دخلت المواجهات في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم "فتح الإسلام" أسبوعها الرابع أمس، وسط تصاعد غبار المعارك وسقوط المزيد من الشهداء للجيش وتسجيل المزيد من الإصابات في صفوف التنظيم المسلح وتراجعه الى مواقع خلفية. وكانت المعارك احتدمت منذ الصباح الباكر أمس, على الجبهتين الشمالية والجنوبية للمخيم, وقرابة السادسة صباحاً، وفي محاولة منه لزيادة الضغط على مسلحي"فتح الإسلام"لتسليم أنفسهم، بدأ الجيش دك المواقع المتبقية لهذا التنظيم بمدفعية الميدان البعيدة المدى وبمدفعية الدبابات بمعدل 15 قذيفة في الدقيقة الواحدة لا سيما في محيط مدارس"اونروا"التي تحصن في داخلها عناصر"فتح الإسلام"وتضم ملاجئ قيل انها من ثلاث طبقات تحت الأرض عمل المسلحون أيضاً على تفخيخها وحفر ممرات تحت الأرض كمنافذ في اتجاه البحر. واستهدف القصف مركز التعاونية في وسط المخيم. ودارت اشتباكات عنفية في محيط هذه المراكز في محاولة على ما يبدو من الجيش للسيطرة عليها. وكان الجيش نفذ ليل أول من أمس من الجهة الجنوبية عملية تمشيط بالنار لكل المنطقة الواقعة الى الضفة الجنوبية لمجرى نهر البارد، لا سيما حقول القصب وبعض الأبنية التي كانت مجموعات"فتح الإسلام"تتسلل عبرها لإطلاق النار في اتجاه مواقعه في تلتي المحمرة وبحنين. وذكرت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية ان مصير الرجال الثلاثة الأوائل في قيادة التنظيم شاكر العبسي وپ"ابو هريرة"شهاب قدور وپ"ابو سليم"طه الناطق الإعلامي باسم"فتح الإسلام"الذي استعيض عنه بشاهين شاهين للتواصل مع الإعلام لا يعرف. الا ان وكالة"رويترز"نقلت عن"أبو هريرة"من داخل المخيم قوله:"الجيش يقصفنا من بعيد ولا يقربون. سنقاتل للآخر حتى لو بقيت المعركة أشهراً لا مشكلة لدينا". واشتدت المواجهات على محوري ناجي العلي - التعاونية ومسجد القدس ومحيط مسجد الصحابة ومحيط مسجد الصفوري. وتصاعد دخان اسود كثيف وسط المخيم وجنوبه. كما شهد المخيم قصفاً عنيفاً ومركزاً لمواقع"فتح الإسلام"المعروفة والمستحدثة، لا سيما الجهات الشرقية والشمالية والبحرية، بمعدل قذيفة كل دقيقة من عيار 155 و 130 والمباشرة 106. وتركز القصف على الواجهة البحرية حيث يقيم المسلحون مواقع مدفعية لهم من نوع هاون. وتسببت القذائف بأضرار فادحة على الطريق الدولي. وذكرت"الوكالة الوطنية للإعلام"ان الجيش اصبح على مسافة أمتار من مركز"صامد"واستولى على محيط مدارس اونروا، واستراحة النورس وبعض المباني المتاخمة. ودارت اشتباكات عنيفة في محيط مسجد القدس والأبنية القريبة منه، حيث توجد مواقع محصنة لعناصر"فتح الإسلام"، وترافقت مع اشتباكات متقطعة على الأطراف الجنوبية للمخيم وفي وسطه، مع تقدم ملحوظ للجيش، في ظل مواجهات عنيفة على اكثر من محور. ونقلت"رويترز"عن مصادر أمنية ان ثلاثة جنود لبنانيين استشهدوا خلال معارك أمس, وان 21 جندياً جرحوا في تبادل القصف بالأسلحة الرشاشة والمدفعية منذ ساعات الصباح الأولى، خصوصاً في أطراف المخيم وبالأخص المدخلين الشمالي والشرقي للمخيم. وافادت مصادر أمنية"الحياة"ان المخيم بقي أمس مغلقاً أمام سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والهلال الأحمر, فلم يدخل الخبز للمدنيين المحاصرين كما لم يتم إخراج أي نازح وذلك بسبب شدة الاشتباكات, وكان نزح مساء أول من أمس نحو مئة شخص يمثلون 15 عائلة. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ناطق باسم الجيش اللبناني ان ثلاثة جنود لبنانيين استشهدوا واصيب عشرة آخرون بجروح بأيدي قناصة"فتح الإسلام"الكامنين داخل مخيم نهر البارد. واشار الى ان"أربعة من الجنود المصابين هم في حال خطرة". واقر الضابط بأن الجيش حاول التقدم صباحاً في اتجاه مواقع"فتح الاسلام"في الجهة الشمالية الشرقية من المخيم غير انه واجه مقاومة شديدة على مشارف المخيم.