قتل 25 مدنياً بينهم 9 نساء و3 أطفال و20 من عناصر حركة "طالبان" في قصف جوي شنته القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان ايساف التابعة للحلف الأطلسي في ولاية هلمند جنوب ليل الخميس - الجمعة. وأوضح قائد شرطة هلمند محمد حسن ان المعارك التي شارك فيها طيران الحلف الأطلسي اندلعت في قرية آدم خان، مشيراً الى ان سلاح الجو قصف من طريق الخطأ منزلين او ثلاثة يسكنها مدنيون، فيما أعلن الناطق باسم"ايساف"جون توماس ان الاشتباكات وقعت اثر تمركز عناصر من"طالبان"في منطقة هاجموا منها قافلة للحلف. جاء ذلك بعد مقتل 17 مدنياً على الأقل في معارك في اقل من أسبوع قضى بعضهم في غارات جوية للحلف. وبعدما اقرّ التحالف هذا الأسبوع مؤكداً انه لم يعلم بوجود أطفال داخل مدرسة دينية شرق أفغانستان قصفها الأحد الماضي للاشتباه في إيوائها مقاتلين من"القاعدة"، اعترفت"ايساف"بمسؤوليتها عن مقتل عدد من المدنيين في عمليات شنت في اروزجان جنوب، وأثمرت استعادة منطقة تشورا من"طالبان"، علماً ان حاكم الولاية الملا حمد الله أكد مقتل 60 مدنياً في قصف جوي نفذه الحلف الأطلسي طيلة ثلاثة أيام، وتبادل قذائف مدفعية بين الحلف و"طالبان". وكانت وكالة"أخبار"التي تضم منظمات أفغانية وأجنبية غير حكومية أفادت الثلثاء الماضي ان القوات الدولية والأفغانية مسؤولة عن مقتل 230 مدنياً على الأقل، بينهم 60 امرأة وطفلاً في أفغانستان منذ مطلع السنة. وفيما يشكل سقوط قتلى مدنيين موضوعاً حساساً بالنسبة الى حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي والقوات الأجنبية، أكد كارزاي ان"طالبان"لا تهدد أمن بلاده على المدى البعيد، واستخف بتهديدات الحركة بأنها ستكثف هجماتها في العاصمة كابول،"خصوصاً أن قادة كثيرين لها ولتنظيم القاعدة ابعدوا من أفغانستان". وقال لهيئة الإذاعة البريطانية إن"الميليشيا الإسلامية طردت ولا تتوافر لها المقومات لتشكيل حكومتها". وأضاف:"كل ما تستطيع القيام به هو تفجير قنابل، ولا تملك الشجاعة لمواجهتنا. لذا فأنها لا تهدد أمن أفغانستان وحكومتها وأهدافها المقبلة". لكن كارزاي شدد على ضرورة وقف العنف المستمر وإيجاد حل له،"لان مدنيين كثيرين يقتلون في المواجهات"، فيما أكد أن أفغانستان والعراق"يمثلان روايتين مختلفتين". وكشف الرئيس الأفغاني أن حكومته تجري اتصالات منتظمة مع عناصر من"طالبان"، مشيراً الى أن أعضاء معتدلين كثيرين في الحركة بدأوا ينشقون عنها وينضمون إلى الحكومة". وفي شأن العلاقة مع باكستان، قال كارزاي إنها"تحمل مفتاح مستقبل أفغانستان، بسبب الدعم الذي تتلقاه الحركة في باكستان، ونحن نعلم جميعاً أين الملاجئ فيها، كما ندرك أن تجنيد الانتحاريين فيها يمثل مسألة خطرة نريد حلاً لها". على صعيد آخر، أعدم ناشطون إسلاميون مقربون من"طالبان"أفغانياً بقطع رأسه بعدما اتهموه بالتجسس لمصلحة الأميركيين في خار كبرى مدن إقليم باجور القبلي شمال غرب المحاذي للحدود مع أفغانستان. وقال مهمور خان المسؤول في القوى الأمنية ان القتيل يدعى سروار خان 45 سنة ويتحدر من ولاية كونار، ويعمل وسيطاً في عمليات الخطف، مشيراً الى ان منفذي الإعدام تركوا رسالة حذرت كل من يتجسس لحساب الأميركيين من انه سيواجه المصير ذاته". وفي باكستان، قتل شخصان وجرح 30 آخرون لدى إحباط حراس أمن هجوماً على تجمع ديني نظمه مركز للدعوة الإسلامية في مدينة بانو بإقليم الحدود الشمالية الغربية. وأوضحت الشرطة ان حارس أمن قتل لدى محاولته منع مسلح من فتح النار وإلقاء قنبلة يدوية، ثم قضى المهاجم متأثراً بجروح أصيب بها. وقالت انها تحقق في الحادث من اجل تحديد الدافع لتنفيذ الهجوم الذي نفذ في منطقة ذات تاريخ من العنف الطائفي بين السنة والشيعة.