاء ليشمل وفدي البلدين، ويتوقع بعد ذلك توقيع عدد من الاتفاقات، على أن يقيم الرئيس بوتفليقة في قصر الشعب غداء رسمياً على شرف الضيف الفرنسي. وسيلتقى ساركوزي بعد الظهر رئيس الحكومة عبدالعزيز بلخادم ورئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبدالعزيز زياري. وحاول ساركوزي أن يتدارك أول من أمس موضوعاً يعرف أن الجزائريين سيثيرونه معه خلال الزيارة ويتعلق بدور الاستعمار الفرنسي الذي دام 130 عاماً للجزائر انتهى في 1962، إذ قال انه يتطلع إلى المستقبل بدل التركيز على الماضي. وغضب الجزائريون خلال حكم الرئيس جاك شيراك من تبني البرلمان الفرنسي عام 2005 قانوناً يشيد بما قدّمه المستعمر، وهو أمر أثار أزمة بين بوتفليقة وشيراك وأدى إلى توقف المساعي لعقد معاهدة صداقة بين البلدين. وقام ساركوزي بزيارة للجزائر في تموز يوليو الماضي كانت الأولى له خارج أوروبا بعد انتخابه رئيساً. وجددت صحيفة"الخبر"أمس طلب الاعتذارات التي تطالب بها الجزائرفرنسا حول"جرائم"حقبة الاستعمار التي امتدت بين الاعوام 1830 و1962. وتطلب من ساركوزي كذلك اعادة الاعتبار لضحايا التجارب النووية الفرنسية التي اجريت بين عامي 1960 و1966.