أكدت مصادر متطابقة في محافظة صعدة اليمنية شمال غربي البلاد ل "الحياة" امس ان زعيم التمرد عبدالملك الحوثي لا يزال موجوداً في صعدة ولم يغادر اليمن الى قطر مع اثنين من أشقائه وأحد معاونيه في اطار اتفاق مع الحكومة برعاية قطرية الاسبوع الماضي، وان"الحوثيين"يواصلون هجماتهم على القوات الحكومية في المنطقة. ويشمل الاتفاق الذي اعلن السبت الماضي وقف المواجهات مع القوات الحكومية وتسليم السلاح في مقابل عفو عام من الرئيس علي عبدالله صالح، وخروج ثلاثة من أبناء بدر الدين الحوثي وأحد أتباعهم الرئيسيين الى المنفى الطوعي في قطر. وأوضحت المصادر إن التوصل الى الاتفاق ادى الى نشوب خلاف بين أتباع"الحوثي"واشتباكهم بالسلاح الأحد الماضي في منطقة مرطة المركز الرئيس للتمرد في صعدة، بعدما رفضت بعض المجموعات مغادرة عبدالملك الحوثي الاراضي اليمنية ووقف اطلاق النار أو الاتفاق مع الحكومة، وطالب بعضها بان يظل قادة التمرد في البلاد الى حين التأكد من تسوية أوضاع أتباعهم وتنفيذ الحكومة بنود الاتفاق. وأضافت ان الاشتباك بين"الحوثيين"أسفر عن سقوط قتلى وجرحى لم يكشف عددهم. وأشارت المصادر نفسها الى أن المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين لم تتوقف رغم اعلان اتفاق وقف النار السبت الماضي. وأكدت مصادر عسكرية في صعدة ل"الحياة"ان"الحوثيين"لم يوقفوا اطلاق النار ويستمرون في مهاجمة القوات الحكومية في العديد من المناطق. من جهته، اتهم عبدالملك الحوثي السلطات بأنها لم تتوقف عن الأعمال العسكرية ضد أتباعه في مناطق آل الصيفي وفطاير والمصاعبة. وقال في بيان ان"السلطة وحتى الآن لم تتوقف عن جرائمها... في مديرية قطابر ومنطقة آل الصيفي ومنطقة المصاعبة إضافة إلى مناطق أخرى"في شمال البلاد. واضاف ان"السلطات لم توقف عدوانها المستمر على تلك المناطق"، وانها"تجعل من التزامنا الأخلاقي والحضاري واحترامنا للوسطاء فرصة للاصطياد في الماء العكر وتحقيق بعض المكاسب العدوانية"، مؤكدا انه واتباعه"لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن النفس". لكنه أقر بوجود مفاوضات مع الحكومة. وقال"ان شوطاً كبيراً قطع في الاتفاق على كثير من الأمور وان ذلك يبعث على الأمل في امكان وقف نزيف الدم".