تجمع عشرات آلاف المحتجين المناهضين للعولمة في ميناء روستوك الألماني المطل على بحر البلطيق أمس للإعراب عن استيائهم من سياسات الدول الصناعية الكبرى في العالم، وذلك قبل عقد قمة مجموعة الثماني في مدينة هايليغندام الساحلية المجاورة لروستوك الأربعاء المقبل. وانتشرت الشرطة بكثافة في أنحاء روستوك، بعدما ازدحمت القطارات المتجهة إليها بالمحتجين أول من أمس، فيما أغلق عمال واجهات المتاجر بألواح خشب لحمايتها من الأضرار التي قد تلحق بها نتيجة أي احتكاك بين الشرطة والمحتجين. وفي شفيرن، احتجزت الشرطة حوالى 150 متظاهراً قدموا من هامبورغ، وذلك بعد أن حظرت محكمة التجمعات فيها، علماً أن مروحيات حلقت في سماء المدينة لمراقبة تحركات مثل هؤلاء الأشخاص الذين يصرون على تنظيم تظاهرات. وجرح أكثر من 100 شرطي في اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين، فيما وجه زعماء ألمان بينهم المستشارة أنغيلا مركل نداءات من أجل تنظيم تظاهرات سلمية، علماً أن متظاهراً قتل برصاص الشرطة خلال القمة التي عقدت في جنوى عام 2001. وقبل اربعة ايام من انعقاد قمة الثماني، انتقد الرئيس الروسي فلادمير بوتين مجدداً المشروع الأميركي لنشر درع مضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية، مؤكداً ان واشنطن"تضطرنا الى الرد". وقال بوتين لمجلة"دير شبيغل"الالمانية:"ثمة سعي لاقامة حاجز ضد شيء غير موجود، وروسيا مضطرة للرد على ذلك". واشار بوتين الى ان الدرع الصاروخية الاميركية"تزيد اخطار اندلاع نزاع نووي، في ظل تقويضها التوازن الاستراتيجي في العالم". واطلقت روسيا الثلثاء الماضي صاروخاً من طراز"ار اس - 24"بهدف تعزيز القدرات العسكرية لقوة الضرب الروسية للقضاء على انظمة دفاع مضادة للصواريخ". وفيما يتوقع أن تشكل سبل مكافحة التغير المناخي إحدى أولويات قمة مجموعة الثماني، كشفت شركة"كلايميت بارتنر"للاستشارات المناخية أن القمة ستضر بالبيئة،"نظراً إلى أنها ستتسبب في انبعاث نحو 30 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون في الجو". وقال خبراء الشركة إن"هذه الكميات تعادل ثلث انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تسببت بها بطولة كأس العالم لكرة القدم طيلة أربعة أسابيع السنة الماضية، مشيرين إلى أن رحلات الطائرات الحكومية ذهاباً وإياباً الى مطار روستوك ستبعث وحدها 7138 طناً من ثاني أوكسيد الكربون على الأقل، يضاف إليها الانبعاثات الضارة الناتجة من الطائرات العمودية التي تحلق في أجواء المدن القريبة من القمة والسيارات الخاصة التي تقل الضيوف إلى منطقة القمة وداخلها. كما أشار الخبراء إلى الانبعاثات الضارة التي سيتسبب فيها توفير مكان لمكوث رجال الشرطة المسؤولين عن حماية القمة، والذين يقدر عددهم بنحو 16 ألف شرطي وسبل تنقلهم، إضافة إلى معسكر المتظاهرين والصحافيين ال4700 الذين سيتولون تغطية القمة وصنع السياج الذي سيحيط بمقرها.