برز أمس تطور جديد في أحداث نهر البارد تمثل باشتباك بين عناصر من حركة "فتح" وعناصر من "فتح الإسلام" ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى من الثانية للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات قبل 35 يوما التي تمكن خلالها الجيش اللبناني من السيطرة على مواقع"فتح الإسلام"ما دفع بفلول عناصرها الى اللجوء الى المخيم القديم. ونقلت"الوكالة الوطنية للإعلام"من داخل المخيم ان مجموعة من تنظيم"فتح الإسلام"توغلت داخل المخيم القديم وتصدت لها عناصر من حركة"فتح"- أبو عمار. وأكدت مصادر فلسطينية في مخيم نهر البارد ل"الحياة"في اتصال هاتفي، وقوع اشتباك بين عناصر حركة"فتح"ومجموعة من"فتح الإسلام"من دون ان تحدد عدد الضحايا. وقالت المصادر:"ان الاشتباك وقع عندما حاولت مجموعة من"فتح الإسلام"دخول المربع الأمني الذي حدده الجيش اللبناني للمدنيين وفصائل منظمة التحرير واعداً بعدم تعرضه للقصف، ما دفع بحركة"فتح"إلى إنذارها بعدم دخول المربع لئلا تعرّض المدنيين للخطر، لكنها لم تتجاوب ما أدى إلى وقوع الاشتباك. وتزامن ذلك مع اشتباكات متقطعة بين الجيش اللبناني وما تبقى من عناصر"فتح الإسلام"الذين فروا إلى المخيم القديم ويحاولون مجدداً التسلل إلى المواقع السابقة. وتركز في المقابل القصف المدفعي المتقطع على المنطقة البحرية. واستهدف تحصينات ودشماً تعود للفصائل الفلسطينية عند محيط مكتبي"الجبهة الشعبية"وپ"الديموقراطية"مع تركيز على"مكتب التنظيم"الذي وضع مسلحو"فتح الإسلام"اليد عليه، وهو قريب من الشارع الرئيسي في وسط المخيم. واستهدف القصف أيضاً بناية الصاعقة وبناية شمع على الضفة اليمنى من نهر البارد ومحيط مكتب"فتح - المجلس الثوري"في المنطقة الشرقية من المخيم. وأحبط الجيش محاولة تسلل لعناصر"فتح الإسلام"عند المحور الشمالي للمخيم. وأقيم عدد من اللقاءات والقداديس تضامناً مع الجيش اللبناني وشهدائه الذي سقطوا في نهر البارد، أبرزها قداس أقامه"تكتل التغيير والإصلاح"لراحة أنفس شهداء الجيش والصليب الأحمر، في كنيسة القيامة ? البياضة، ألقى خلاله رئيس التكتل النائب ميشال عون كلمة دعا فيها الى تعزيز قدرات الجيش. أكد عون أن"لا أمن سوى الأمن الذي توفره بندقية الجيش، فالسلاح غير الشرعي يفترس نفسه وبيته، وشتان بين بندقية الطمأنينة والبندقية المرهبة وبين أمن للمواطن وأمن كامن له". وأضاف:"ان جيشنا وطني يقوم بحماية الوطن ضد الأخطار التي تتراكم على أرضه وهو ليس جيش نظام يدافع عن حكومة أو حزب سياسي، بل عن كل مكونات المجتمع الذي ينبثق منه، لذلك وجب تعزيزه الآن وليس غداً". وتوجه الى الشهداء قائلاً:"باستشهادكم أصبحتم بحجم الوطن، فلا أحد يمتلك أن يوظفكم، وعلى الكل ان ينحني احتراماً أمامكم، وعلى الجميع أن يحترموا صمتكم وان شعروا بما يرتب عليهم واجب المواطنة فليذهبوا الى النصب الوطني الذي يجهلكم وينحنوا بتواضع أمامه، أما فنحن فنقطع عهداً أمامكم وعلى نفوسنا بأننا لن نستكين قبل معرفة كل الحقائق والظروف التي أدت الى استشهادكم".