"جمعة يعود الى بلاده" كتاب صدر حديثاً للشاعر العراقي خالد المعالي عن دار الجمل. والكتاب أشبه باليوميات والوقائع يكتبها المؤلف من خلال شخصية "جمعة". ويقدم المعالي كتابه:"كان يريد أن يكتب كتاباً، أن يعلق على بعض ما رأى وعاش، كان يريد أن يوهم نفسه بأشياء كثيرة هنا وهناك... وأن يرى الطريق الى هناك، حيث التهبت الأرض وتصاعد الدخان. في الظل كان، يمضي أيامه ولياليه، لم يرد أن يكون في الضوء، راحه إنشقّت وسالت دماؤه، بقي القلمُ مطروحاً ولم تتوقف أحلامه عن الحضور. ريقه جفّ، كان يريد الكلام، فهمهمَ الكلمات وأقعى، الكلب يقعي، هو أقعى. سار في الطريق، في طريق الأحلام سار، فشدته الرياح، وضاع منه الذي كان لديه والرياح شدته اليها ولوحت له الأماني من بعيد. غير انه سار متعثر الخطوات، يده تشد عصاه التي بها لامس الطريق. هكذا كان إذن. تبعثرت أوراقه، بعضها لاح في الهواء طائراً وضاع في الأعالي، لكن كمشة بقيت منها في يده، رتّق فيها طويلاً، حينما كان ذهنه يصفو وتهدأ العواصف في روحه، تشجع بكل اليأس الذي يملكه والذي لا يملكه، وخطها من جديد لنفسه ثم توسّد حجراً من أحجار الطريق ونام".