يجتمع المسؤولون الأميركيون والأوروبيون في البيت الأبيض اليوم، لمناقشة تعزيز التعاون الاقتصادي مع تضاؤل الآمال باتفاقهم على سبل مكافحة الاحتباس الحراري. وكانت المستشارة الألمانية انغيلا مركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ومجموعة الثماني، تراهن على القمة السنوية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في واشنطن، لتنسيق المواقف في مواجهة التبدل المناخي قبل بداية حزيران يونيو. وتستضيف مركل في هذا الموعد قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في هايليغندام. لكن بسبب عدم الاتفاق على أهداف تقليص انبعاث ثاني أوكسيد الكربون، يتجه الجانبان الى الاكتفاء بإعلان نيات، وسط تباعد بين الرئيس الأميركي جورج بوش من جهة ومركل ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو من جهة أخرى. والتزم أعضاء الاتحاد الأوروبي ال27 في آذار مارس الماضي تقليص انبعاث غازات الدفيئة بنسبة لا تقل عن عشرين في المئة بحلول العام 2020 قياساً بالعام 1990. وقدمت المانيا خطة تقترح فيها تقليص هذه الانبعاثات حتى 40 في المئة خلال الفترة نفسها. وعلى رغم أن"الحرب على الإرهاب"لا تزال تثير خلافات بين الأميركيين والأوروبيين، يبدو أن الجانبين تجاوزا مفاعيل اجتياح العراق، خصوصاً أن الإدارة الأميركية الضعيفة في حاجة ماسة الى التعاون الدولي. ووسط هذا المناخ، تتصاعد وتيرة المعركة في ملف غازات الدفيئة. ونبه السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي سي. بويدن غراي الى وجوب عدم توقع أن تكون قمة الإثنين"لحظة الحقيقة"على هذا الصعيد. وتحت شعار الدفاع عن مصالح الاقتصاد الوطني، يرفض جورج بوش فرض سقوف للانبعاثات على الولاياتالمتحدة. وفي ظل الخلاف في الموضوع المناخي، اعتبر السفير الأميركي أن التعاون الاقتصادي يشكل"جوهر"العلاقة بين اكبر كتلتين اقتصاديتين في العالم. وفي هذا السياق، يتوقع أن يشكل الأميركيون والأوروبيون مجلساً يعمل على"شراكة اقتصادية عبر الأطلسي". كذلك، سيوقع الأميركيون والأوروبيون اتفاق تحرير الملاحة الجوية عبر الأطلسي أو ما يعرف ب"الأجواء المفتوحة". وسيطالب الأوروبيون الأميركيين بأن يسمحوا لمواطني دول أوروبا الشرقية التي انضمت أخيراً الى الاتحاد بدخول الولاياتالمتحدة من دون تأشيرة مسبقة. وخلال ثلاث جلسات عمل مشتركة، سيبحث بوش وباروسو ومركل تعاونهم في مواجهة الأزمة النووية الإيرانية ووضع إقليم كوسوفو والإرهاب وانتشار الأسلحة النووية. وقبيل الزيارة، طالبت المعارضة الألمانية مركل بمقاومة الخطط الأميركية المتعلقة بنشر نظام الدرع المضادة للصواريخ في شرق أوروبا. وصرح زعيم الحزب الحر الديموقراطي المعارض غوديو فيسترفيله بأن الخطط الأميركية بنشر مظلة الدفاع الصاروخية ستؤدي إلى جولة جديدة من سباق التسلح، القارة في غنى عنه.