واوضح"ان جنودنا يقاتلون من بناية لبناية غير انهم يواجهون مقاومة شرسة من قبل المتطرفين الإسلاميين الذين فخخوا منازل بالمتفجرات". واكد الضابط ان الجيش"يتقدم ببطء ولكن بثبات"وان الهجوم الذي نفذ صباحاً"يشكل خطوة اضافية في اتجاه الحل العسكري". وقال الناطق باسم"فتح الإسلام"شاهين شاهين لوكالة فرانس برس ان"الجيش نفذ تحت غطاء من المدفعية هجوماً على مواقعنا"، مضيفاً انه"تم صد الهجوم". الا ان مصدراً عسكرياً لبنانياًأوضح لوكالة"يونايتد برس انترناشونال"ان جنديين قتلا وأصيب عشرة عندما سقطت قذيفة قرب موقعهم خلال اشتباكاتعنيفة مع عناصر تنظيم"فتح الإسلام"في محيط المخيم. وذكرت"وكالة الانباء المركزية"ان المعلومات المتوافرة لديها تشير الى"ان عناصر"فتح الاسلام"يعتمدون على سلاح القناصة والپ"آر بي جي"والرمانات اليدوية ويستهدفون الجيش اللبناني بالقنابل من المباني العالية، ما دفع بالجيش الى هدم هذه المباني بالمدفعيةواضافت"ان الجيش يحكم السيطرة على محيط المخيم وفتح طريقاً واحداً ليدخل عبره الى المخيموكانت اعمدة دخان الحرائق تصاعدت من احد مستودعات المازوت الخاصة بالفلسطيني أبو رامي عكلة في الجهة الجنوبية الغربية للمخيم. الجيش ينعى شهيدين ونعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، العريف الشهيد ساري قاسم العلي مواليد 1985 عيات ? عكار والعريف الشهيد عبد الرحمن المصطفى مواليد 1977 الشيخ زناد ? عكار، اللذين استشهدا أثناء قيامهما بواجبهما العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشمال. الاتصالات السياسية وتابعت النائب بهية الحريري تطورات الوضع في مخيم نهر البارد وموضوع تثبيت الهدوء في عين الحلوة مع وفد من حركة"حماس"زارها في مجدليون. وأشار ممثل الحركة في لبنان أسامة حمدان الى ان"حتى الآن لا توجد مبادرة بالمعنى السياسي الكامل على غرار ما حصل في مخيم عين الحلوة, وان كانت هناك أفكار يتم تداولها، ونحن نريد حلاً كاملاً للمشكلة في البارد يضمن أمن المخيم واستقراره ويضمن أيضاً سلامة أبناء المخيم والا يتعرضوا لأي اذى في أي مرحلة لاحقة، وقلت ان ما جرى في عين الحلوة يمكن ان يشكل نموذجاً يؤخذ به". والتقت الحريري أمين سر حركة"فتح"وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب خالد عارف. وكانت الحريري اعتبرت في حديث لإذاعة"صوت لبنان"ان الجيش"يخوض معركة السيادة والاستقلال وتحرير الفلسطينيين من العبث بأمنهم للانتصار بقضيتهم الأساسية". وأكدت"ان عدم إهمال الحق الإنساني للوجود الفلسطيني في لبنان يغلق الباب على كل الآفاق التي تستوطن المخيمات"، وقالت:"على رغم محاولات الاغتيال السياسي التي تطاولني على خلفية هذا الملف، سأواصل العمل بمشاركة الجميع من فلسطينيين ولبنانيين في عملية الاستنهاض للاستقرار". الاغاثة السعودية الى ذلك, تفقد وفد من"الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعبين اللبناني والفلسطيني"النازحين من مخيم نهر البارد والمتضررين من الأهالي المقيمين في محيط المخيم. واوضح مدير مكتب التنسيق والمتابعة في الحملة يوسف الرحمة ان"المساعدات تم الشروع في تنفيذها بتوجيه من وزير الداخلية السعودي المشرف العام على الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني الأمير نايف بن عبد العزيز، وطلب تقديم إغاثة عاجلة تنطلق اليوم، وتبدأ بحصص غذائية تحتوي على المواد الأساسية للأسر التي نزحت من مخيم نهر البارد".